معجم مقاییس اللغة

ابن فارس، احمد بن فارس

نسخه متنی -صفحه : 228/ 14
نمايش فراداده

ومن هذا الباب قولُهم : بَنَّنَ الرَّجُل فهو مُبَنّنٌ، وذلك أن يرتبط الشَّاةَ ليسمِّنها. وأنشد :


  • يُعَيِّرُني قومي بأنِّي مُبَنِّنٌ وهل بَنَّنَ الأشراطَ غيرُ الأكارمِ

  • وهل بَنَّنَ الأشراطَ غيرُ الأكارمِ وهل بَنَّنَ الأشراطَ غيرُ الأكارمِ

قال الخليل : البَنَانُ أطرافُ الأصابع في اليدَين. والبَنَان في قوله تعالَى : ) وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان) الأنفال : 12 يعني الشَّوَى، وهي الأيدِي والأرْجُل. قال : وقد يجيء في الشِّعر البَنانَة بالهاء للإِصبع الواحدة. وقال :


  • لا همّ كَرَّمْتَ بَنِي كِنانَهْ (  ) ليس لِحَيٍّ فوقَهُمْ بنَانَهْ

  • ليس لِحَيٍّ فوقَهُمْ بنَانَهْ ليس لِحَيٍّ فوقَهُمْ بنَانَهْ

أي لأحد  عليهم  فضلٌ قِيسَ إِصبع. وقال في البَنَان :


  • لمّا رأَتْ صَدَأَ الحديدِ بجِلْدِهِ فاللّونُ أَوْرَقُ والبَنانُ قِصارُ

  • فاللّونُ أَوْرَقُ والبَنانُ قِصارُ فاللّونُ أَوْرَقُ والبَنانُ قِصارُ

وقال أبو إسحاق إبراهيم بن السّرِيّ الزجّاج : واحد البَنانِ بَنانةٌ. ومعناه في قوله تعالَى : ) وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان  (الأصابعُ وغيرها من جميع الأعضاء. وإنّما اشتقاق البَنَان من قولهم أبَنَّ بالمكان إذا قام؛ فالبنان به يُعتَمَدُ كلُّ ما يكون للإِقامة والحياة. قال الخليل : والبَنَّة الرِّيح من أرْبَاضِ  البقَر والغَنم والظِّباء؛ وقد يُستعمَل في الطِّيب، فيقال : أجِدُ في هذا الثوب بَنَّةً طيِّبةً من عَرْف تُفَّاح أو سفَرجَل. وأنشد :

بَلَّ الذُّنَابَى عَبَساً مُبِنّاً 

وهذا أيضاً من الأوّل، لأنّ الرائحة تلزم. وقال الرَّاجز في الإِبنان وهو الإقامة :


  • قلائصاً لا يَشْتَكِين المَنَّا لا يَنْتَظِرْنَ الرّجُل المُبِنّا

  • لا يَنْتَظِرْنَ الرّجُل المُبِنّا لا يَنْتَظِرْنَ الرّجُل المُبِنّا

قال أبو عمرو : البَنِينُ من الرِّجال العاقلُ المتثبِّت. قال : وهو مشتقٌّ من البَنَّة. والبُنَانة الرَّوضة المعِشبَة الحالية. ومنه ثابتٌ البُنانيّ، وهو من ولد سَعْد بن لُؤيَ بن غالب، كانت له حاضنةٌ تسمَّى بُنَانَة . وهذا من ذاك الأوّل، لأنّ الرَّوضة المعْشِبَة لا تَعْدَم الرائحةَ الطيِّبة.

