وقد عَرقَتْ مغابِنُها فجادَتْ بدِرَّتِها قِرَى جَحِن قَتِينِ
أراد به القُرادَ القليلَ الدّم .
قتو : القاف والتاء والواو . يقولون : القَتْو : حُسْنُ الخدمة .وفلان يَقتُو الملوكَ : يخدُمهم . قال :
. . . . . . . لا أُحسِنُ قَتْوَ الملوكِ والْخَببا
فأمّا المَقْتوِيُّ والمَقْتَوِينُ . . . .
قثّ : القاف والثاء كلمةٌ تدلُّ على الجمع . يقال : جاء فلانٌ يقُثُّ مالاً ودنْيا عريضة .
قثد : القاف والثاء والدال ليس بشيء ، غير أنّه يقال : القَثَدَ : نبتٌ .
قثم : القاف والثاء والميم أصلٌ يدلُّ على جمع وإعطاء . من ذلك قولهم : قَثَمَ مِن مالِهِ ، إذا أعطاه . ورجلٌ قُثَمٌ : مِعْطاء . والقَثُوم : الرّجُل الجَموع للخير . قال :
قثا : القاف والثاء والألف الممدودة . القِثّاء معروف .
قحب : القاف والحاء والباء كلمةٌ تدلُّ على سُعال الخيل والإبل ، وربّما جُعِل للنّاس .
قحّ : القاف والحاء ليس هو عندنا أصلاً ، ولكنّهم يقولون : القُحّ : الجافي من النّاس والأشياء ، حتّى يقولون للبطِّيخة التي لم تَنْضَج : إنّها لَقحٌّ .
قحد : القاف والحاء والدال كلمةٌ واحدة هي القَحَدَة : أصلُ السَّنام ، والجمع قِحادٌ . وناقة مِقْحادٌ : ضخمة السَّنام .
قحر : القاف والحاء والراء كلمةٌ واحدة ، وهي القَحْر ، يقال : إنَّه الفحلُ المُسِنُّ على بقيّة فيه وجَلَد . وقد يقال للرَّجُل . والقُحارِيَةُ مثل القَحْر . وامرأة قَحْرةٌ : مُسِنَّة .
قحز : القاف والحاء والزاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على قلَق أو إقلاق وإزعاج . من ذلك القَحْزُ ، وهو الوَثَبانُ والقَلَقُ . والقاحِزات : الشدائد المُزعِجات من الأُمور .
قال ابنُ دريد : القَحْزُ : أن يَرمِيَ الرّامي السّهمَ فيسقطَ بين يدَيه . قَحَزَ السَّهم قَحْزاً . قال :
إذا تَنَزَّى قاحِزاتُ القَحْزِ
والقُحازُ : داءٌ يصيبُ الغَنَم .
قحط : القاف والحاء والطاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على احتباسِ الخير ، ثمّ يستعار . فالقَحْط : احتباس المطَر؛ أَقَحطَ النّاسُ ، إذا وقعوا في القَحْط . وأقْحَطَ الرّجلُ ، إذا خالط أهلَه ولم يُنْزِل . وقَحْطانُ : أبو اليَمَن .
قحف : القاف والحاء والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على شدّة في شيء وصلابة . يقال : القَحْف : شِدَّةُ الشُّرب . ويقولون : « اليومَ قِحافٌ وغَداً نِقافٌ » . والقاحف من المطر : الشَّديد يَقْحَفُ كلَّ شيء .
ومن الباب القِحْف : العظم فوقَ الدِّماغ ، والجمع أقحاف . وقحفتُه : ضرَبْتُ قِحفَه .
قحل : القاف والحاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على يُبْس في الشَّيء وجفاف . فالقَحَل : اليُبْس . والقاحل : اليابس ، قَحَلَ يَقْحَل ، وقَحِلَ يَقْحَل . وقَحِلَ الشَّيخُ : يَبِس جلدُه على عَظْمِه . ورجلٌ قَحْلٌ وإِنْقَحْلٌ . والقُحال : داءٌ يُصيب الغَنَمَ فتجفُّ جلودُها .
