معجم مقاییس اللغة

ابن فارس، احمد بن فارس

نسخه متنی -صفحه : 228/ 118
نمايش فراداده

وممّا شذّ عن هذا كلّه : أضْنَأَ فلانٌ من كذا : استحيا منه .

ضهب : الضاد والهاء والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شَيء وما أشبه ذلك . فمن ذلك اللّحم المضَهَّب : الذي يُشْوَى . وقال قومٌ : هو الذي يُشوى ولا يُنضَج . وقال امرؤ القيس :


  • نَمُشُّ بأعرافِ الجيادِ أكفَّنا إذا نحن قُمنا عن شواء مُضَهَّبِ

  • إذا نحن قُمنا عن شواء مُضَهَّبِ إذا نحن قُمنا عن شواء مُضَهَّبِ

وقالوا : الضَّيْهَب : المكانُ يُحمَى ليُشوَى عليه اللحم . وقال قومٌ : اللحم المضهّب : المقطّع . وليس هذا بشيء إلاّ أن يكون مقطعاً مشويّاً؛ لأنّ القياس كذا هو . تقول : ضهّبت القَوْسَ  و الرُّمح بالنار عند التَّثقيف  .

ضهد : الضاد والهاء والدال كلمةٌ واحدة . ضَهَدْتُ فلاناً : قهرتُه ، فهو مضْطَهَدٌ ومضْهُودٌ .

ضهر : الضاد والهاء والراء ليس بشيء ، ولا فيه شاهدُ شعر ، لكنّهم يقولون : إنّ الضَّهْر : خِلْقَةٌ في الجبل من صخر يخالف جِبِلّته .

ضهس : الضاد والهاء والسين ليس بشيء . على أنّ ابنَ دُرَيد  ذكر أنّ العضَّ بمقدَّم الفم يسمَّى ضَهْساً ، يقال منه ضَهَسَ ضَهْساً . قال : وفي الدُّعاء على الإنسان : « لا تأكُلُ  إِلاّ ضاهِساً ولا تشربُ إلاّ قارِساً »؛ أَي إنّه لا يأكل ما يتكلَّف مضغَه . إنّما يَأكل النَّزْر من نبات الأرض . والقارِس : البارد؛ أَي لا يشرب إلاّ الماء .

ضهل : الضاد والهاء واللام أصلان صحيحان ، أحدُهما يدلُّ على قلّة والآخر على أوبة .

فالأوّل : ضَهَلَت النّاقةُ إذا قلّ لبنُها . وهي ناقة ضَهُولٌ . وعينٌ ضاهلة : قليلة الماء . وفي حديث يحيى بن يَعمر : « إن سألَتْكَ ثمنَ شَكْرها وشَبْرك انشأتَ تَُطلُّها وتَضْهَلُها » . ومن الباب ضَهَلَ الشّرابُ : قلَّ ورقّ .

والأصل الآخر : هل ضَهَل إليكم خبرٌ؛ أَي عادَ . قال الأصمعيّ : ضَهَلْتُ إلى فلان : رجعت على وجه المقاتَلة والمغالبة .

وممّا شذَّ عن البابين : أضْهَلَت النّخلةُ : أرطبَتْ .

ضهى : الضاد والهاء والياء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مشابهة شيء لشيء  . يقال : ضاهاه يُضاهِيه ، إذا شاكَلَهُ؛ وربّما هُمِز فقيل يضاهِئُ . والمرأة الضَّهْيَاء ، هي التي لا تَحِيض؛ فيجوز على تمحُّل واستكراه ، أن يقال كأنّها قد ضاهَت الرِّجالَ فلم تَحِضْ .

ضوأ : الضاد والواو والهمزة أصلٌ صحيحٌ ، يدلُّ على نور . من ذلك الضَّوء والضُّوء بمعنىً ، وهو الضِّياء والنُّور . قال الله تعالى : ) فَلَمَّا أضَاءَتْ ما حَوْلَهُ(  البقرة : 17 . قال أبو عبيد : أضاءت النّارُ وأضاءت غيرَها . وأنشد :


  • أضاءت لنا النّار وجهاً أغــ  ــرَّ ملتبِساً بالفؤاد التباسا

  • ــرَّ ملتبِساً بالفؤاد التباسا ــرَّ ملتبِساً بالفؤاد التباسا

ضوب : الضاد والواو والباء شيء يقال ما أدري ما صحّتُه . الضُّوَبانُ : الجمَل القويّ ، ويقال بل الضوبان كاهل البعير .

