ألست ترى أن الظلم ينادي بنقص الظالم وأنه ليس له كمال يردعه عن ظلمه ويوجب الوثوق بصدقه في أخباره وتبليغه واستقامته في تهذيبه وتعليمه وسيطرته فلا يثق العقلاء به ولا ينقادون إليه. فكيف يجعل الله الإمامة الدينية فيه وكيف ينقض الله غرضه ويجعل الحجة للعباد عليه مع أنه الإله القدوس الكامل العليم الحكيم.
دعوى النبوة والرسالة حيث ترد بدلائل كذبها
هل يخفى من العقل والشرع والقانون الفطري الأولي في كل قضاء أن كل دعوى يراد إقامة الحجة عليها لا بد من أن تكون غير ساقطة في نفسها ولا مقرونة بالموانع الشاهدة على سقوطها. وقد أشرنا لك في الكلام السابق من دلالة العقل وبيان القرآن الكريم وحجته وأومأنا إلى ما لا يناسب مقام النبوة بل يمنع منها بحيث أن التلوث بشئ من تلك الأمور لا تسمع منه دعوى النبوة والرسالة ولئن زعم أن عنده شيئا من الحجة على دعواه صاح به الحق والحقيقة أأقف وأسكت يا هذا المدعي باطلا فإن تلوثك المحسوس والعلوم بموانع النبوة أوضح حجة وأصدق شاهد على سقوط دعواك وبطلانها وعلى أنك إن أتيت بشئ تحاول به الاحتجاج لدعواك الساقطة فإنما هو خرافة مشوهة أو صورة مموهة لا مساس لها بشئ من الصواب.