قحم : القاف والحاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تورُّدِ الشَّيءِ بأدنى جفاء وإقدام . يقال : قَحَمَ في الأُمور قُحُوماً : رمَى بنفسه فيها من غير دُرْبة . وقُحَمُ الطَّرِيق : مصاعبه . ويقال : إنّ المَقاحِيمَ من الإبل : التي تقتحم الشَّوْلَ من غير إرسال . والقَحْم : البَعير يُثْنِي ويُرْبِعُ في سنة واحدة ، فيُقْحِم سِنّاً على سنّ . وقَحَّم الفَرَسُ فارسَه على وجهه ، إذا رَماه . ويقولون : « إنّ للخُصومة قُحَماً » أي إنَّها تقحِّم بصاحبها على ما لا يَهواه . والقُحْمة : السَّنة تُقحِم الأعرابَ بلادَ الرِّيف .
قحو : القاف والحاء والواو كلمةٌ واحدة . يقولون : القَحْو تأسيس الأُقحوان ، وتقديره أُفْعُلاَن ، ولو جعل في دواء لقيل مَقْحُوٌّ ، وجمعه الأقاحِي . والأُقحوانة : موضع .
قدح : القاف والدال والحاء أصلانِ صحيحان ، يدلُّ أحدُهما على شيء كالهَزْم في الشَّيء ، والآخر يدلُّ على غَرْفِ شيء .
فالأوَّل القَدْح : فِعْلُك إذا قَدَحْت الشَّيء . والقَدْح : تأكُّلٌ يقع في الشَّجر والأسنان . والقادحة : الدُّودة تأكل الشَّجرة . ومنه قولُهم : قَدَحَ في نَسَبه : طَعَن . وقال في تأكُّل الأسنان :
ومن الباب القِدْح ، وهو السَّهْم بلا نَصل ولا قُذَذ؛ وكأنَّه سمِّي بذلك يُقْدح به أو يمكنُ القَدْح به . والقِدح : الواحدُ من قِداح الميسر ، وهذا على التَّشبيه . ومن الباب : قُدِّح الفرسُ تقديحاً ، إذا ضمِّر حتّى يصير مثل القِدح . ومن الباب : قَدَّحَتِ العينُ : غارت . ويقال : قَدَحَتْ . وقَدَحْتُ النّار ، وقدحتُ العين : أخرجتُ ماءَها الفاسد .
والأصل الآخر القَدِيح : ما يبقى في أسفل القِدْر فيُغرَف بجُهْد . قال :
وقَدَحْتُ القِدر : غرفتُ ما فيها . وركيٌّ قَدُوح : تُغْرَف باليد . والقَدَح من الآنية من هذا ، لأنّ به يُغْرَف الشَّيء .
قدّ : القاف والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على قَطْعِ الشَّيء طولاً ، ثمّ يستعار . يقولون : قَدَدْتُ الشَّيء قدّاً ، إذا قطعتَه طولاً أقُدُّه ، ويقولون : هو حسَنُ القَدّ؛ أَي التقطيع ، في امتدادِ قامته . والقِدُّ : سيرٌ يقَدُّ من جلد غيرِ مدبوغ . واشتقاق القَدِيد منه . والقِدَّة : الطّريقةُ والفِرْقة من النّاس ، إذا كان هوَى كلِّ واحد غيرَ هوى صاحِبِه . ثمَّ يستعيرون هذا فيقولون : اقتدَّ فلانٌ الأُمورَ ، إذا دَبَّرَها ومَيَّزها . وقَدَّ المسافرُ المَفازَة . والقَيْدُود : النّاقة الطَّويلة الظَّهر على الأرض . والقَدُّ : جِلد السَّخلة ، الماعزة . ويقولون في المثَل : «ما يَجْعَلُ قَدَّك إلى أدِيمك » . ويقولون : القُداد : وجَعٌ في البطن .
