معجم مقاییس اللغة

ابن فارس، احمد بن فارس

نسخه متنی -صفحه : 228/ 172
نمايش فراداده

وقد عَرقَتْ مغابِنُها فجادَتْ بدِرَّتِها قِرَى جَحِن قَتِينِ   

أراد به القُرادَ القليلَ الدّم .

قتو : القاف والتاء والواو . يقولون : القَتْو : حُسْنُ الخدمة .وفلان يَقتُو الملوكَ : يخدُمهم . قال :

 .  .  .  .  .  .  . لا أُحسِنُ قَتْوَ الملوكِ والْخَببا   

فأمّا المَقْتوِيُّ والمَقْتَوِينُ  .  .  .    .

قثّ : القاف والثاء كلمةٌ تدلُّ على الجمع . يقال : جاء فلانٌ يقُثُّ مالاً ودنْيا عريضة .

قثد : القاف والثاء والدال ليس بشيء ، غير أنّه يقال : القَثَدَ : نبتٌ .

قثم : القاف والثاء والميم أصلٌ يدلُّ على جمع وإعطاء . من ذلك قولهم : قَثَمَ مِن مالِهِ ، إذا أعطاه . ورجلٌ قُثَمٌ : مِعْطاء . والقَثُوم : الرّجُل الجَموع للخير . قال :


  • فللكُبَراءِ أكلٌ كيف شاؤوا وللصُّغَراء أكلٌ واقتِثامُ

  • وللصُّغَراء أكلٌ واقتِثامُ وللصُّغَراء أكلٌ واقتِثامُ

قثا : القاف والثاء والألف الممدودة . القِثّاء معروف .

قحب : القاف والحاء والباء كلمةٌ تدلُّ على سُعال الخيل والإبل ، وربّما جُعِل للنّاس .

قحّ : القاف والحاء ليس هو عندنا أصلاً ، ولكنّهم يقولون : القُحّ : الجافي من النّاس والأشياء ، حتّى يقولون للبطِّيخة التي لم تَنْضَج : إنّها لَقحٌّ .

قحد : القاف والحاء والدال كلمةٌ واحدة هي القَحَدَة : أصلُ السَّنام ، والجمع قِحادٌ . وناقة مِقْحادٌ : ضخمة السَّنام .

قحر : القاف والحاء والراء كلمةٌ واحدة ، وهي القَحْر ، يقال : إنَّه الفحلُ المُسِنُّ على بقيّة فيه وجَلَد . وقد يقال للرَّجُل . والقُحارِيَةُ مثل القَحْر . وامرأة قَحْرةٌ : مُسِنَّة .

قحز : القاف والحاء والزاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على قلَق أو إقلاق وإزعاج . من ذلك القَحْزُ ، وهو الوَثَبانُ والقَلَقُ . والقاحِزات : الشدائد المُزعِجات من الأُمور .

قال ابنُ دريد    : القَحْزُ : أن يَرمِيَ الرّامي السّهمَ فيسقطَ بين يدَيه . قَحَزَ السَّهم قَحْزاً . قال :

إذا تَنَزَّى قاحِزاتُ القَحْزِ   

والقُحازُ : داءٌ يصيبُ الغَنَم .

قحط : القاف والحاء والطاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على احتباسِ الخير ، ثمّ يستعار . فالقَحْط : احتباس المطَر؛ أَقَحطَ النّاسُ ، إذا وقعوا في القَحْط . وأقْحَطَ الرّجلُ ، إذا خالط أهلَه ولم يُنْزِل . وقَحْطانُ : أبو اليَمَن .

قحف : القاف والحاء والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شدّة في شيء وصلابة . يقال : القَحْف : شِدَّةُ الشُّرب . ويقولون : « اليومَ قِحافٌ وغَداً نِقافٌ   » . والقاحف من المطر : الشَّديد يَقْحَفُ كلَّ شيء .

ومن الباب القِحْف : العظم فوقَ الدِّماغ ، والجمع أقحاف . وقحفتُه : ضرَبْتُ قِحفَه .

قحل : القاف والحاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على يُبْس في الشَّيء وجفاف . فالقَحَل : اليُبْس . والقاحل : اليابس ، قَحَلَ يَقْحَل ، وقَحِلَ يَقْحَل . وقَحِلَ الشَّيخُ : يَبِس جلدُه على عَظْمِه . ورجلٌ قَحْلٌ وإِنْقَحْلٌ . والقُحال : داءٌ يُصيب الغَنَمَ فتجفُّ جلودُها .