بنو : الباء والنون والواو كلمةٌ واحدةٌ، وهو الشَّيء يتولَّد عن الشَّيء، كابنِ الإنسان وغيره. وأصل بنائه بنو، والنِّسبة إليه بَنَويٌّ، وكذلك النسبة إلَى بِنْت وإلَى بُنَيَّات الطَّريق. فأصل الكلمة ما ذكرناه، ثمّ تفرِّع العرب فتسمِّي أشياءَ كثيرةً بابن كذا، وأشياءٌ غيرها بُنِّيتْ كذا، فيقولون ابن ذُكاء الصُّبح، وذُكاءُ الشَّمْس؛ لأنّها تذكُو كما تذكو النَّار. قال :

وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ في كفْرِ

وابن تُرْنا : اللَّئيم. قال أبو ذؤيب :


  • فإنَّ ابن تُرْنا إذا جئتكم يُدَافعُ عَنِّي قَوْلاً بَريحا

  • يُدَافعُ عَنِّي قَوْلاً بَريحا يُدَافعُ عَنِّي قَوْلاً بَريحا

شديداً من بَرَّحَ به. وابن ثَأْداءَ  : ابن الأَمَة. وابن الماء : طائر. قال :


  • وردتُ اعتِسَافاً والثُّريّا كأنَّها على قِمّةِ الرّأس ابنُ ماء مُحَلِّقُ

  • على قِمّةِ الرّأس ابنُ ماء مُحَلِّقُ على قِمّةِ الرّأس ابنُ ماء مُحَلِّقُ

وابن جَلاَ : الصُّبح، قال :


  • أنا ابنُ جَلاَ وطلاَّعُ الثَّنَايا متى أَضَعِ العِمامةَ يَعْرِفُونِي

  • متى أَضَعِ العِمامةَ يَعْرِفُونِي متى أَضَعِ العِمامةَ يَعْرِفُونِي

ويقال للذي تَنْزِلُ به المِلمَّة  فيكشفها : ابن مُلمّة؛ وللحَذِر : ابن أحْذَار. ومنه قول النابغة  :


  • بلِّغ زياداً وحَيْنُ المَرْءِ يدركُه فلو تَكَيَّسْتَ أو كنتَ ابنَ أَحْذار

  • فلو تَكَيَّسْتَ أو كنتَ ابنَ أَحْذار فلو تَكَيَّسْتَ أو كنتَ ابنَ أَحْذار

ويقال لِلَّجَّاج : ابن أَقْوال ، وللذي يتعسَّف المفاوز : ابنُ الفَلاةِ، وللفقير الذي لا مأوى له غيرُ الأرض وتُرَابِها : ابن غَبْراءَ. قال طَرَفَة :


  • رأيت بنِي غَبْرَاءَ لا يُنكِرونَنِي ولا أهلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ الممدَّدِ

  • ولا أهلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ الممدَّدِ ولا أهلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ الممدَّدِ

وللمسافر : ابن السَّبيل. وابنُ ليل : صاحبُ السُّرى. وابنُ عَمَل : صاحب العملِ الجادُّ فيه. قال الرَّاجز :

يا سعد يابنَ عَمَل يا سَعْدُ

ويقولون : هو ابن مدينة إذا كان عالماً بها ، وابن بجدَتِها  أي عالِمٌ بها وبجدَة الأمر : دِخْلته. ويقولون للكريمِ الآباءِ والأمَّهاتِ هو ابنُ إحداها . ويقال للبَرِيء من الأمر هو ابن خَلاَوَةَ، وللخبر ابن حَبَّة، وللطريق ابن نعامة. وذلك أنَّهم يسمُّون الرِّجْل نَعامة. قال :

وابنُ النَّعامةِ يوم ذلِكِ مَرْكَبي

وفي المثل : « ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ » أي ابنُ نَفْسِك الذي وَلدْتَه. ويقال : للَّيلة التي يطلُع فيها القمر : فَحْمَةُ ابنِ جَمِير. وقال :


  • نهارُهُمُ ليْلٌ بَهيمٌ وليلُهمْ وإنك ان بَدْراً فحمةُ ابنِ جمِير

  • وإنك ان بَدْراً فحمةُ ابنِ جمِير وإنك ان بَدْراً فحمةُ ابنِ جمِير

يصِفُ قوماً لُصوصاً. وابن طَاب : عِذْقٌ بالمدينة . وسائر ما تركنا ذكره من هذا الباب فهو مفرَّقٌ في الكتاب، فتركنا كراهة التطويل.

