معجم مقاییس اللغة

ابن فارس، احمد بن فارس

نسخه متنی -صفحه : 228/ 153
نمايش فراداده

فرد : الفاء والراء والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على وحْدة . من ذلك الفَرْد وهو الوَتْر . والفارد والفَرْد : الثَّور المنفرِد . وظبيةٌ فاردٌ : انقطعت عن القَطيع ، وكذلك السِّدرة الفاردةُ ، انفرَدَتْ عن سائر السِّدر . وأفراد النجوم : الدَّراريُّ في آفاق السَّماء . والفريد : الدُّرُّ إذا نُظِم وفصِّل بَينَه بغَيرِه . والله أعلم بالصَّواب .

فرّ : الفاء والراء أُصول ثلاثة : فالأوّل : الانكشاف وما يقاربُهُ من الكَشْف عن الشَّيء ، والثاني جنسٌ من الحيوان ، والثالث دالٌّ على خِفّة وطَيْش .

فالأوّل قولهم : فَرّ عن أسنانه . وافتَرَّ الإنسانَ ، إذا تبسَّمَ . قال :


  • يفترُّ مِنْك عن الواضحا تِ إذْ غيرُك القَلِح الأثْعَلُ

  • تِ إذْ غيرُك القَلِح الأثْعَلُ تِ إذْ غيرُك القَلِح الأثْعَلُ

ويقولون في الأمثال :

هو الجوادُ عينُه فُِرارُه

أي يغنيك مَنظرُه من مَخْبَره . وكأَنَّ معنَى هذا إنّ نَظَرَك إليه يُغنيك عن أن تَفُرَّه؛ أَي تكشفَه وتبحثَ عن أَسْنانِه  . ويقولون : أَفرَّ المُهرُ ، إذا دنا أن يُفَرَّ جَذَعاً . وأفَرَّت الإبلُ للإثناء إفراراً ، إذا ذهبَتْ رَواضِعُها وأَثْنَتْ . ويقولون : فُرَّ فلاناً عمّا في نفسه؛ أَي فتِّشْه . وفُرَّ عن الأمر : ابحثْ .

ومن هذا القياس وإن كان متباعدَين في المعنى؛ الفِرار ، وهو الانكشاف؛ يقال : فَرَّ يَفِرّ ، والمَفَرُّ المصدر . والمَفَرّ : الموضع يُفَرُّ إليه . والفرّ : القَوم الفارُّون . يقال : فَرٌّ جمع فارّ ، كما يقال : صَحْبٌ جمع صاحب ، وشَرْبٌ جمع شارب .

والأصل الثاني : الفَرِير : ولد البقرة . ويقال الفُرار من ولد المَعْز : ما صَغُر جسمُه ، واحده فَرِيرٌ ، كرَخْل ورُخال ، وظئر وظُؤار .

والثالث : الفَرْفَرة : الطَّيْش والخِفَّة . يقال : رجلٌ فَرْفارٌ وامرأةٌ فرفارة . والفَرفارة : شجرة .

فرز : الفاء والراء والزاء أُصَيْلٌ يدلُّ على عَزْل الشَّيء عن غيره . يقال : فَرَزْت الشَّيءَ فرْزاً ، وهو مفروز ، والقِطعة فَِرْزة  .

 فرزدق  : الفَرْزدقة : القِطعة من العجين . وهذه كلمةٌ منحوتة من كلمتين  ، من فَرَزَ ومن دَقَّ ، لأنَّه دقيقٌ عُجِنَ  ثمّ أُفرِزَت منه قطعة ، فهي من الفَرْز والدَّقْ .

فرس : الفاء والراء والسين أُصَيْلٌ يدلُّ على وطء الشَّيء ودقِّه . يقولون : فَرَسَ عنقَه ، إذا دقَّها . ويكون ذلك من دقِّ العُنق  من الذَّبيحة . ثمّ صيِّر كلُّ قتل فَرْساً ، يقال : فرَسَ الأسدُ فريستَه . وأبو فِراس : الأسد . وممكنٌ أن يكون الفَرَس من هذا القياسِ ، لركلِهِ الأرضَ بقوائمه ووَطْئِه إيّاها ، ثمَّ سمِّيَ راكبُه فارساً . يقولون : هو حسَنُ الفُروسيَّة  والفَراسة  . ومن الباب : التفرُّس في الشَّيء ، كإصابة النَّظر فيه . وقياسه صحيح .