قدر : القاف والدال والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مَبْلَغ الشَّيء وكُنهه ونهايته . فالقدر : مبلغُ كلِّ شيء . يقال : قَدْرُه كذا؛ أَي مبلغُه . وكذلك القَدَر . وقَدَرتُ الشَّيءَ أَقْدِرُه وأقْدُرُه من التقدير ، وقدَّرته أُقَدِّره . والقَدْر : قضاء الله تعالى الأشياءَ على مبالغها ونهاياتها التي أرادَها لها ، وهو القَدَرُ أيضاً . قال في القَدَر :
وقال في القَدْر بسكون الدال :
ومن الباب الأَقْدَرُ من الخليل ، وهو الذي تقعُ رِجلاهُ مَواقِعَ يدَيْه ، كأنّ ذلك قدَّرَه تقديراً . قال :
وقوله تعالى : ) وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ (الأنعام : 91 ، قال المفسّرون : ما عظَّموا اللهَ حقَّ عظمته . وهذا صحيحٌ ، وتلخيصُه أنَّهم لم يصفوه بصِفَته التي تَنْبَغِي له تعالى . وقوله تعالى : ) وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ( الطلاق : 7 فمعناه قُتِر . وقياسه أنَّه أُعْطِيَ ذلك بقَدْر يسير . وقُدْرَةُ الله تعالى على خليقته : إيتاؤهم بالمبلغ الذي يشاؤه ويريده ، والقياس فيه وفي الذي قبلَه سواءٌ . ويقولون : رجلٌ ذو قُدرة وذو مَقدِرة؛ أَي يسار . ومعناه أنّه يبلُغُ بيسارِه وغِنائِه من الأُمور المبلغَ الذي يوافق إرادتَه . ويقولون : الأقدر من الرِّجال : القصير العُنق؛ وهو القياسُ كأنَّ عُنقَه قد قُدِرت .
وممّا شذَّ أيضاً عن هذا القياس القِدر ، وهي معروفةٌ . والقَدِير : اللَّحمُ يُطبخ في القِدر . والقُدار فيما يقولون : الجَزّار ، ويقال الطَّباخ ، وهو أشْبَه .
وممّا شذَّ أيضاً قولُهم : القُدار : الثُّعبان العظيم ، وفيه نظر .
قدس : القاف والدال والسين أصلٌ صحيحٌ ، وأظنّه من الكلام الشرعيِّ الإسلاميّ ، وهو يدلُّ على الطهْر .
ومن ذلك الأرضُ المقدَّسة هي المطهَّرة . وتسمَّى الجنَّة حَظِيرةَ القُدْس؛ أَي الطُّهر . وجَبْرَئيلُ (عليه السلام) رُوُح القُدُس . وكلُّ ذلك معناه واحد . وفي صِفَة الله تعالى : القُدُّوس ، وهو ذلك المعنى ، لأنَّه منزَّهٌ عن الأضداد والأنداد ، والصّاحبةِ والولد ، تعالى الله عمّا يقولُ الظالمون علوّاً كبيراً . ويقال : إنّ القادسيَّة سمِّيت بذلك وإنَّ إبراهيم (عليه السلام) دعا لها بالقُدْس ، وأن تكون مَحَلَّة الحاجّ . وقُدْسٌ : جبل . ويقولون : إنّ القُداس : شيءٌ كالْجُمانِ يُعمَل من فِضّة . قال :
كنَظْمِ قُداس سِلكُه متقطِّعُ
قدع : القاف والدال والعين أصلانِ صحيحانِ متباينان ، أحدهما يدلُّ على الكَفِّ عن الشَّيء ، ويدلُّ على الآخَر على التهافُتِ في الشَّيء . فالأوَّل القَدْع ، من قدعتُه عن الشَّيء : كفَفْتُه . وقَدَعْت الذُّبابَ : طردتُه عنِّي . قال :
وامرأةٌ قَدِعَةٌ : قليلةٌ الكلام حَيِيَّة ، كأنَّها كفَّت نفسَها عن الكلام . وقَدَعْتُ الفَرَس باللِّجام : كبحتُه . والمِقدعة : العصا تقْدَعُ بها عن نَفْسك .
قال ابن دُريد : تقادَعَ القومُ بالرِّماح : تطاعَنُوا . وقياس ذلك كلِّه واحد .
والأصل الآخر : التهافت . قالوا : القَدوع : المنصَبُّ على الشَّيء . يقال : تقادَعَ الفَراشُ في النّار ، إذا تهافَتَ . وتقادَعَ القومُ بعضُهم في إثْرِ بعض : تساقطُوا . وفي الحديث في ذكر الصِّراط : « فيتقادَعُون تَقادُعَ الفَراشِ في النّار » .