وممّا شذَّ عن هذا الأصل المَِبناة النِّطْع. قال الشاعر  :


  • على ظَهْرِ مَبْنَاة جَديد سيُورُهَا يَطُوف بها وَسْطَ اللَّطيمةِ بائِعُ

  • يَطُوف بها وَسْطَ اللَّطيمةِ بائِعُ يَطُوف بها وَسْطَ اللَّطيمةِ بائِعُ

بنى : الباء والنون والياء أصلٌ واحد، وهو بِناءُ الشَّيءِ بِضَمِّ بعضِه إلَى بعض. تقول : بَنَيْتُ البناءَ أبنِيه. وتسمَّى مكةُ البَنِيّة. ويقال : قوس بَانِيةٌ، وهي التي بنَتْ على وَتَرِها، وذلك أنْ يكاد وتَرُها ينقطع للُصُوقه بها. وطيٌّ تقول مكانَ بانية : بَانَاةٌ؛ وهو قول امرئ القيس :

غَيْرِ بَانَاة عَلَى وَتَرِهْ

ويقال : بُنْيَةٌ وَبُنىً، وبِنْيَة وبِنىً بكسر الباء كما يقال : « جِزية وجِزىً، ومِشيَةٌ ومِشىً.

بهأ : الباء والهاء والهمزة أصلٌ واحد، وهو الأُنس. تقول العرب : بَهأْتُ بالرَّجُلِ إذا أنِسْتَ به. قال الأصمعيُّ في كتاب الإبل : ناقةٌ بَهَاءٌ ممدود، إذا كانت قد أنِسَتْ بالحالب. قال : وهو من بهأتُ إذا أنست به. والبَهَاء الحسْن والجمال؛ وهو من الباب؛ لأنَّ الناظر إليه يأْنَس.

بهت : الباء والهاء والتاء أصلٌ واحدٌ، وهو كالدَّهَش والحَيْرة. يقال : بُهِتَ الرجل يُبْهَتُ بَهْتاً. والبَهْتَةُ الحَيرة. فأمّا البُهْتان فالكذب. يقول العرب : يالَلبَهيتة؛ أَي يالَلكذِب.

بهث : الباء والهاء والثاء ليس بأصل، وقد  سُمِّي الرجل بْهثَة.

بهج : الباء والهاء والجيم أصلٌ واحد وهو السُّرور والنَّضْرة. يقال : نباتٌ بهيجٌ؛ أَي ناضِرٌ حَسَن. قال الله تعالَى : ) وَأَنْبَتْنَا فيهَا مِنْ كلِّ زَوْج بَهيج) ق : 7. والابتهاج السُّرورُ من ذلك أيضاً.

بهر : الباء والهاء والراء أصلان : أحدهما الغَلَبة والعُلوّ، والآخر وَسَط الشَّيء.

فأمّا الأوّل  فقال أهلُ اللغة : البَهْر الغَلَبة. يقال : ضوءٌ باهر. ومن ذلك قولهم في الشتم : بَهْراً؛ أَي غَلَبَةً . قال :


  • وَجَدّاً لقَومِي إِذْ يَبيعُون مُهْجتِي بجارية بهْراً لَهمْ بَعْدَها بَهْراً

  • بجارية بهْراً لَهمْ بَعْدَها بَهْراً بجارية بهْراً لَهمْ بَعْدَها بَهْراً

يدعو عليهم. وقال ابن أبي ربيعة :