قحم : القاف والحاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تورُّدِ الشَّيءِ بأدنى جفاء وإقدام . يقال : قَحَمَ في الأُمور قُحُوماً : رمَى بنفسه فيها من غير دُرْبة . وقُحَمُ  الطَّرِيق    : مصاعبه . ويقال : إنّ المَقاحِيمَ من الإبل : التي تقتحم الشَّوْلَ من غير إرسال . والقَحْم : البَعير يُثْنِي ويُرْبِعُ في سنة واحدة ، فيُقْحِم سِنّاً على سنّ . وقَحَّم الفَرَسُ فارسَه على وجهه ، إذا رَماه . ويقولون : « إنّ للخُصومة قُحَماً » أي إنَّها تقحِّم بصاحبها على ما لا يَهواه . والقُحْمة : السَّنة تُقحِم الأعرابَ بلادَ الرِّيف .

قحو : القاف والحاء والواو كلمةٌ واحدة . يقولون : القَحْو تأسيس الأُقحوان ، وتقديره أُفْعُلاَن ، ولو جعل في دواء لقيل مَقْحُوٌّ ، وجمعه الأقاحِي    . والأُقحوانة : موضع .

قدح : القاف والدال والحاء أصلانِ صحيحان ، يدلُّ أحدُهما على شيء كالهَزْم في الشَّيء ، والآخر يدلُّ على غَرْفِ شيء .

فالأوَّل القَدْح : فِعْلُك إذا قَدَحْت الشَّيء . والقَدْح : تأكُّلٌ يقع في الشَّجر والأسنان . والقادحة : الدُّودة تأكل الشَّجرة . ومنه قولُهم : قَدَحَ في نَسَبه : طَعَن . وقال في تأكُّل الأسنان :


  • رمَى الله في عينَيْ بُثينةَ بالقَذَى وفي الغُرِّ من أنيابها بالقوادحِ

  • وفي الغُرِّ من أنيابها بالقوادحِ وفي الغُرِّ من أنيابها بالقوادحِ

ومن الباب القِدْح ، وهو السَّهْم بلا نَصل ولا قُذَذ؛ وكأنَّه سمِّي بذلك يُقْدح به أو يمكنُ القَدْح به . والقِدح : الواحدُ من قِداح الميسر ، وهذا على التَّشبيه . ومن الباب : قُدِّح الفرسُ تقديحاً ، إذا ضمِّر حتّى يصير مثل القِدح . ومن الباب : قَدَّحَتِ العينُ : غارت . ويقال : قَدَحَتْ . وقَدَحْتُ النّار ، وقدحتُ العين : أخرجتُ ماءَها الفاسد .

والأصل الآخر القَدِيح : ما يبقى في أسفل القِدْر فيُغرَف بجُهْد . قال :


  • فظلَّ الإماءُ يبتدِرْن قديحَها كما ابتدرتْ كلبٌ مياهَ قُراقِرِ

  • كما ابتدرتْ كلبٌ مياهَ قُراقِرِ كما ابتدرتْ كلبٌ مياهَ قُراقِرِ

وقَدَحْتُ القِدر : غرفتُ ما فيها . وركيٌّ قَدُوح    : تُغْرَف باليد . والقَدَح من الآنية من هذا ، لأنّ به يُغْرَف الشَّيء .

قدّ : القاف والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قَطْعِ الشَّيء طولاً ، ثمّ يستعار . يقولون : قَدَدْتُ الشَّيء قدّاً ، إذا قطعتَه طولاً أقُدُّه ، ويقولون : هو حسَنُ القَدّ؛ أَي التقطيع ، في امتدادِ قامته . والقِدُّ : سيرٌ يقَدُّ من جلد غيرِ مدبوغ . واشتقاق القَدِيد منه . والقِدَّة : الطّريقةُ والفِرْقة من النّاس ، إذا كان هوَى كلِّ واحد غيرَ هوى صاحِبِه . ثمَّ يستعيرون هذا فيقولون : اقتدَّ فلانٌ الأُمورَ ، إذا دَبَّرَها ومَيَّزها . وقَدَّ المسافرُ المَفازَة . والقَيْدُود : النّاقة الطَّويلة الظَّهر على الأرض . والقَدُّ : جِلد السَّخلة ، الماعزة . ويقولون في المثَل : «ما يَجْعَلُ قَدَّك إلى أدِيمك » . ويقولون : القُداد : وجَعٌ في البطن .