ضوج : الضاد والواو والجيم حرف واحد ، وهو الضَّوْج : مُنعطَف الوادي ، وجمعه أضواج .

ضور : الضاد والواو والراء أُصَيلٌ صحيح وفيه بعض الإبدال .

فالتضوُّر : الصِّياح والتلوِّي عند الضَّرب . ويقال : هو التقلُّب ظهراً لبَطن . ويقال : الضَّوْر : الجُوع الشَّديد .

وأمّا الإبدال فقال الكسائي: لا يَضُورني كذا، بمنزلة لا يَضِيرني. ورجل ضُورَة : ذليل ، من هذا.

ضوز : الضاد والواو والزاء أصلانِ صحيحان ، أحدهما نوعٌ من الأكل ، والآخر دالٌّ على اعوجاج .

فالأوّل ضازَ التَّمْر يَضُوزه ضَوزاً ، إذا أكله بِجَفاء وشِدّة . قال :


  • فظَلَّ يضُوز التّمر والتّمرُ ناقعٌ بوَردِ كلون الأرجوانِ سَبائُبُه

  • بوَردِ كلون الأرجوانِ سَبائُبُه بوَردِ كلون الأرجوانِ سَبائُبُه

قال ابنُ دريد : هو أن يأخذ التَّمرَة في فمه حتّى تلين . ومعنى البيت هو أن يأخذ الدِّية تَمْراً بدلاً عن الدم الذي لونُه لونُ الأُرجوان .

والأصل الآخر : القِسمةُ الضِّيزَى  .

ضوض : الضاد والواو والضاد ،الضَّوضاة قد مضى ذِكرُه  ، والأصل مضاعَف .

ضوط : الضاد والواو والطاء كلمةٌ واحدة ، وهي الضَّوِيطة . يقال للعجين إذا كثُر ماؤُه حتَّى يسترخِيَ : الضَّويطة .

ضوع : الضاد والواو والعين كلمةٌ واحدة تتفرّع ، وهي تدلُّ على التحريك والإزعاج . يقال : ضاعَني لك الشَّيءُ يَضُوعُني ، إذا حرَّكني . قال :

ولكنّها ريحُ الدِّماء تَضُوعُ

وتضوّعَتْ رائحتُه : نفَحَتْ . قال :


  • تَضَوَّعَ مِسكاً بطنُ نَعْمانَ أنْ مشت به زينبٌ في نسوة عَطِرَاتِ

  • به زينبٌ في نسوة عَطِرَاتِ به زينبٌ في نسوة عَطِرَاتِ

وضاعَت الرِّيحُ الغُصنَ : ميَّلَتْه . وقال قوم : هذا الأمر لا يَضُوعُني؛ أَي لا يُثْقلُني ، والأقيس أن يقال : لا يُحَرِّكُ منِّي ولا أعبأ به . ويقال : ضاع يضوع ويَنْضاع ، إذا تضوّر . قال :


  • فُرَيْخَانِ ينضاعانِ بالفجرِ كلَّما أحسَّا دَوِيَّ الرّيح أو صوتَ ناعبِ

  • أحسَّا دَوِيَّ الرّيح أو صوتَ ناعبِ أحسَّا دَوِيَّ الرّيح أو صوتَ ناعبِ

قال أبو عبيد عن أبي عمرو : ضاعني الشَّيء : أفزَعَنِي . وهذا صحيحٌ؛ لأنّ الفزع يُزْعِجُه ويُقْلِقُه .

ضون : الضاد والواو والنون ليس بشيء . لكنّهم يقولون : إنّ الضَّيْونَ دُوَيْبَّة تشبه السِّنَّوْر .

ضوى : الضاد والواو والياء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على هُزَال . يقال : غلامٌ ضاوِيٌّ : مهزول؛ ووزنه فاعول . وجاريةٌ ضاوِيّة . وكانت العرب تقول : إذا تقارَبَ نسبُ الأبوين خرج الولدُ ضاويّاً . وجاء في الحديث : « استغْرِبُوا لا تُضْوُوا » . وقال ذو الرُّمّة :


  • أخوها أبوها والضَّوَى لا يضِيرُها وساقُ أبِيها أُمُّها عُقِرَتْ عَقْرا

  • وساقُ أبِيها أُمُّها عُقِرَتْ عَقْرا وساقُ أبِيها أُمُّها عُقِرَتْ عَقْرا

يقال منه ضَوِيَ يَضْوَى ضَوىً .