  • ثمّ قالوا تُحِبُّها قُلتُ بَهْراً عَدَدَ الرَّملِ والحَصَى والتُّرابِ

  • عَدَدَ الرَّملِ والحَصَى والتُّرابِ عَدَدَ الرَّملِ والحَصَى والتُّرابِ

فقال قومٌ : معناها بهراً لكم. وقال آخرون : معناها حُبّاً قد غَلَبَ وبهَرَ وقال آخرون : معناه قلت ذلك مُعْلِناً غير كاتم له. قال : ومنه ابتُهر فلان بفلانة أي شُهِر بها. ويقال : ابتُهر بالشيءِ شُهِرَ به وغَلَب عليه. ومنه القمرَ الباهر؛ أَي الظاهر. والعربُ تقول : « الأزواج ثلاثة : زوجُ بَهْر، وزوجُ دَهْر، وزوجُ مَهر ». البَهْر يقال للذي يَبْهَر العُيونَ بحُسْنه، ومنهم من يُجعَل عُدَّة للدَّهْر ونَوائبه، ومنهم مَن ليس فيه إلاّ أنْ يُؤخَذَ منه المَهْر.

وإلَى هذا الباب يرجع قولُهم : ابتُهِرَ فلانٌ بفُلانةَ. وقد يكون ما يُدَّعى من ذلك كَذِباً. قال تميم :


  • . .. حين تختلف العَوالِي وما بي إنْ مَدَحْتُهُمُ ابتِهارُ

  • وما بي إنْ مَدَحْتُهُمُ ابتِهارُ وما بي إنْ مَدَحْتُهُمُ ابتِهارُ

أي لا يغلِب في ذلك دعوةُ كَذِب. وقال الكميت :


  • قَبِيحٌ بمثْلِيَ نَعْتُ الفَتا ةِ إِمّا ابتهاراً وإمّا ابتيارا

  • ةِ إِمّا ابتهاراً وإمّا ابتيارا ةِ إِمّا ابتهاراً وإمّا ابتيارا

و أمّا الأصل الآخَر فقولهم لوسَط الوادِي وَوَسَطِ كلِّ شيء بُهْرَةٌ. ويقال : ابهَارَّ الليلُ، إذا انتَصَفَ. ومنه الحديث : « أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) سارَ ليلةً حَتَّى إبهَارَّ الليل ». والأباهر في ريش الطائر. ومن بعض ذلك اشتقاقُ اسم بَهْرَاء .

فأمّا البُهار الذي يُوزَن به فليس أصله عندي بَدَوِيّاً.

 بهرج  : ممّا يجيءُ على الرُّباعي وهو من الثلاثي على ما ذكرناه، لكنّهم يزيدون فيه حرفاً لمعنىً يريدونه مِنْ مبالغة البَهْرج : الرَّدِيّ. ويقال : أرضٌ بَهْرَجٌ، إذا لم يكن لها مَن يحميها. وبَهْرَجَ الشَّيءَ إذا أخَذَ به على غير الطريق. وإن كان فيه شاهدُ شعر  فهو كما يقولون : « السّمَرَّج ». وليسَ بشَيْء.

وممّا يجيءُ على الرُّباعي النَّبَهْرَجُ وليست عربيّةً صحيحة، فلذلك لم يُطْلَبْ لها قياس.

بهز : الباء والهاء والزاء أصلٌ واحد، وهو الغَلَبَة والدَّفْعُ بعُنْف.

بهس : الباء والهاء والسين كلمةٌ واحدةٌ، يقال : إنّ الأسَدَ يسمَّى بَيْهساً.

بهش : الباء والهاء والشين. شيئان : أحدهما شِبْه الفَرَح، والآخر جِنْسٌ من الشَّجَر.

فالأوّل قولهم بَهَش إليه إذا رآه فسُرَّ به وضَحِك إليه. ومنه حديث الحسن : « أنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يُدْلِعُ له لسانَه فيَبْهَش الصبيُّ له ». ومنه قوله :

وإذا رأيتَ الباهِشِين إلَى العُلَى

والثاني البَهْش، وهو المُقْل ما كانَ رطباً، فإذا يَبِس فهو خَشْل. وقال عُمَرُ، وبَلَغَه أنَّ أبا موسى قَرأ حَرفاً بلغةِ قومِه، فقال : « إنّ أبا موسى لم يكُنْ مِنْ أهْلِ البَهْش ». يقول : إنّه ليس من أهل الحجازِ، والمقْلُ ينبُتُ، يقول : فالقرآنُ نازِلٌ بلُغة الحجازِ لا اليَمَن.