قدر : القاف والدال والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مَبْلَغ الشَّيء وكُنهه ونهايته . فالقدر : مبلغُ كلِّ شيء . يقال : قَدْرُه كذا؛ أَي مبلغُه . وكذلك القَدَر . وقَدَرتُ الشَّيءَ أَقْدِرُه وأقْدُرُه من التقدير ، وقدَّرته أُقَدِّره . والقَدْر : قضاء الله تعالى الأشياءَ على مبالغها ونهاياتها التي أرادَها لها ، وهو القَدَرُ أيضاً . قال في القَدَر :


  • خَلِّ الطَّريقَ لمن يبنِي المَنارَ به وأبْرُزْ بِبَرْزَةَ حيثُ اضطرَّكَ القَدَرُ

  • وأبْرُزْ بِبَرْزَةَ حيثُ اضطرَّكَ القَدَرُ وأبْرُزْ بِبَرْزَةَ حيثُ اضطرَّكَ القَدَرُ

وقال في القَدْر بسكون الدال :


  • وما صبَّ رِجلي في حديدِ مجاشع مع القَدْرِ إلاَّ حاجةٌ لي أُريدُها

  • مع القَدْرِ إلاَّ حاجةٌ لي أُريدُها مع القَدْرِ إلاَّ حاجةٌ لي أُريدُها

ومن الباب الأَقْدَرُ من الخليل ، وهو الذي تقعُ رِجلاهُ مَواقِعَ يدَيْه ، كأنّ ذلك قدَّرَه تقديراً . قال :


  • وأقْدَرُ مُشرِفُ الصَّهَواتِ ساط كميتٌ لا أحَقُّ ولا شئيتُ

  • كميتٌ لا أحَقُّ ولا شئيتُ كميتٌ لا أحَقُّ ولا شئيتُ

وقوله تعالى : ) وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ (الأنعام : 91 ، قال المفسّرون : ما عظَّموا اللهَ حقَّ عظمته . وهذا صحيحٌ ، وتلخيصُه أنَّهم لم يصفوه بصِفَته التي تَنْبَغِي له تعالى . وقوله تعالى : ) وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ( الطلاق : 7 فمعناه قُتِر . وقياسه أنَّه أُعْطِيَ ذلك بقَدْر يسير . وقُدْرَةُ الله تعالى على خليقته : إيتاؤهم بالمبلغ الذي يشاؤه ويريده ، والقياس فيه وفي الذي قبلَه سواءٌ . ويقولون : رجلٌ ذو قُدرة وذو مَقدِرة؛ أَي يسار . ومعناه أنّه يبلُغُ بيسارِه وغِنائِه من الأُمور المبلغَ الذي يوافق إرادتَه . ويقولون : الأقدر من الرِّجال : القصير العُنق؛ وهو القياسُ كأنَّ عُنقَه قد قُدِرت .

وممّا شذَّ أيضاً عن هذا القياس القِدر ، وهي معروفةٌ . والقَدِير : اللَّحمُ يُطبخ في القِدر . والقُدار فيما يقولون : الجَزّار ، ويقال الطَّباخ ، وهو أشْبَه .

وممّا شذَّ أيضاً قولُهم : القُدار : الثُّعبان العظيم ، وفيه نظر .

قدس : القاف والدال والسين أصلٌ صحيحٌ ، وأظنّه من الكلام الشرعيِّ الإسلاميّ ، وهو يدلُّ على الطهْر .