وممّا حُمل على هذا قولُهم : أضويتُ الأمرَ ، إذا لم تُحْكِمْه . ويقال : أضويْتُه إذا انتقصتَه  واستضعفته . قال :

وكيف أَضوَى وبلالٌ حِزْبِي

فأمّا الضَّواة فشيءٌ يقال إنّه يخرج مِن حَياء النّاقة قبل أن يخرُجَ الولَد . ويقال : الضَّوَاة : ورمٌ يُصِيب البعيرَ في رأسه . قال :

فصارت ضَواةً في لهازِم ضرْزِمِ

وممّا شذَّ عن هذا الباب : ضَوَيت إليه أضوِي ضُوِيّاً وأوَيت بمعنىً . ويجوز أن يكون من الإبدال ، أن يقام الضّاد مقام الهمزة .

ضيح : الضاد والياء والحاء أُصَيلٌ صحيح ، وهو اللَّبن الممزوج ، وهو الضَّيَاح . يقال : ضِحت اللّبن ضَيْحاً ، وضَيَّحت أكثَر .

ضير : الضاد والياء والراء كلمةٌ واحدة ، وهو من الضَّير والمضَرَّة . ولا يَضِيرني كذا : أي لا يضرُّني . قال الله تعالى : ) وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضِرْكُم كيدُهم شيئاً (  .

ضيز : الضاد والياء والزاء قد مضى ذكره ، وأصله فيما يقال الواو . وقد قيل إنّه من بَنات الياء؛ فلذلك ذكرناه هاهنا . فالقِسمة الضِّيزَى : النّاقصة . يقال : ضِزْته حقَّه ، إذا منعتَه . وحكَى ناس ضَأَزَه ، مهموز . وأنشدوا :

فحقُّك مَضْؤوزٌ وأنفُكَ راغمُ

ليس في الباب غيرُ هذا .

 ضيطر  : ممّا جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله ضاد الضَّيْطَر ، وقد مضى ذكره  .

ضيع : الضاء والياء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَوت الشَّيء وذَهابه وهلاكه . يقال : ضاع الشَّيءُ يَضيع ضَياعاً وضَيْعةً ، وأضعته أنا إضاعة .

فأمّا تسميتُهم العَقَار ضيعة فما أحسَبُها من اللُّغة الأصِيلة  ، وأظنّه من مُحْدَث الكلام . وسمعت من يقول : إنّما سمِّيت بذلك لأنّها إذا تُرِك تعهُّدِها ضاعت . فإن كان كذا فهو دليلُ ما قلناه إنّه من الكلام المحْدَث . ويقال أضاعَ فهو مُضِيعٌ ، إذا كثر ضِياعه . فأمّا قول الشَّماخ :

أعائِشُ ما لأهلك لا أَراهم

وبقيت كلمة ليست من الباب وهي من باب الإبدال ، حكى ابنُ السّكّيت : تضيَّعت الرِّيح ، مثلُ تضوَّعت .

ضيف : الضاد والياء والفاء أصلٌ واحدٌ صحيح ، يدلُّ على مَيل الشَّيء إلى الشَّيء . يقال : أضَفْت الشَّيءَ إلى الشَّيء : أمَلْته . وضافت الشمس تَضِيف : مالت؛ وكذلك تضيَّفَتْ ، إذا مالت للغروب . وفي الحديث : « أنّه نهى عن الصَّلاه إذا تضيَّفت الشَّمسُ للغروب » . وقال امرؤ القيس :


  • فلمّا دخَلْناه أضفْنا ظُهورَنا إلى كلِّ حاريٍّ جديد مشَطَّبِ

  • إلى كلِّ حاريٍّ جديد مشَطَّبِ إلى كلِّ حاريٍّ جديد مشَطَّبِ

أي أسنَدْنا ظهورَنا . ويقال : ضافَ السَّهم عن الهدف يَضِيف . قال أبو زُبَيد :


  • كلَّ يوم ترميهِ منها برِشْق فمصيبٌ أو ضافَ غيرَ بعيدِ

  • فمصيبٌ أو ضافَ غيرَ بعيدِ فمصيبٌ أو ضافَ غيرَ بعيدِ