فرش : الفاء والراء والشين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تمهيد الشَّيءِ وبَسْطه . يقال : فرَشتُ الفِراش أَفرِشُه . والفَرْش مصدرٌ . والفَرْش : المفروش أيضاً . وسارُ كلمِ الباب يرجعُ إلى هذا المعنى . يقال : تفرَّشَ الطائرُ ، إذا قرُبَ من الأرض ورفرفَ بجناحِه . ومن ذلك الحديث : « أنَّ قوماً من أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله) أخَذُوا فَرْخيْ حُمَّرَة؛ فجاءت الحُمَّرةُ تَفَرَّش » . وقال أبو دُواد في رَبِيئة :


  • فأتانا يَسعَى تُفَرُّشَ أُمِّ الــ  ـبيض شَدّاً وقد تعالَى النهارُ

  • ـبيض شَدّاً وقد تعالَى النهارُ ـبيض شَدّاً وقد تعالَى النهارُ

ومن ذلك : الفَرْش من الأنعام ، وهو الذي لا يصلُح إلاّ للذبحِ والأكل . وقولُه عليه الصلاة والسلام : « الوَلَد للفِراش » قال قومٌ : أراد به الزوج . قالوا : والفِراش في الحقيقة : المرأة ، لأنَّها هي التي تُوطَأ ، ولكنَّ الزَّوجَ أُعِيرَ اسمَ المرأة ، كما اشتَرَكا في الزَّوجيَّةِ واللِّباس . قال جَرير :


  • باتت تُعارِضُه وباتَ فِراشُها خَلَقُ العباءةِ في الدِّماء قتيلُ

  • خَلَقُ العباءةِ في الدِّماء قتيلُ خَلَقُ العباءةِ في الدِّماء قتيلُ

ويقولون : أفْرَشَ الرّجُل صاحبَه ، إذا اغتابَه وأساءَ القول . حكاهُ أبو زكريّا  . وهذا قياسٌ صحيح ، وكأنَّهُ توطَّأه بكلام غير حَسَن . ويقولون : الفَراشة : الرّجُل الخَفيف . وهذا على التشبيه أيضاً ، لأنَّه شبِّه بفَراشَة الماء . قال قومٌ : هو الماء على وجه الأرض قُبَيلَ نُضوبه ، فكأنَّه شيءٌ قد فُرِش؛ وكلُّ خفيف فَراشة . وقال قوم : الفَراشة من الأرض : الذي نَضَب عنه الماءُ فيَبِس وتقَشَّر .

ومن الباب : افتَرَشَ السّبعُ ذِراعَيه . ويقولون : افتَرَشَ الرّجُل لسانَه ، إذا تكلَّمَ كيف شاء . وفَراش الرَّأس : طرائقُ دقاقُ تَلِي القِحْف . والفَرْش : دِقُّ الحَطَب . والفَرْش : الفَضاء الواسع .

قال ابن دُريد : « فلانٌ كريم المَفارش ، إذا تزوَّج كريم النِّساء » . وجملٌ مفرَّشٌ  : لا سَنامَ له . وقال أيضاً : أَكمة مُفترِشَة الظَّهر  ، إذا كانت دَكّاء . ويقولون : ما أفرشَ عنه؛ أَي ما أقلع عنه . قـال :

لم تَعْدُ أن أَفْرَشَ عنها الصَّقَلَهْ

وهذه الكلمة تبعد عن قياس الباب ، وأظنّها من باب الإبدال ، كأنَّه أَفْرج . والفَراشة : فَراشة القُفْل . والفَراش هذا الذي يَطير ، وسمِّي بذلك لخِفَّته .

وممّا شذَّ عن هذا الأصل : الفريش من الخيل : التي أتى لوَضْعها سبعةُ أيام .

 فرشح  : الفَرْشَحة ، وهو أن يفرِّج الإنسانُ بين رجلَيه ويُباعدَ إحداهما من الأُخرى ، وهو المنهيُّ عنه في الصلاة . وهذا من كلمتين : من فَرَشَ وفَسَح ، وقد مرَّ تفسيرُهما .

 فرشط  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء قولهم : الفِرْشِطُ والفِرشاط  : الواسع . وهذا ممّا زيدت فيه الطاء ، والأصل فَرَش؛ ويكون ذلك من فرشت الشَّيء . ومن هذا الباب فَرْشَط البعير ، لأنَّه ينفرِش يَنْبَسِط .