 بهصل  : من الرُّباعي الذي وضع وضعاً البَُهْصَُلَة : المرأة القَصِيرة، وحمار بُهْصَلٌ  قصير.

بهظ : الباء والهاء والظاء كلمةٌ واحدةٌ، وهو قولهم بَهَظه الأمرُ، إذا ثَقُل عليه. وذا أَمْرٌ باهظ.

بهق : الباء والهاء والقاف كلمةٌ واحدةٌ، وهو سوادٌ يعترِي الجلدَ، أو لونٌ يخالِفُ لونَه. قال رؤبة :

كأَنَّه في الجِلْد تَولِيعُ البَهَقْ

 بهكث  : من الرُّباعي الذي وضع وضعاً البَهْكَثَةُ : السُّرْعة.

بهل : الباء والهاء واللام أُصول ثلاثة : أحدهما التّخلية، والثّاني جِنْسٌ من الدُّعَاء، والثالث قِلَّةٌ في الماء.

فأمّا الأوّل فيقولون : بَهَلْتُه، إذا خَلَّيْتَه وإرادَتَه. ومن ذلك النَّاقة الباهِلُ، وهي التي لا سِمَة عليها. ويقال  التي لا صِرَارَ عليها. ومنه حديث المرأة  لِبعلها : « أبثَثْتُكَ مكتومي، وأطعمتُك مأْدومي، وأَتَيْتُك باهلاً غَيْرَ ذاتِ صِرَار »، وقد أراد تطليقها.

وأمّا الآخر فالابتهال والتضرُّع في الدُّعاء. والمباهلةُ يرجع إلَى هذا، فإِنَّ المُتَبَاهِلَينِ يدعُو كلُّ واحد منهما على صَاحِبِه. قال الله تعالَى : ) ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ) آل : عمران : 61.

والثالث : البَهْل وهو الماء القَلِيل.

بهم : الباء والهاء والميم : أن يبقَى الشَّيءُ لا يُعْرَفُ المَأْتِي إليه. يقال : هذا أمرٌ مُبْهَم. ومنه البُهْمةُ الصَّخرة التي لا خَرْق فيها، وبها شُبِّه الرّجُل الشُّجَاعُ الذي لا يُقدَرُ عليه من أيِّ ناحية طُلِب. وقال قوم : البُهْمةُ جماعةُ الفرسان. ومنه البَهيمُ : اللَّونُ الذي لا يخَالِطُه غيْرُه، سواداً كانَ أو غيرَه. وأبْهَمْتُ الباب : أغلقْتُه.

وممّا شَذَّ عن هذا الباب : الإبهام من الأصابع. والبَهْم صِغارُ الغنَم. والبُهْمَى نبْتٌ، وقد أبْهَمَتِ الأرضُ كثُرَتْ بُهْمَاهَا. قال :


  • لنا مُوفِدٌ وَفَّاهُ وَاص كأنّه زَرَابيُّ قَيْل قَدْ تُحُومِيَ مُبْهمُ

  • زَرَابيُّ قَيْل قَدْ تُحُومِيَ مُبْهمُ زَرَابيُّ قَيْل قَدْ تُحُومِيَ مُبْهمُ

بهن : الباء والهاء والنون كلمةٌ واحدةٌ، وفيها أيضاً ردّة . يقال : البَهْنانة المرأة الضَّحّاكة، ويقال : الطّيِّبة الرِّيح. وقوله :


  • ألاَ قالَتْ بَهَانِ ولم تأبَّقْ بَلِيتَ ولا يَلِيقُ بك النَّعيمُ

  • بَلِيتَ ولا يَلِيقُ بك النَّعيمُ بَلِيتَ ولا يَلِيقُ بك النَّعيمُ

فإنّه أراد الاسمَ الذي ذكَرْناه، فأخْرَجَه على فَعَالِ.

 بهنس  : ممّا جاء منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي أوّله باء : البَهْنَسَة التَّبَخْتُر، فهو من البَهْس صِفةِ الأسد، ومن بَنَسَ  إذا تَأَخَّر. معناه أنّه يمشِي مُقارِباً في تعظُّم وكِبْر.

