هذه بنات الاستقراء والحس المجرد. أما بنات التعليل أعني العلميات المحكمة القيمة فإنها تكفي فيها مشاهدة أفراد يسيرة تنبه العقل إلى التعليل الطبيعي والملازمة البينة فيجري الحكم القطعي العام لكل فرد يفرض وجوده في العالم. يروى أن رجلا فلمنكيا جمع اتفاقا بين عدسية مزدوجة التحديب وبين أخرى مزدوجة التقعير فنظر فيهما فرأى الشيخ كبيرا قريبا فجرب والده ذلك مرارا يسيرة فاهتدى بعقله الفطري إلى التعليل الطبيعي إجمالا فاخترع النظارة المكبرة والمقربة (التلسكوب) وصار قانونها علميا فليست قوانين (التلسكوب) إلا بنات التعليل. ليست الكرامة في هذه الأمور للحس وإنما الكرامة للتعليل الذي يثبته العقل الفطري ولو من إشارة الحس وتنبيهه أحيانا. وقد أشير إلى شئ من ذلك أيضا في كتاب أنوار الهدى صحيفة 3.
الآراء المادية في النفس ونقدها
رمزي. النفس روح لا حس لها ولا تأثير إلا إذا اتحدت بالمادة فكيانها بالمادة وللمادة وجدت فكيف يمكن بقاؤها بعد انفصالها من البدن.
عمانوئيل. هل أنت باحث يا رمزي أو جالس على كرسي الافتاء؟ من أين لك أن النفس لا حس لها ولا تأثير إلا إذا اتحدت بالمادة؟