قدف : القاف والدال والفاء . يقولون : القَدْف : غَرفُ الماء من الحوض . وقيل القُداف . جَرَّةٌ من فَخّار .
قدم : القاف والدال والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على سَبْق ورَعْف ثمّ يفرَّع منه ما يقاربُه : يقولون : القِدَم : خلاف الحُدوث . ويقال : شيءٌ قديم ، إذا كان زمانُه سالفاً . وأصله قولُهم : مضَى فُلاَنٌ قُدُماً : لم يعرِّج ولم ينْثَنِ . وربَّما صغَّروا القُدّام قُدَيْدِيماً وقُدَيْدِيمةٌ . قال القُطامِيُّ :
ويقال : ضُرِب فرَكِب مقاديمَه ، إذا وقَع على وجهه . وقادِمَة الرَّحْلِ : خلاف آخِرَته . والقادمة من أَطْباء النّاقة : ما وَلِيَ السُّرَّة . ولفلان قدمُ صدق؛ أَي شيءٌ متقدِّم من أثَر حسَن .
ومن الباب : قَدِم من سفره قُدوماً ، وأقْدَم على الشَّيء إقداماً .
قال ابن دريد : وقادِمُ الإنسان : رأسُه ، والجمع قوادُم . قال : ولا يكادون يتكلَّمون بالواحد . وقوادم الطَّير : مقاديم الرِّيش ، عشرٌ في كلِّ جَناح ، الواحدةُ قادمة ، وهي القُدامَى . ومُقَدِّمَة الجيش : أوّله : وأقْدِمْ : زجرٌ للفَرس ، كأنّه يؤمر بالإقدام . ومضَى القوم في الحرب اليقدُمِيَّة ، إذا تقدَّموا . قال :
الضّاربين اليقدمِيَّةَ بالمُهَنَّدَةِ الصّفائح
وقَيدُوم الجبلِ : أنفٌ يتقدَّم منه . وقوله :
فقال قوم : القُدّام : الملك . وهذا قياسٌ صحيح ، لأنّ الملِك هو المُقدَّم . ويقال : القُدّام : القادمون من سَفَر . وقَدَمُ الإنسان معروفةٌ ، ولعلَّها سمِّيت بذلك لأنّها آلةٌ للتقدُّم والسَّبْق .
وممّا شذَّ عن هذا الأصل القَدُوم : الحديدة يُنحَتُ بها ، وهي معروفة . والقَدُوم : مكان . وفي الحديث : « اختتن إبراهيمُ (عليه السلام) بالقَدُوم » .
قدمس : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف مما وضع وضعاً : الحسب القُدْموس : القديم ، وهو ممّا زيدت فيه السين وأصله من القِدَم . ورجلٌ قُدمُوس : سيِّد ، وهو ذلك المعنى .
قدو : القاف والدال والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اقتباس بالشَّيء واهتداء ، ومُقادَرة في الشَّيء حتّى يأتي به مساوياً لغيره .
من ذلك قولهم : هذا قِدَى رُمْح؛ أَي قيسُه . وفلان قُِدوةٌ : يُقتدَى به . ويقولون : إنّ القَدْوَ : الأصل الذي يتشعَّب منه الفروع .
ومن الباب : فلانٌ يَقْدُو به فرسُه ، إذا لزم سَنَن السِّيرة . وإنّما سمِّي ذلك قدْواً لأنَّه تقديرٌ في السَّير . وتقدَّى فُلانٌ على دابَّته ، إذا سار سِيرةً على استقامة . ويقال : أتتْنا قاديةٌ من النّاس ، وهم أوَّل مَن يطرأ عليك . وقد قدَتْ تَقدِي . وكلُّ ذلك من تقدير السَّير .
وممّا شذَّ عن هذا الباب القَدْو : مصدر قَدا اللَّحْمُ يَقْدُو قَدْواً ويَقْدِي قَدْياً ، إذا شمِمتَ له رائحةً طيّبة . ويقولون : رجلٌ قِنْدَأْوٌ : شديد الظَّهر قصير العُنق .