ومن ذلك الأرضُ المقدَّسة هي المطهَّرة . وتسمَّى الجنَّة حَظِيرةَ القُدْس؛ أَي الطُّهر . وجَبْرَئيلُ (عليه السلام) رُوُح القُدُس . وكلُّ ذلك معناه واحد . وفي صِفَة الله تعالى : القُدُّوس ، وهو ذلك المعنى ، لأنَّه منزَّهٌ عن الأضداد والأنداد ، والصّاحبةِ والولد ، تعالى الله عمّا يقولُ الظالمون علوّاً كبيراً . ويقال : إنّ القادسيَّة سمِّيت بذلك وإنَّ إبراهيم (عليه السلام) دعا لها بالقُدْس ، وأن تكون مَحَلَّة الحاجّ . وقُدْسٌ : جبل . ويقولون : إنّ القُداس : شيءٌ كالْجُمانِ يُعمَل من فِضّة . قال :

كنَظْمِ قُداس سِلكُه متقطِّعُ   

قدع : القاف والدال والعين أصلانِ صحيحانِ متباينان ، أحدهما يدلُّ على الكَفِّ عن الشَّيء ، ويدلُّ على الآخَر على التهافُتِ في الشَّيء . فالأوَّل القَدْع ، من قدعتُه عن الشَّيء : كفَفْتُه . وقَدَعْت الذُّبابَ : طردتُه عنِّي . قال :


  • قياماً تَقدعُ الذِّبّانَ عنها بأذناب كأجنحة النُّسُورِ

  • بأذناب كأجنحة النُّسُورِ بأذناب كأجنحة النُّسُورِ

وامرأةٌ قَدِعَةٌ : قليلةٌ الكلام حَيِيَّة ، كأنَّها كفَّت نفسَها عن الكلام . وقَدَعْتُ الفَرَس باللِّجام : كبحتُه . والمِقدعة : العصا تقْدَعُ بها عن نَفْسك .

قال ابن دُريد    : تقادَعَ القومُ بالرِّماح : تطاعَنُوا . وقياس ذلك كلِّه واحد .

والأصل الآخر : التهافت    . قالوا : القَدوع : المنصَبُّ على الشَّيء . يقال : تقادَعَ الفَراشُ في النّار ، إذا تهافَتَ . وتقادَعَ القومُ بعضُهم في إثْرِ بعض : تساقطُوا . وفي الحديث في ذكر الصِّراط : « فيتقادَعُون تَقادُعَ الفَراشِ في النّار » .

قدف : القاف والدال والفاء . يقولون : القَدْف : غَرفُ الماء من الحوض . وقيل القُداف . جَرَّةٌ من فَخّار .

قدم : القاف والدال والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على سَبْق ورَعْف    ثمّ يفرَّع منه ما يقاربُه : يقولون : القِدَم : خلاف الحُدوث . ويقال : شيءٌ قديم ، إذا كان زمانُه سالفاً . وأصله قولُهم : مضَى فُلاَنٌ قُدُماً : لم يعرِّج ولم ينْثَنِ . وربَّما صغَّروا القُدّام قُدَيْدِيماً    وقُدَيْدِيمةٌ . قال القُطامِيُّ :


  • قُدَيديمَةُ التَّحريبِ والْحِلم إنَّني أرى غَفَلات العيشِ قَبْلَ التَّجارِبِ

  • أرى غَفَلات العيشِ قَبْلَ التَّجارِبِ أرى غَفَلات العيشِ قَبْلَ التَّجارِبِ

ويقال : ضُرِب فرَكِب مقاديمَه ، إذا وقَع على وجهه . وقادِمَة الرَّحْلِ : خلاف آخِرَته . والقادمة من أَطْباء النّاقة : ما وَلِيَ السُّرَّة . ولفلان قدمُ صدق؛ أَي شيءٌ متقدِّم من أثَر حسَن .

ومن الباب : قَدِم من سفره قُدوماً ، وأقْدَم على الشَّيء إقداماً .

قال ابن دريد    : وقادِمُ الإنسان : رأسُه ، والجمع قوادُم . قال : ولا يكادون يتكلَّمون بالواحد . وقوادم الطَّير : مقاديم الرِّيش ، عشرٌ في كلِّ جَناح ، الواحدةُ قادمة ، وهي القُدامَى . ومُقَدِّمَة    الجيش : أوّله : وأقْدِمْ    : زجرٌ للفَرس ، كأنّه يؤمر بالإقدام . ومضَى القوم في الحرب اليقدُمِيَّة ، إذا تقدَّموا . قال :

الضّاربين اليقدمِيَّةَ بالمُهَنَّدَةِ الصّفائح   

وقَيدُوم الجبلِ : أنفٌ يتقدَّم منه . وقوله :


  • إنّا لنَضرِب بالسُّيوف رؤوسَهم ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّامِ

  • ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّامِ ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّامِ

فقال قوم : القُدّام : الملك . وهذا قياسٌ صحيح ، لأنّ الملِك هو المُقدَّم . ويقال : القُدّام : القادمون من سَفَر . وقَدَمُ الإنسان معروفةٌ ، ولعلَّها سمِّيت بذلك لأنّها آلةٌ للتقدُّم والسَّبْق .

