رحلة المدرسیّة والمدرسة السیّارة فی نهج الهدی

محمدجواد بلاغی

نسخه متنی -صفحه : 482/ 412
نمايش فراداده
لكن يا شيخ إن صح أمر الإلهية والنبوات أمكن أن يكون إخبارها بمنزلة النظارات المكبرة والمقربة لمداركنا ما يخفى عليها. إلا أنه لا يقبل منها ما يبتني على أمر غير معقول. رمزي: هل تسمحون بأن أذكر الكلمات التي جمعتها نزعة واحدة من الغرب والشرق في كتاب (1) والمقولة في ماهية النفس وشأن بقائها بعد الموت وعدمه. لكي يتجلى الأمر فيها باحتكاك الآراء في هذا المجمع السعيد. أقولها كأنها كلماتي ولا مساس لها بما في ضميري. الحاضرون: قل كلماتك يا رمزي بكل حرية.

الماديات والحقائق الروحية والتعليل

الماديات والحقائق الروحية والتعليل

رمزي: إن الماديات مع كونها محسوسة لم تضمن لنا ماديتها عصمة العقول عن الخطأ في تعليلها وتفسيرها فقد مضت أجيال والناس مجموعون على أن الشمس تدور حول الأرض مع أن الأيام أوضحت فساد هذا الاعتقاد فما حال قولنا في الحقائق الروحية التي لا سبيل لنا لإدراكها سوى الحدس والافتراض فالحقائق الروحية التي اكتشفها البشر إلى يومنا هذا ليس سوى بنات التعليل التي لم يقم على إثباتها دليل حسي ولم تكتسب صفة الحقائق الراهنة إلا لإحجام العقول وعجزها عن تعليل ينافيه فلان كان الأمر كذلك فمن ذا الذي يضمن لنا أننا لا نخبط فيها خبط عشواء في ليلة ظلماء. عمانوئيل. أراك أخذت هذا الكلام من زمزمة جديدة قد أباحت

1 ـ في كتاب ماهية النفس المطبوع في بغداد سنة 1922 م. (*)