بهّ : الباء والهاء في المضاعف ليس بأصل، وذلك أنّه حكاية صوت، أو حمْلٌ على لفظ. فالبهبهة هدير الفحل. قال شاعر  :

بِرَجْس بَغْباغِ الهَديرِ البَهْبَه

قال أبو زيد : البَهْبَهةُ الأصوات الكثيرة. والبهبهة : الخَلْق الكثير. فأمّا قولهم للجسيم الجريء البَهْبَهِيّ، فهو من هذا؛ لأنَّه يُبَهبِه في صَوته. قال :


  • لا تَرَاهُ في حادث الدهر إلاّ وهو يغدو بِبَهْبَهِيٍّ جَرِيمِ

  • وهو يغدو بِبَهْبَهِيٍّ جَرِيمِ وهو يغدو بِبَهْبَهِيٍّ جَرِيمِ

وقولهم : تَبَهْبَهَ القومُ إذا تشرَّفوا، هو من حَمْل لفظ على لفظ؛ لأنّ أصله بخبخوا، من قولهم في التعظُّم والتعظيم : بَخْ بَخْ. وقال شاعر :


  • ألم تر أنِّي من زُبَيْد بذِرْوَة تَفَرَّع فيها مَعْشَرِي وتَبهْبَهُوا

  • تَفَرَّع فيها مَعْشَرِي وتَبهْبَهُوا تَفَرَّع فيها مَعْشَرِي وتَبهْبَهُوا

بهو : الباء والهاء والواو أصلٌ واحد، وهو البيتُ وما أشبَهَهُ فالبَهْو البيتُ المقدَّم أمامَ البيوت. والهَوْ كِنَاس الثَّور. ويقال : البَهْو مَقِيل  الولد بين الوركَين من الحَامِلِ. ويقال : لجَوْف الإنسان وغيره البَهْو.

بهى : الباء والهاء والياء أصلٌ واحد، وهو خُلُوّ الشَّيءِ وتعطُّله. يقال : بيتٌ باه إذا كان خالياً لا شيء فيه. ويقولون : « المِعْزَى تُبْهِي ولا تُبْنِي » وذلك أنّه لا يُتَّخَذ من شُعورها بيوت، وهي تَصْعَدُ الخِيَمَ فتمزِّقُها. وفي بعض الحديث : « أَبْهُوا الخَيْلَ » أي عطِّلوها. وربّما قالوا بَهِيَ البيْتُ بَهَاءً، إذا تخرَّقَ.

بوأ : الباء والواو والهمزة أصلان : أحدُهما الرُّجوع إلَى الشَّيء، والآخر تساوِي الشَّيئَين.

فالأوّل الباءَة والمَبَاءَة، وهي مَنزلِة القوم، حيثُ يتبوَّؤونَ في قُبُلِ واد  أ وسَنَدِ جبل. ويقال : قد تبوَّؤوا، وبوّأهم اللهُ تعالَى مَنزِلَ صِدْق. قال طرفة :


  • طيّبُو البَاءةِ سهلٌ وَلهُمْ سُبُلٌ إِنْ شِئْتَ في وَحْش وَعِرْ

  • سُبُلٌ إِنْ شِئْتَ في وَحْش وَعِرْ سُبُلٌ إِنْ شِئْتَ في وَحْش وَعِرْ

وقال ابن هَرْمَة :


  • وبُوِّئَتْ في صَمِيم مَعْشَرِها فتَمَّ في قَومِها مُبَوَّؤُها

  • فتَمَّ في قَومِها مُبَوَّؤُها فتَمَّ في قَومِها مُبَوَّؤُها

والمَبَاءَة أيضاً : منْزِل الإبل حيثُ تُناخُ في الموارد. يقال : أبَأْنَا الإبِلْ نُبَيّئُها ـ ممدودة ـ إذا أنَختَ بعضها إلَى بعض. قال :