فرص : الفاء والراء والصاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اقتطاع شيء عن شيء . من ذلك الفُرصة : القِطعة من الصُّوفِ أو القُطن . وهو مِن فَرَصت الشَّيءَ؛ أَي قطعتُه . ولذلك قيل للحديدة التي تُقْطَع بها الفِضّة : مِفْراص . قال الأعشى :


  • وأدفعُ عن أعراضكم وأُعِيرُكمْ لِساناً كمِفراص الخَفاجيِّ مِلحَبا

  • لِساناً كمِفراص الخَفاجيِّ مِلحَبا لِساناً كمِفراص الخَفاجيِّ مِلحَبا

ثمّ يقال للنُّهزة فُرصة ، لأنَّها خِلْسة ، كأنَّها اقتطاعُ شيء بعَجَلة .

ومن الباب : الفريصة : اللَّحمة عند ناغِضِ الكَتِف من وسط الجَنْب . ويقال : إنّ فَرِيص العنُق : عُروقُها . وهذا من الباب ، كأنَّه فُرِص؛ أَي مُيِّز عن الشَّيء .

ومن الباب : الفُرافِص من النّاس : الشَّديد البطش . وهو من الفُرافِصة ، وهو الأسد ، كأنَّه يتفرص الأشياء؛ أَي يقتطعُها . والقومُ يتفارصون الماءَ ، وذلك إذا شربُوه نَوبةً نَوبة ، كأنَّ كلَّ شَرْبة من ذلك مُفتَرَصة؛ أَي مقْتَطَعة . والفُرصة : الشِّرب ، والنَّوبة . والفريص : الذي يُفارِصك هذه الفُرْصة .

 فرصد  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء ممّا وُضِع وضعاً ولعلَّ له قياساً لا نعلمُه الفِرصاد : التُّوت .

فرض : الفاء والراء والضاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تأثير في شيء من حزٍّ أو غيره . فالفَرْض : الحزُّ في الشَّيء . يقال : فَرَضْتُ الخشبةَ . والحَزُّ في سِيَة القوس فَرْضٌ ، حيث يقعُ الوتَر .

والفَرْض : الثّقب في الزَّند في الموضع الذي يُقدَح منه . والمِفْرض : الحديدة التي يُحَزّ بها .

ومن الباب اشتقاق الفَرْض الذي أوجَبَه الله تعالى ، وسمِّي بذلك لأنّ له معالمَ وحدوداً .

ومن الباب الفُرضة ، وهي المَشرَعة في النَّهر وغيرِه ، وسمِّيت بذلك تشبيهاً بالحزِّ في الشَّيء ، لأنَّها كالحزِّ في طَرَف النهر وغيرِه . والفَرْض : التُّرس ، وسمِّي بذلك لأنَّه يُفرَض من جوانبه . وقال :


  • أرِقْتُ له مثلَ لمعِ البشير يقلِّب بالكفِّ فَرضاً خفيفا

  • يقلِّب بالكفِّ فَرضاً خفيفا يقلِّب بالكفِّ فَرضاً خفيفا

ومن الباب ما يَفرِضُه الحاكم من نفقة لزوجة أو غيرها ، وسمِّي بذلك لأنَّه شيءٌ معلوم يَبِين كالأثر في الشَّيء . ويقولون : الفَرض ما جُدتَ به على غير ثواب ، والقَرض : ما كان للمكافأة . قال :


  • وما نالها حتَّى تجلَّتْ وأسفَرَتْ أخُو ثقة منّي بقرض ولا فرضِ

  • أخُو ثقة منّي بقرض ولا فرضِ أخُو ثقة منّي بقرض ولا فرضِ

وممّا شذَّ عن هذا الأصل الفارض : المُسنّة ، في قوله تعالى : ) لاَ فارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ ( البقرة : 68 . والفَرْض : جنسٌ من التَّمر . قال :


  • إذا أكلتُ سمكاً وفَرْضا ذهبتُ طولاً وذهبتُ عرضا

  • ذهبتُ طولاً وذهبتُ عرضا ذهبتُ طولاً وذهبتُ عرضا

والفِرْياضُ : الواسع .