وممّا شذَّ عن هذا الأصل القَدُوم : الحديدة يُنحَتُ بها ، وهي معروفة . والقَدُوم : مكان . وفي الحديث : « اختتن إبراهيمُ (عليه السلام) بالقَدُوم » .

 قدمس  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : الحسب القُدْموس : القديم ، وهو ممّا زيدت فيه السين وأصله من القِدَم . ورجلٌ قُدمُوس : سيِّد ، وهو ذلك المعنى .

قدو : القاف والدال والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اقتباس بالشَّيء واهتداء ، ومُقادَرة في الشَّيء حتّى يأتي به مساوياً لغيره .

من ذلك قولهم : هذا قِدَى رُمْح؛ أَي قيسُه . وفلان قُِدوةٌ    : يُقتدَى به . ويقولون : إنّ القَدْوَ : الأصل الذي يتشعَّب منه الفروع .

ومن الباب : فلانٌ يَقْدُو به فرسُه ، إذا لزم سَنَن السِّيرة . وإنّما سمِّي ذلك قدْواً لأنَّه تقديرٌ في السَّير . وتقدَّى فُلانٌ على دابَّته ، إذا سار سِيرةً على استقامة . ويقال : أتتْنا قاديةٌ من النّاس ، وهم أوَّل مَن يطرأ عليك . وقد قدَتْ تَقدِي . وكلُّ ذلك من تقدير السَّير .

وممّا شذَّ عن هذا الباب القَدْو : مصدر قَدا اللَّحْمُ يَقْدُو  قَدْواً    ويَقْدِي قَدْياً ، إذا شمِمتَ له رائحةً طيّبة . ويقولون : رجلٌ قِنْدَأْوٌ : شديد الظَّهر قصير العُنق .

قذّ : القاف والذال قريبٌ من الذي قبلَه ، يدلُّ على قطع وتسوية طولاً وغيرَ طُول . من ذلك القُذَذ : ريش السَّهم ، الواحدة قُذَّة . قالوا : والقَذُّ : قطعها . يقال : أُذُنٌ    مقذوذة ، كأنّها بُرِيَتْ بَرْياً . قال :

مَقْذُوذةُ الآذانِ صَدْقاتُ الحَدَقْ   

وزعم بعضُهم أنّ القُذاذات : قِطَعُ الذَّهب ، والجُذاذات : قِطَع الفِضّة . وأمّا السَّهم الأقَذُّ فهو الذي لا قُذَذَ عليه . والمَقَذُّ : ما بين الأُذُنين من خَلْف . وسمِّيَ لأنَّ شعره يُقَذُّ قَذّاً .

وممّا شذَّ عن الباب قولُهم : إنّ القِذّانَ : البَراغيث .

قذر : القاف والذال والراء كلمةٌ تدلُّ على خِلاف النَّظافة . يقال : شيءٌ قذِرٌ : بيِّن القَذَر . وقَذِرت الشَّيء واستقذرته ، فإذا وجدتَه كذلك قلت : أقذَرْتُه . وقذِرْتُ الشَّيءَ : كرهتُه قَذَراً . قال :

وقَذَرِي ما ليس بالمقذُورِ   

ورجل قاذورة : لا يُخالُّ ولا ينازِلُ النّاس . وناقةٌ قَذورٌ : عزيزة النَّفْس لا تَرعَى مع الإبل . ورجل مقذورٌ ، كالمُقْذَر . قال الكلابيّ : رجلٌ قُذَرَةٌ : يتنزَّهُ عن الملائم .