قذّ : القاف والذال قريبٌ من الذي قبلَه ، يدلُّ على قطع وتسوية طولاً وغيرَ طُول . من ذلك القُذَذ : ريش السَّهم ، الواحدة قُذَّة . قالوا : والقَذُّ : قطعها . يقال : أُذُنٌ مقذوذة ، كأنّها بُرِيَتْ بَرْياً . قال :
مَقْذُوذةُ الآذانِ صَدْقاتُ الحَدَقْ
وزعم بعضُهم أنّ القُذاذات : قِطَعُ الذَّهب ، والجُذاذات : قِطَع الفِضّة . وأمّا السَّهم الأقَذُّ فهو الذي لا قُذَذَ عليه . والمَقَذُّ : ما بين الأُذُنين من خَلْف . وسمِّيَ لأنَّ شعره يُقَذُّ قَذّاً .
وممّا شذَّ عن الباب قولُهم : إنّ القِذّانَ : البَراغيث .
قذر : القاف والذال والراء كلمةٌ تدلُّ على خِلاف النَّظافة . يقال : شيءٌ قذِرٌ : بيِّن القَذَر . وقَذِرت الشَّيء واستقذرته ، فإذا وجدتَه كذلك قلت : أقذَرْتُه . وقذِرْتُ الشَّيءَ : كرهتُه قَذَراً . قال :
وقَذَرِي ما ليس بالمقذُورِ
ورجل قاذورة : لا يُخالُّ ولا ينازِلُ النّاس . وناقةٌ قَذورٌ : عزيزة النَّفْس لا تَرعَى مع الإبل . ورجل مقذورٌ ، كالمُقْذَر . قال الكلابيّ : رجلٌ قُذَرَةٌ : يتنزَّهُ عن الملائم .
قذع : القاف والذال والعين كلمةٌ تدلّ على الفُحْش . من ذلك القَذَع : الْخَنا والرَّفَث . وقد أقْذَعَ فلانٌ : أَتَى بالقَذَع . وفي الحديث : « من قال في الإسلام شعراً مُقْذِعاً فلسانُهُ هَدَرٌ » . وقذَعتُ فلاناً وأقذَعتُه : رميتُهُ بالفُحْش .وقد أقذَعْتُ : أتيتُ بفُحْش .
قذعل : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً اقْذَعَلّ : عَسُر .
قذعمل : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً ما عليه قُذَعْمِلَةٌ .
قذف : القاف والذال والفاء أصلٌ يدلُّ على الرَّمي والطَّرح . يقال : قَذَفَ الشَّيءَ يقذِفُه قذْفاً ، إذا رمى به . وبلدةٌ قَذوف؛ أَي طَرُوحٌ لبُعدها تَتَرامى بالسَّفْر . ومنزلٌ قَذَفٌ وقذيف؛ أَي بعيد ، وناقةٌ مقذوفة باللَّحم ، كأنّها رُمِيت به . والقِذاف : سرعة السَّير . وفرسٌ متقاذفٌ سريع العَدْو ، كأنَّه يَترامَى في عَدْوه .
ومن الباب أقذافُ الجبلِ : نواحِيه ، الواحد قَذَف . والقَذيفة : الشَّيءُ يُرمَى به . قال :
الضَّواة : السِّلْعة . والضِّرْزِم . النّاقة المسِنَّة . وقَذَف : قاءَ ، كأنَّه رمَى به .
قذل : القاف والذال كلمةٌ واحدة ، وهي القَذَل : جِماعُ مؤخَّر الرّأْس . ويقال : قذَلتُه : ضربت قَذالَه . ويقولون : إنّ القَذْل : المَيل والجَور .
قذم : القاف والذال والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على سَعَة وكَثْرة . من ذلك القَذْم : العَطاء الكثير ، يقال : قَذَم له . ومن الباب القِذَمُّ : الفرس السَّريع . ورجل قُذَم : كثير الأخذ من الشَّيء إذا تمكَّنَ منه .
قذى : القاف والذال والحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة تدلُّ على خلافِ الصَّفاءِ والخُلوص . من ذلك القَذَى في الشَّراب : ما وَقَع فيه فأفسَدَه . والقَذَى في العين ، يقال : قَذَتْ عينُه تَقْذِي ، إذا ألقت القَذَى ، وقذِيَت تَقْذَى ، إذا صار فيها القَذَى . وقَذَّيتُها : أخرجتُ منها القَذَى .
