القس: يا بني لا تتكلم بحدة فإن الروحانيين يقولون لا شئ من الدينونة على الذين في المسيح. فإنه ينسب إلينا بر المسيح بالإيمان به. فالمسيح حفظ الشريعة فبالإيمان به ينسب إلينا حفظها فيكون الله عادلا في تبريرنا لأن عدله استوفى حقه.
عمانوئيل: يا سيدي قد رأيت هذا الكلام لجمعية كتاب الهداية المطبوع بمعرفة المرسلين الأمريكان في الجلد الرابع صحيفة 280. ولكن يا سيدي إن المسيح قد أمرنا بحفظ الشريعة ففي الفصل الخامس من إنجيل متى عن قول المسيح 17 لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ما جئت لأنقض بل لأن أكمل - 19 فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى أصغر في ملكوت السموات. وفي أول الفصل الثالث والعشرين " حينئذ خاطب الجموع وتلاميذه قائلا على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون فكل ماقالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه " - يا سيدي فإذا ضيعنا الشريعة على رغم تعليم المسيح لنا بحفظها فكيف ينسب إلينا حفظ المسيح لها. وكيف ونحن العصاة لله وللمسيح في تضييع الشريعة ينسب إلينا بر المسيح.
يا سيدي هب أن الله يغفر لنا عصياننا بتضييع الشريعة ويسامحنا في ذلك. ولكن كيف نكون أبرارا وكيف ينطبق ذلك على عدل الله وكيف ينطبق على المعقول.
وأيضا فإن العهد القديم يقول في الفصل الرابع والثلاثين في سفر الخروج والرابع عشر من سفر العدد والفصل الأول من كتاب ناحوم " إن الله يغفر الإثم والخطيئة ولكن لا يبرأ إبراء.
اليعازر: التفت أنا إلى حالة سيدنا القس عند كلام ولدي عمانوئيل فرأيته مطرقا متحيرا قد استولى عليه الحزن والتألم وهو يخط الأرض بإصبعه ويقول: " ماذا أقول " فرحمت حالته وأحببت أن ألاطفه ببعض الظرائف المؤنسة وأريح فكره من هذه الأمور العظيمة فقلت. هل يأذن لي سيدي القس بأن نعرض عن هذا الكلام ونتكلم بما نروح به نفوسنا.
القس: تكلم يا اليعازر.