قذع : القاف والذال والعين كلمةٌ تدلّ على الفُحْش . من ذلك القَذَع : الْخَنا والرَّفَث . وقد أقْذَعَ فلانٌ : أَتَى بالقَذَع . وفي الحديث : « من قال في الإسلام شعراً مُقْذِعاً فلسانُهُ هَدَرٌ » . وقذَعتُ فلاناً وأقذَعتُه : رميتُهُ بالفُحْش .وقد أقذَعْتُ : أتيتُ بفُحْش .

 قذعل  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً اقْذَعَلّ : عَسُر .

 قذعمل  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً ما عليه قُذَعْمِلَةٌ .

قذف : القاف والذال والفاء أصلٌ يدلُّ على الرَّمي والطَّرح . يقال : قَذَفَ الشَّيءَ يقذِفُه قذْفاً ، إذا رمى به . وبلدةٌ قَذوف؛ أَي طَرُوحٌ لبُعدها تَتَرامى بالسَّفْر . ومنزلٌ قَذَفٌ وقذيف؛ أَي بعيد ، وناقةٌ مقذوفة باللَّحم ، كأنّها رُمِيت به . والقِذاف : سرعة السَّير . وفرسٌ  متقاذفٌ    سريع العَدْو ، كأنَّه يَترامَى في عَدْوه .

ومن الباب أقذافُ الجبلِ : نواحِيه ، الواحد قَذَف . والقَذيفة : الشَّيءُ يُرمَى به . قال :


  • قذيفةُ شيطان رجيم رمَى بها فصارت ضَواةً في لهازِمِ ضِرزِمِ

  • فصارت ضَواةً في لهازِمِ ضِرزِمِ فصارت ضَواةً في لهازِمِ ضِرزِمِ

الضَّواة : السِّلْعة . والضِّرْزِم . النّاقة المسِنَّة . وقَذَف : قاءَ ، كأنَّه رمَى به .

قذل : القاف والذال كلمةٌ واحدة ، وهي القَذَل : جِماعُ مؤخَّر الرّأْس . ويقال : قذَلتُه : ضربت قَذالَه . ويقولون : إنّ القَذْل : المَيل والجَور .

قذم : القاف والذال والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على سَعَة وكَثْرة . من ذلك القَذْم : العَطاء الكثير ، يقال : قَذَم له . ومن الباب القِذَمُّ : الفرس السَّريع . ورجل قُذَم : كثير الأخذ من الشَّيء إذا تمكَّنَ    منه .

قذى : القاف والذال والحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة تدلُّ على خلافِ الصَّفاءِ والخُلوص . من ذلك القَذَى في الشَّراب : ما وَقَع فيه فأفسَدَه . والقَذَى في العين ، يقال : قَذَتْ عينُه تَقْذِي ، إذا ألقت القَذَى ، وقذِيَت تَقْذَى ، إذا صار فيها القَذَى . وقَذَّيتُها : أخرجتُ منها القَذَى .

قرب : القاف والراء والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خلاف البُعد . يقال : قَرُبَ يَقْرُبُ قُرباً . وفلانٌ ذو قرابتي ، وهو من يَقْرُبُ منك رحِماً . وفلانٌ قَرِيبي ، وذو قَرابتي . والقُرْبة والقُرْبَى : القَرابة . والقِراب : مُقارَبة الأمر . وتقول : ما قَرِبْتُ هذا الأمرَ ولا أقْرَبُه ، إذا لم تُشامَّهُ    ولم تلتَبِسْ به . ومن الباب القَرَب ، وهي ليلةُ ورودِ الإبلِ الماءَ؛ وذلك أنَّ القومَ يُسِيمون    الإبلَ وهم في ذلك يسيرونَ نحو الماء ، فإذا بقِيَ بينهم وبين الماء عشِيَّةٌ عجَّلوا نحوه ، فتلك اللَّيلةُ ليلةُ القَرَب . والقارِب : الطّالب الماءَ ليلاً . قال الخليل : ولا يقال ذلك لطالبهِ نهاراً . وقد صرَّفوا الفعلَ من القَرَب فقالوا : قَرَبْت الماء أقرُبُه قَرَباً . وذلك على مثال طلَبْتُ أطْلُبُ طَلَباً ، وحَلَبْتُ أحلُب حَلَباً . ويقولون : إنّ القارِب : سفينةٌ صغيرة تكون مع أصحاب السُّفن البَحْريّة ، تُستَخَفُّ لحوائجهم؛ وكأنَّها سمِّيت بذلك لقُرْبِها منهم . والقُرْبانُ : ما قُرِّب إلى الله تعالى من نَسِيكة أو غيرها .