  • خليطان بينهما مِئْرَةٌ يُبِيئانِ في مَعْطِن ضَيِّقِ

  • يُبِيئانِ في مَعْطِن ضَيِّقِ يُبِيئانِ في مَعْطِن ضَيِّقِ

وقال :

لهم منزلٌ رحبُ المباءةِ آهِل

قال الأصمعيّ : يقال : قد أباءَها الرَّاعي إلَى مَبَائِها فتبوَّأَتْه، وبوَّأَها إِيَّاهُ تَبْوِيئاً. أبو عُبيد : يقال : فلانٌ حسن البِيئَةِ على فِعْلة، من قولك : تبوَّأتُ منزلاً. وبات فلانٌ بِبِيئة سَوء . قال :


  • ظَلِلْتُ بذي الأَرْطَى فَويْقَ مُثَقَّب بِبيئَةِ سوء هالكاً أو كهَالكِ

  • بِبيئَةِ سوء هالكاً أو كهَالكِ بِبيئَةِ سوء هالكاً أو كهَالكِ

ويقال : هو ببيئة سَوْء بمعناه . قال أبو مهديّ : يقال : باءَتْ على القومِ بائِيَتُهم إذا راحَتْ عليهم إبِلُهم. ومن هذا الباب قولهم أَبِئْ عليه حَقَّه، مثل أَرِحْ عليه حَقّه. وقد أباءَه عليه إذا ردَّه عليه. ومن هذا الباب قولُهم بَاءَ فلان بذَنْبِه، كأنّه عاد إلَى مَبَاءته محتملاً لذنْبه. وقد بُؤْت بالذَّنْب، وباءَتِ اليَهودُ بَغَضَب الله تعالَى.

والأصل الآخَر قولُ العرب : إنّ فلاناً لَبَوَاءٌ بفلان؛ أَي إنْ قُتِل به كان كُفْواً. ويقال : أَبَأَتُ بفلان قاتِلَه؛ أَي قتَلْتُه. واستَبَأْتَهُمْ قاتِلَ أخِي أي طلبْتُ إليهم أنْ يُقِيدُوه . واستبَأْتُ به مثلُ استقَدْت. قال :


  • فإِنْ تقتُلوا مِنَّا الولِيدَ فإنَّنا أَبَأْنَا به قَتْلَى تُذِلُّ المَعَاطِسَا

  • أَبَأْنَا به قَتْلَى تُذِلُّ المَعَاطِسَا أَبَأْنَا به قَتْلَى تُذِلُّ المَعَاطِسَا

وقال زُهير :


  • فلم أر معشراً أَسَرُوا هَدِيّاً ولم أَرَ جارَ بيت يُسْتَبَاءُ

  • ولم أَرَ جارَ بيت يُسْتَبَاءُ ولم أَرَ جارَ بيت يُسْتَبَاءُ

وتقول : باءَ فلانٌ بفُلان، إذا قُتِل به. قال :


  • ألاَ تَنْتَهِي عَنَّا ملُوكٌ وتَتَّقِي مَحارِمَنا لا يَبْوُءِ الدَّمُ بالدَّمِ

  • مَحارِمَنا لا يَبْوُءِ الدَّمُ بالدَّمِ مَحارِمَنا لا يَبْوُءِ الدَّمُ بالدَّمِ

أي مِنْ قَبْل أَنْ يَبُوءَ الدِّماء؛ إذا استوَتْ في القَتْل  فقد باءتْ.

ومن هذا الباب قولُ العرب : كلَّمْناهُمْ فأجابُونَا عن بَوَاء واحد :  أجابوا كلُّهُمْ جواباً واحداً. وهم في هذا الأمْرِ بَوَاءُ أي سواءٌ ونُظَراءُ. وفي الحديث : « أنَّه أمَرَهُمْ أَنْ يَتَبَاءَوْا »؛ أَي يتباءَوْن في القِصاص. ومنه قول مُهلهل لبُجَيرِ بن الحارث : « بُؤْ بشِسْعِ كُلَيْب ». وأنشد :