فرط : الفاء والراء والطاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إزالةِ شيء عن مكانه وتنحيتِه عنه . يقال : فرَّطت عنه ما كرِهَه؛ أَي نحّيته . قال :


  • فلعلَّ بُطأكُما يفرِّطُ سَيِّئاً أو يَسبق الإسراعُ خَيراً مُقِبلاً

  • أو يَسبق الإسراعُ خَيراً مُقِبلاً أو يَسبق الإسراعُ خَيراً مُقِبلاً

فهذا هو الأصل ، ثمّ يقال أفْرَطَ ، إذا تجاوَزَ الحدَّ في الأمر . يقولون : إيّاك والفَرَْط؛ أَي لا تجاوزِ القَدْر . وهذا هو القياس ، لأنَّه  إذا جاوَزَ القَدْر فقد أزالَ الشَّيءَ عن جهته . وكذلك التفريط ، وهو التَّقصير ، لأنَّه إذا قصَّر فيه فقد قَعَد به عن رُتْبته التي هي له .

ومن الباب الفَرَط والفارط : المتقدِّم في طلب الماء . ومنه يقال في الدعاء للصّبيّ : « اللّهمَّ اجعلْه فَرَطاً لأبوَيه »؛ أَي أَجْراً متقدِّماً . وتكلَّمَ فلانٌ فِراطاً ، إذا سبقَتْ منه بوادِرُ الكلام . ومن هذا الكَلِم : أفرَطَ في الأمر : عَجَّل . وأفرَطَت السّحابةُ بالوسميِّ : عجَّلَتْ به . وفرّطتُ عنه  الشَّيء : نحّيته عنه . وفَرَس فُرُط : تَسبِق الخيل . والماء الفِراط : الذي يكون لمن سَبَق إليه من الأحياء . وقال في الفرس الفُرُط :

فُرُطٌ وِشاحي إذْ غدوتُ لجامُها 

وفُرَّاط القَطا : متقدِّماتها إلى الوادي . وفُرَّاط القوم : متقدِّموهم . قال :


  • فاستعجَلُونا وكانوا من صَِحابتنا كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرّادِ

  • كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرّادِ كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرّادِ

ويقولون : أفْرَطت القربةَ : ملأتُها . والمعنى في ذلك أنَّه إذا ملأها فقد أفْرَطَ ، لأنَّ الماء يَسبِق منها فيَسيل . وغديرٌ مُفْرَطٌ : ملآنُ . وأفرطتُ القومَ ، إذا تقدَّمتَهم وتركتَهم وراءك . وقالوا في قوله تعالى : ) وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ( النحل : 62 : أي مؤخَّرون .

ويقولون : لقيته في الفَرْط بعد الفَرْط؛ أَي الحين بعد الحين . يقال : معناه ما فَرَط من الزَّمان . والفارطان : كوكبانِ أمام بَنات نَعْش ، كأنَّهما سمِّيا بذلك لمتقدُّمهما . وأَفراط الصَّباح : أوائل تباشيره . ومنه الفَرَط؛ أَي العَلَم  من أعلام الأرض يُهتدَى بها ، والجمع أفراط . وإيّاه أراد القائلُ  بقوله :


  • أم هل سموتُ بجَرَّار له لَجَبٌ جَمِّ الصَّواهلِ بين الجَمِّ والفُرُطِ

  • جَمِّ الصَّواهلِ بين الجَمِّ والفُرُطِ جَمِّ الصَّواهلِ بين الجَمِّ والفُرُطِ

ويقال : إنَّما هو الفَرَط ، والقياس واحد .

 فرطم  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء ممّا وُضِع وضعاً ولعلَّ له قياساً لا نعلمُه الفُرْطُوم : منقار الخُفّ . يقال خَفٌّ مُفَرْطَم .

فرع : الفاء والراء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على علوٍّ وارتفاع وسموٍّ وسبُوغ . من ذلك الفَرْعُ ، وهو أعلَى الشَّيء . والفَرْع : مصدر فَرعْتُ الشَّيء فَرعاً ، إذا علَوتَه . ويقال : أفرَعَ بنو فلان ، إذا انتجَعُوا في أوَّل النّاس . والفَرَع  : المال الطّائل المعَدّ . والأفرع : الرَّجُل التامّ الشَّمَْر ، وقد فَرِع .