ومن الباب : قُربانُ الملِك وقَرابِينه : وزراؤه وجُلساؤه . وفرسٌ مُقْرَبة ، وهي التي تُرْتادُ    وتقرَّب ولا تُترَك أن تَرُود . قال ابنُ دريد : إنَّما يُفعَل ذلك بالإناث لئلاَّ يقرعَها فحلٌ لئيمٌ .

ويقال : قَرَّبَ الفرسُ تقريباً ، وهو دون الحُضْر ، وقيل : تقريبٌ لأنَّه إذا أَحْضَرَ كان أبعدَ لمداه . وله فيما يقالُ تقريبان : أدنى وأعلى . ويقال : أقرَبت الشّاة ، دنا نِتاجُها . قال ابن السِّكِّيت : ثوب مُقارِبٌ ، إذا لم يكن جيِّداً . وهذا على معنى أنَّه مقارِبٌ في ثَمَنِه غيرُ بعيد ولا غال . وحكى غيرُه : ثوبٌ مُقارِبٌ : غير جيّد ، وثوب مقاربٌ : رخيص . والقياس في كلِّه واحد . وأمّا الخاصرة فهي القُرْب ، سمِّيت لقُرْبها من الجنب . وقال قوم : سمِّيت تشبيهاً لها بالقِرْبة قالوا : وهذا قياسٌ آخر ، إنّما هو من أن يضُمَّ الشَّيءَ ويحوِيَه . قالوا : ومنه القِراب : قرابُ السَّيف ، والجمع قُرُب . قال الشّاعر    :


  • يا ربَّةَ البيتِ قُومِي غيرَ صاغرة ضُمي إليكِ رِحالَ القومِ والقُرُبا

  • ضُمي إليكِ رِحالَ القومِ والقُرُبا ضُمي إليكِ رِحالَ القومِ والقُرُبا

وقال الشّاعر    في القُرْب ، وهي الخاصرة :


  • وكنتُ إذا ما قُرِّبَ الزّادُ مولعاً بكلِّ كميت جَلْدة لم تُوَسَّفِ

  • بكلِّ كميت جَلْدة لم تُوَسَّفِ بكلِّ كميت جَلْدة لم تُوَسَّفِ


  • مُداخَلةِ الأقراب غيرِ ضئيلة كُميت كأنّها مزادةُ مُخْلِفِ

  • كُميت كأنّها مزادةُ مُخْلِفِ كُميت كأنّها مزادةُ مُخْلِفِ

 قربس  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً القَرَبوس للسَّرج .

 قربع  : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً  : اقرنْبَع في جِلْسته : تقبَّض .

قرت : القاف والراء والتاء أُصَيْلٌ يدلُّ على قُبْح في سَحْنة    . يقولون : قرِت وجه الرجل : تغيّر من حُزْن . وأصل ذلك من قَرَِت الدَّم ، إذا يَبِس بين الجلد واللَّحم . وهو دمٌ قارت . وقَرِتَ الجلدُ ، إذا ضُرِبَ فاسودَّ .

قرح : القاف والراء والحاء ثلاثةُ أُصول صحيحة : أحدُها يدلُّ على ألم بجراح أو ما أشبَهها ، والآخَر يدلُّ على شيء من شَوْب ، والآخِر على استنباطِ شيء .

فالأوَّل القَرْح : قرْح الجِلد يُجرَح    . والقَرح : ما يخرُجُ به من قُروح تؤلمه . قال الله تعالى : ) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُه( آل عمران : 140 . يقال : قَرَحَه ، إذا جَرحَه ، والقريح : الجريح . والقَرِح    : الذي خَرجَتْ به القُروح .