قرب : القاف والراء والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خلاف البُعد . يقال : قَرُبَ يَقْرُبُ قُرباً . وفلانٌ ذو قرابتي ، وهو من يَقْرُبُ منك رحِماً . وفلانٌ قَرِيبي ، وذو قَرابتي . والقُرْبة والقُرْبَى : القَرابة . والقِراب : مُقارَبة الأمر . وتقول : ما قَرِبْتُ هذا الأمرَ ولا أقْرَبُه ، إذا لم تُشامَّهُ ولم تلتَبِسْ به . ومن الباب القَرَب ، وهي ليلةُ ورودِ الإبلِ الماءَ؛ وذلك أنَّ القومَ يُسِيمون الإبلَ وهم في ذلك يسيرونَ نحو الماء ، فإذا بقِيَ بينهم وبين الماء عشِيَّةٌ عجَّلوا نحوه ، فتلك اللَّيلةُ ليلةُ القَرَب . والقارِب : الطّالب الماءَ ليلاً . قال الخليل : ولا يقال ذلك لطالبهِ نهاراً . وقد صرَّفوا الفعلَ من القَرَب فقالوا : قَرَبْت الماء أقرُبُه قَرَباً . وذلك على مثال طلَبْتُ أطْلُبُ طَلَباً ، وحَلَبْتُ أحلُب حَلَباً . ويقولون : إنّ القارِب : سفينةٌ صغيرة تكون مع أصحاب السُّفن البَحْريّة ، تُستَخَفُّ لحوائجهم؛ وكأنَّها سمِّيت بذلك لقُرْبِها منهم . والقُرْبانُ : ما قُرِّب إلى الله تعالى من نَسِيكة أو غيرها .
ومن الباب : قُربانُ الملِك وقَرابِينه : وزراؤه وجُلساؤه . وفرسٌ مُقْرَبة ، وهي التي تُرْتادُ وتقرَّب ولا تُترَك أن تَرُود . قال ابنُ دريد : إنَّما يُفعَل ذلك بالإناث لئلاَّ يقرعَها فحلٌ لئيمٌ .
ويقال : قَرَّبَ الفرسُ تقريباً ، وهو دون الحُضْر ، وقيل : تقريبٌ لأنَّه إذا أَحْضَرَ كان أبعدَ لمداه . وله فيما يقالُ تقريبان : أدنى وأعلى . ويقال : أقرَبت الشّاة ، دنا نِتاجُها . قال ابن السِّكِّيت : ثوب مُقارِبٌ ، إذا لم يكن جيِّداً . وهذا على معنى أنَّه مقارِبٌ في ثَمَنِه غيرُ بعيد ولا غال . وحكى غيرُه : ثوبٌ مُقارِبٌ : غير جيّد ، وثوب مقاربٌ : رخيص . والقياس في كلِّه واحد . وأمّا الخاصرة فهي القُرْب ، سمِّيت لقُرْبها من الجنب . وقال قوم : سمِّيت تشبيهاً لها بالقِرْبة قالوا : وهذا قياسٌ آخر ، إنّما هو من أن يضُمَّ الشَّيءَ ويحوِيَه . قالوا : ومنه القِراب : قرابُ السَّيف ، والجمع قُرُب . قال الشّاعر :
وقال الشّاعر في القُرْب ، وهي الخاصرة :
قربس : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً القَرَبوس للسَّرج .
قربع : مما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف ممّا وضع وضعاً : اقرنْبَع في جِلْسته : تقبَّض .
قرت : القاف والراء والتاء أُصَيْلٌ يدلُّ على قُبْح في سَحْنة . يقولون : قرِت وجه الرجل : تغيّر من حُزْن . وأصل ذلك من قَرَِت الدَّم ، إذا يَبِس بين الجلد واللَّحم . وهو دمٌ قارت . وقَرِتَ الجلدُ ، إذا ضُرِبَ فاسودَّ .
قرح : القاف والراء والحاء ثلاثةُ أُصول صحيحة : أحدُها يدلُّ على ألم بجراح أو ما أشبَهها ، والآخَر يدلُّ على شيء من شَوْب ، والآخِر على استنباطِ شيء .