قال ابن دُريد : امرأهٌ فرعاءُ : كثيرة الشّعر . ولا يقولون للرَّجُل إذا كان عظيمَ الجُمَّة : أفرع ، إنَّما يقولون رجلٌ  أفرعُ  ضدّ الأصلع . وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفْرَع .

ورجلٌ مُفْرَعُ  الكتف؛ أَي ناشزُها ، ويقال : عريضُها .

ومن الباب : افتَرَعت البكر : افتضَضْتُها ، وذلك أنَّه يَقهرها ويعلُوها . وأفرَعْتُ الأرضَ : جوّلتها  فعرفتُ خَبَرها . وفَرْعَة الطَّريق وفارعته : ما ارتفَعَ منه . وتفرَّعْتُ بني فلان : تزوَّجتُ سيِّدةَ نسائِهم . وفَرَعْتُ رأسَه بالسَّيف : علوتُه . وفَرَعتُ الجبلَ : صِرتُ في ذِروته .

وممّا يقارب هذا القياسَ وليس هو بعينه : الفَرَع : أوَّلُ نِتاج الإبل والغنم .

وممّا شذَّ عنه الفَرَعة : دويْبَّة ، وتصغيرها فُرَيعة ، وبها سمِّيت المرأة .

وممّا شذَّ أيضاً الفَرَع ، كان شيئاً يُعمَل في الجاهليَّة ، يُعمَد إلى جلد سَقْب فيُلبَسُه سَقبٌ آخَرُ لتَرأمَه أُمُّ المَنحُورِ أو الميِّت ، في شعر أوس :


  • وشُبِّه الهَيْدَبُ العَبامُ من الــ  ـأَقْوامِ سَقْباً مُجلَّلاً فَرَعا

  • ـأَقْوامِ سَقْباً مُجلَّلاً فَرَعا ـأَقْوامِ سَقْباً مُجلَّلاً فَرَعا

فأمّا قولُهم : أفرَعْتُ في الوادِي : انحدَرْتُ ، فهذا إنَّما هو على الفَرْق بين فَرَعْت وأفرعت  . قال رجلٌ من العرب : « لقيتُ فلاناً فارعاً مُفْرِعاً » . يقول : أحدُنا منحدرٌ والآخرُ مُصْعِد .

 فرعل  : الفُرْعُل : ولد الضَّبُع على ما قالُوا ، من كلام العرب .

فرغ : الفاء والراء والغين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خُلوٍّ  وَسَعَةِ ذَرْع . من ذلك الفَراغ : خِلاف الشُّغل . يقال : فَرَغ فَراغاً وفُروغاً ، وفرِغَ أيضاً . ومن الباب الفَرْغ : مَفْرَغ الدَّلْو الذي ينصبُّ منه الماء . وأفرَغْتُ الماءَ : صببتُه . وافترغْتُ ، إذا صببتَ الماءَ على نفسك . وذهب دَمُه فَِرْغاً؛ أَي باطلاً لم يُطلَبْ به . وفَرسٌ فَرِيغٌ ؛ أَي واسع المَشْي ، وسمِّي بذلك لأنَّه كأنَّه خال من كلِّ شيء فخَفَّ عَدْوُه ومَشْيُه . وضَربةٌ فريغٌ : واسِعَة ، وطعنةٌ أيضاً . وحَلْقةٌ مُفْرَغَة ، لأنَّه شيءٌ يصبُّ صَبّاً . وطريقٌ فريغ : واسع . قال :


  • فأجَزْتَه بأَفَلَّ تَحسِب إثْرَه نَهْجاً أبانَ بذي فَريغ مَخْرَفِ

  • نَهْجاً أبانَ بذي فَريغ مَخْرَفِ نَهْجاً أبانَ بذي فَريغ مَخْرَفِ

فأمّا قولُه تعالى : ) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّها الثَّقَلاَنِ( الرحمن : 31 ، فهو مجازٌ ، والله تعالى لا يَشغَلُه شأنٌ عن شأن . قال أهل التَّفسير : سنفرغ؛ أَي نَعْمِد ، يقال : فَرَغت إلى أمر كذا ؛ أَي عَمَدْتُ لـه .