والأصل الثاني : الماء القَراح : الذي لا يشُوبُه غيره . قال :


  • بِتْنا عُذوباً وباتَ البقُّ يَلسَِبُنا نَشْوِي القَراحَ كأَنْ لا حيَّ بالوادِي

  • نَشْوِي القَراحَ كأَنْ لا حيَّ بالوادِي نَشْوِي القَراحَ كأَنْ لا حيَّ بالوادِي

والأرض القَراح : الطيِّبة التُّربة التي لا يَخْلِطُ ترابَها شيءٌ . ومن الباب : رجل قُرْحانٌ وقومٌ قُرْحانونَ ، إذا لم يُصِبْهم جُدَريٌّ ولا مرض . وهذا من الماء القَراح والأرضِ القَراح . والقِرْواحُ مثل القَراح . ويقال : القِرواح : الواسعةُ . وهو قريبٌ من الأوّل ، لأنَّه تشوبها حُزُونة .

والأصل الثالث القريحة ، وهو أوّل ما يُستنبَطُ من البِئر ، ولذلك قال : فلانٌ جيِّد القَريحة؛ يراد به استنباط العِلم . ومنه اقترحت الجَمَل : ركبتُه قبل أن يُرْكِب    . واقترحتُ الشَّيءَ : استنبطتُه عن غير سَماع .

وممّا شذَّ عن هذه الأُصولِ الثلاثة : القارِح من الدَّوابِّ : ما انتهى سنُّه . قال الفرّاء : قَرَح يَقْرُح قُرُوحاً ، من خيل قُرح    . وكلُّ الأسنانِ بالألف ، مثل أَثْنَى وأرْبَعَ ، إلاّ قرَح .

ومن الشاذّ القُرحة : ما دون الغُرَّة من البياض بوجه الفَرَس . قال : وروضةٌ قرحاء : في وسطها نَورٌ أبيض . قال ذو الرُّمّة :


  • حَوّاءُ قَرحاءُ أشراطيّةٌ وَكَفَتْ بها الذِّهابُ وحَفَّتْها البراعيمُ

  • بها الذِّهابُ وحَفَّتْها البراعيمُ بها الذِّهابُ وحَفَّتْها البراعيمُ

ويقولون : قَرَحَ فلانٌ فلاناً بالحقِّ ، إذا استقبَله به . وهذا ممكنٌ أن يكون من باب الإبدال ، والأصل قَرَعه . وممكنٌ أن يكون كأنَّه جرحه بذلك .

قرد : القاف والراء والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تجمُّع في شيء مع تقطُّع . من ذلك السحابُ القَرِد : المتقطِّع في أقطار السماء يركبُ بعضُه بعضاً . والصُّوف القَرِد : المتداخِلُ بعضُه في بعض . و الأرض القَرْدَدُ إذا ارتفعت إلى جنب وَهْدة    . وقُرْدُودةُ الظَّهْر : ما ارتفع من ثَبَجِه . وكلُّ هذا قياسُه واحد . وممكنٌ أن يكون القُرادُ من هذا ، لتجمُّع خَلْقِه .

وممّا يشتقُّونه من لفظ القُراد : أَقْرَدَ الرّجُل : لَصِق بالأرض من فزع أو ذُلّ    . وقَرِدَ : سَكَت    . ومنه قرَّدْتُ الرّجلَ تقريداً ، إذا خدعتَه لتُوقِعَه في مكروه .

قرّ : القاف والراء أصلانِ صحيحان ، يدلُّ أحدهما على برد ، والآخر على تمكُّن .

فالأوَّل القُرُّ ، وهو البَرْد . ويومٌ قارٌّ وقَرٌّ . قال امرؤُ القَيس :


  • إذا ركِبُوا الخيلَ واستَلأَمُوا تحَرَّقت الأرضُ واليومُ قَرّْ

  • تحَرَّقت الأرضُ واليومُ قَرّْ تحَرَّقت الأرضُ واليومُ قَرّْ

وليلة قَرَّةٌ وقارَّة . وقد قَرَّ يومُنا يَقَِرُّ . والقِرَّة : قِرَّة الحُمَّى حين يجد لها فَترةً    وتكسيراً . يقولون : « حِرَّةٌ تحت قِرَّة » ، فالحِرّة : العَطَش ، والقِرّة : قِرَّة الحُمَّى . وقولهم : أقَرَّ اللهُ عينَه ، زعم قومٌ أنَّه من هذا الباب ، وأنَّ للسُّرورِ دَمعةً باردة ، وللغمِّ دمعةً حارّة ، ولذلك يقال لمن يُدعَى عليه : أسخَنَ الله عينَه . والقَرور : الماء البارد يُغتَسَل به؛ يقال منه اقتَرَرْت .