فالأوَّل القَرْح : قرْح الجِلد يُجرَح . والقَرح : ما يخرُجُ به من قُروح تؤلمه . قال الله تعالى : ) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُه( آل عمران : 140 . يقال : قَرَحَه ، إذا جَرحَه ، والقريح : الجريح . والقَرِح : الذي خَرجَتْ به القُروح .
والأصل الثاني : الماء القَراح : الذي لا يشُوبُه غيره . قال :
والأرض القَراح : الطيِّبة التُّربة التي لا يَخْلِطُ ترابَها شيءٌ . ومن الباب : رجل قُرْحانٌ وقومٌ قُرْحانونَ ، إذا لم يُصِبْهم جُدَريٌّ ولا مرض . وهذا من الماء القَراح والأرضِ القَراح . والقِرْواحُ مثل القَراح . ويقال : القِرواح : الواسعةُ . وهو قريبٌ من الأوّل ، لأنَّه تشوبها حُزُونة .
والأصل الثالث القريحة ، وهو أوّل ما يُستنبَطُ من البِئر ، ولذلك قال : فلانٌ جيِّد القَريحة؛ يراد به استنباط العِلم . ومنه اقترحت الجَمَل : ركبتُه قبل أن يُرْكِب . واقترحتُ الشَّيءَ : استنبطتُه عن غير سَماع .
وممّا شذَّ عن هذه الأُصولِ الثلاثة : القارِح من الدَّوابِّ : ما انتهى سنُّه . قال الفرّاء : قَرَح يَقْرُح قُرُوحاً ، من خيل قُرح . وكلُّ الأسنانِ بالألف ، مثل أَثْنَى وأرْبَعَ ، إلاّ قرَح .
ومن الشاذّ القُرحة : ما دون الغُرَّة من البياض بوجه الفَرَس . قال : وروضةٌ قرحاء : في وسطها نَورٌ أبيض . قال ذو الرُّمّة :
ويقولون : قَرَحَ فلانٌ فلاناً بالحقِّ ، إذا استقبَله به . وهذا ممكنٌ أن يكون من باب الإبدال ، والأصل قَرَعه . وممكنٌ أن يكون كأنَّه جرحه بذلك .
قرد : القاف والراء والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تجمُّع في شيء مع تقطُّع . من ذلك السحابُ القَرِد : المتقطِّع في أقطار السماء يركبُ بعضُه بعضاً . والصُّوف القَرِد : المتداخِلُ بعضُه في بعض . و الأرض القَرْدَدُ إذا ارتفعت إلى جنب وَهْدة . وقُرْدُودةُ الظَّهْر : ما ارتفع من ثَبَجِه . وكلُّ هذا قياسُه واحد . وممكنٌ أن يكون القُرادُ من هذا ، لتجمُّع خَلْقِه .
وممّا يشتقُّونه من لفظ القُراد : أَقْرَدَ الرّجُل : لَصِق بالأرض من فزع أو ذُلّ . وقَرِدَ : سَكَت . ومنه قرَّدْتُ الرّجلَ تقريداً ، إذا خدعتَه لتُوقِعَه في مكروه .
قرّ : القاف والراء أصلانِ صحيحان ، يدلُّ أحدهما على برد ، والآخر على تمكُّن .
فالأوَّل القُرُّ ، وهو البَرْد . ويومٌ قارٌّ وقَرٌّ . قال امرؤُ القَيس :
وليلة قَرَّةٌ وقارَّة . وقد قَرَّ يومُنا يَقَِرُّ . والقِرَّة : قِرَّة الحُمَّى حين يجد لها فَترةً وتكسيراً . يقولون : « حِرَّةٌ تحت قِرَّة » ، فالحِرّة : العَطَش ، والقِرّة : قِرَّة الحُمَّى . وقولهم : أقَرَّ اللهُ عينَه ، زعم قومٌ أنَّه من هذا الباب ، وأنَّ للسُّرورِ دَمعةً باردة ، وللغمِّ دمعةً حارّة ، ولذلك يقال لمن يُدعَى عليه : أسخَنَ الله عينَه . والقَرور : الماء البارد يُغتَسَل به؛ يقال منه اقتَرَرْت .