فرق : الفاء والراء والقاف أُصَيْلٌ صحيحٌ يدلُّ على تمييز وتنزييل  بين شيئين . من ذلك الفَرْق : فرق الشعر . يقال : فرَقْتُه فَرَقاً . الفِرْق : القطيع من الغَنَم . والفِرْق : الفِلْق من الشَّيء إذا انفَلَقَ ، قال الله تعالى : ) فانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْق كالطَّودِ الْعَظِيمِ(  الشعراء : 63 .

ومن الباب : الفَرِيقة ، وهو القَطِيع من الغَنَم ، كأنَّها قطعةٌ فارقَتْ مُعظمَ الغَنم . قال الشّاعر  :


  • وذِفْرى كَكاهلِ ذِيخِ الخَلِيفِ أصابَ فريقةَ ليل فعاثا

  • أصابَ فريقةَ ليل فعاثا أصابَ فريقةَ ليل فعاثا

ومن الباب : إفراق المحموم من حُمّاه ، وإنّما يكون كذا لأنَّها فارقَتْه . وكان بعضهم يقول : لا يكون الإفراقُ إلاَّ من مرضِ لا يُصيب الإنسانَ إلاّ مرّةً واحدةً كالجُدَرِيِّ والحَصْبة وما أشبَهَ ذلك . وناقةٌ مُفْرِقٌ : فارَقَها ولدُها بمَوْت .

والفُرْقانُ : كتاب الله تعالى فَرَقَ به بين الحقِّ والباطل . والفُرْقان : الصُّبح ، سمِّي بذلك لأنَّه به يُفْرق بين اللَّيل والنَّهار ، ويقال لأنَّ الظُّلْمة تتفرَّق عنه . والأفرَق : الدِّيك الذي عُرْفُه مَفروق . والفَرَق في الخيل ، أن يكونَ أحدُ وركيه أرفَعَ من الآخر . والفَرَقُ في فُحولة الضَّأن : بُعْد ما بين الخُصْيَيْن ، وفي الشاة : بُعْد ما بينَ الطُّبْيَين . والفارِق : الخَلِفَة  تذهبُ في الأرض نادَّةً من وجَع المَخاض فتُنْتَج حيث لا يُعلم مكانُها؛ والجمع فوارقُ وفُرَّقٌ . وسمِّيت بذلك لأنَّها فارقت سائر النُّوق . وتشبَّه السحابةُ تنفرد عن السَّحابِ بهذه الناقة ، فيقال : فارق . والفارق من الناس : الذي يَفرِق بين الأُمور ، يَفْصِلُها . وفَرَقُ الصُّبْحِ وفَلَقُه واحد .

وممّا شَذَّ عن هذا الباب الفَرَْق : مِكيالٌ من المكاييل ، تفتح فاؤه وتسكَّن . قال القُتَيبيّ : هو الفَرَق بفتح الراء ، وهو الذي جاء في الحديث : « ما أسْكَرَ الفَرَق منه فمِلْء الكفِّ منه حرام » ، ويقال : إنّه ستّةَ عشرَ رطلاً . وأنشَدَ لخِداش بن زُهَير :


  • يأخذون الأرشَ في إخوتهم فَرَقَ السَّمنِ وشاةً في الغَنَم

  • فَرَقَ السَّمنِ وشاةً في الغَنَم فَرَقَ السَّمنِ وشاةً في الغَنَم

والفَرِيقة : تمرٌ يُطبَخ بحُلْبَة يُتَداوَى به ، والفَروقة : شَحم الكُلْيَتَين . قال :

يُضيء لنا شَحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى

والفَروق : موضعٌ ، كلُّ ذلك شاذٌّ عن الأصل الذي ذكرناه .

 فرقد  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء ممّا وُضِع وضعاً ولعلَّ له قياساً لا نعلمُه الفَرْقد : ولدُ البَقَرة . والفَرقدانِ : نجمان . وفَقْعَسٌ : حيٌّ من الأسَد  .

 فرقع  : الفَرقَعة : تنقيضُ الأصابع . وهذا ممّا زيدت فيه الراء ، وأصله فَقَع ، وقد ذكر .

ومما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء قولهم : افْرَنقَعوا ، إذا تنحَّوا . وهي كلمةٌ منحوتة من فَرَقَ وفقَع ، لأنَّهم يتفرَّقون فيكونُ لهم عند ذلك فَقْعةٌ وحَرَكة .

فرك : الفاء والراء والكاف أصلٌ يدلُّ على استرخاء في الشَّيء وتفتيل له . من ذلك : فركت الشَّيءَ بيدي أفرُكه فركاً ، وذلك تَفتيلُك للشَّيء حتّى ينفَرِك . وثوبٌ مفروكٌ بالزَّعفران : مصبوغٌ ، والأصل فيه ما ذكرناه .

ومن الباب : فَرِكَتِ المرأةُ زوجَها تَفْرَكُه ، إذا أبغضَتْه . قال :

ولم يُضِعْها بين فِرْك وعَشَقْ

ورجلٌ مفرَّك : يُبغِضه النِّساء ، وإنّما سمِّي فِرْكاً لأنّها تلتوي وتَنفتِل عنه . والانفراك : استرخاءُ المَنْكِب . وأمّا قوله : فاركتُ صاحبي ، مثل تاركته ، فهذا من باب الإبدال .

فرم : الفاء والراء والميم كلمةٌ واحدةٌ ، أظنُّها ليست عربيَّة ، وهو الاستفرام . يقولون : هو أن تحتشِيَ  المرأة شيئاً تضيِّق به  ما تحت إزارِها  . قال الخليل : وليس هذا من كلامِ أهل البادية . قال ابنُ دُريد  : يقال لذلك الشَّيء : فَرْمة  . فأمّا قول الرّاجز  :

مُستفرمات بالحَصَى جوافلا

فإنّه يريد خيلاً . يعني أنَّ من شدّة جريها يدخُل الحصَى في فُرُوجها ، فشبَّه الحصى بالفَرْمة . والفَرَماء : موضعٌ  .

 فرنب  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله فاء ممّا وُضِع وضعاً ولعلَّ له قياساً لا نعلمُه الفِرنِب الفأرة  .

فره : الفاء والراء والهاء كلمةٌ تدلُّ على أَشَر وحِذْق . من ذلك الفارِه الحاذِقُ بالشيء ، والفَرِه : الأشِر . والفارهة : القينة . وناقةٌ مُفْرِهٌ ومُفْرِهَةٌ ، إذا كانت تُنتَجُ الفُرْه .

 فرهد  : الفُرهُد : الحادر الغليظ . وهذه منحوتةٌ من كلمتين : من فَرِه ورَهَد . فالفَرَه : كثرة اللّحم ، والرَّهَد  : استرخاؤُه .

فرى : الفاء والراء والحرف المعتلّ عُظْمُ البابِ قَطْعُ الشَّيء ، ثمّ يفرَّع منه ما يقاربُه : من ذلك : فَرَيْتُ الشَّيء أفرِيه فرياً ، وذلك قَطْعُكَه لإصلاحه . قال ابن السِّكِّيت : فَرَى ، إذا خَرَز . وأفريتُه ، إذا أنتَ قَطَعْتَه للإفساد  . قال في الفَرْي :


  • ولأنْتَ تفرِي ما خلقت وبعـ  ـضُ القومِ يَخلُقُ ثمّ لا يَفْرِي

  • ـضُ القومِ يَخلُقُ ثمّ لا يَفْرِي ـضُ القومِ يَخلُقُ ثمّ لا يَفْرِي

ومن الباب : فلانٌ يَفْري الفريَّ ، إذا كان يأتي بالعَجَب ، كأنَّه يَقْطع الشَّيءَ قطعاً عَجَباً . قـال :

قد كنتِ تَفرِينَ به الفَريّا 

أي كنتِ تُكْثرين فيه القولَ وتعظِّمينه . ويقال : فَرَى فلانٌ كذِباً يَفرِيه ، إذا خَلَقَه . وتفرَّتِ الأرضُ بالعُيون : انبجَسَتْ . والفَرَى : الجَبان  ، سمِّي بذلك لأنَّه فُرِي عن الإقدام؛ أَي قُطِع . والفَرَى أيضاً : مثِلُ الفَرِيّ ، وهو العَجَب . والفَرَى : البَهْت والدَّهَش ، يقال : فَرِيَ يَفْرَى فَرىً . قال الشّاعر  :


  • وفَرِيتُ من فَزَع فلا أَرمِي وقد ودَّعْت صاحبْ

  • أَرمِي وقد ودَّعْت صاحبْ أَرمِي وقد ودَّعْت صاحبْ

ومن الباب الفَرْوة التي تُلبَس . وقال قومٌ : إنَّما سمِّيت فَروةً من قياس آخَر ، وهو التَّغطية ، لذلك سمِّيت فَرْوةُ الرّأس ، وهي جلدتُه . ومنه الفَرْوة ، وهي الغِنى والثروة . والفَروةُ : كلُّ نبات مجتمِع إذا يَبِس . وفي الحديث : « أنَّ الخَضِر جلَسَ على فَرْوة من الأرضِ فاخضرَّت » . فإنْ صحَّ هذا فالبابُ على قياسين : أحدهما القطع ، والآخَر التَّغطية والسَّترُ بشيء ثَخين .

وأمّا المهموز فليس من هذا القياس ولا يقاس عليه غيرُه ، وهو الفَرَأ : حمار الوَحْش ، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي سفيان : « كلُّ الصَّيد في جوف الفَرَأ » . وقال الشّاعر  :

بِضرب كآذانِ الفِراء

فزر : الفاء والزاء والراء أُصَيْلٌ يدلُّ على انفراج وانصداع . من ذلك الطَّريق الفازِرُ : وهو المُنْفرِج الواسع . والفِرْز : القطيع من الغَنَم . يقال : فَزرْت الشَّيء : صدَعتُه . والأفْزرُ : الذي يتطامَنُ ظهرُه؛ والقياسُ واحد ، كأنَّه يَنْفرِقُ لحمتا ظهره . والله أعلم .

فزّ : الفاء والزاء أُصَيْلٌ يدلُّ على خفّة وما قارَبَها . تقول : فَزَّهُ واستفزَّه ، إذا استخفَّه . قال الله تعالى : ) وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الاَْرْضِ ( الإسراء : 76 أي يحملونك على أن تَخِفَّ عنها . وأفزَّه الخوفُ وأفْزَعَه بمعنىً . وقد استفَزَّ فُلاناً جهْلُه . ورجل فَزٌّ : خفيف . ويقولون : فزَّ عن الشَّيء : عدل . والفَزُّ : وَلَد البقرة . ويُمكن أن يسمَّى بذلك لخفَّة جسمِه . قال :


  • كما استغاثَ بسيّئ فَزُّ غَيْطَلَةِ خافَ العُيونَ ولم يُنْظَر به الحَشَكُ

  • خافَ العُيونَ ولم يُنْظَر به الحَشَكُ خافَ العُيونَ ولم يُنْظَر به الحَشَكُ

فزع : الفاء والزاء والعين أصلانِ صحيحان ، أحدهما الذُّعر ، والآخَر الإغاثة .

فأمّا الأوَّل فالفَزَع ، يقال : فَزِع يَفْزَع فَزَعاً ، إذا ذُعِر . وأفزَعْتُه أنا . وهذا مَفْزَعُ القوم ، إذا فَزِعوا إليه فيما يَدهَمُهم . فأمّا فَزَّعت  عنه فمعناه كَشَّفت عنه الفَزَع . قال الله تعالى : ) حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبهم(  سبأ : 23 . والمَفْزَعة : المكان يلتجئ إليه الفَزِع . قال :


  • طويلٌ طامحُِ الطَّرف إلى مَفْزَعة الكلبِ

  • إلى مَفْزَعة الكلبِ إلى مَفْزَعة الكلبِ

والأصل الآخر الفَزَع : الإغاثة  . قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للأنصار : « إنَّكم لَتَكْثُرون عند الفَزَع ، وتَقِلُّون عند الطَّمَع » . يقولون : أفزَعْتُه إذا رَعَبتَه ، وأفْزعتُه ، إذا أغثتَه . وفَزِعتُ إليه فأفزَعَني؛ أَي لجَأْتُ إليه فَزِعاً فأغاثَني . وقال الشّاعر  في الإغاثة :


  • فقلتُ لكأس ألجِمِيها فإنَّما نزَلنا الكثيبَ من زَرُودَ لنَفْزَعا

  • نزَلنا الكثيبَ من زَرُودَ لنَفْزَعا نزَلنا الكثيبَ من زَرُودَ لنَفْزَعا

وقال آخر  :


  • كُنّا إذا ما أتانا صارخٌ فَزِعٌ كان الصُّراخَُ له قَرْعَُ الظَّنابيبِ

  • كان الصُّراخَُ له قَرْعَُ الظَّنابيبِ كان الصُّراخَُ له قَرْعَُ الظَّنابيبِ