معجم مقاییس اللغة

ابن فارس، احمد بن فارس

نسخه متنی -صفحه : 228/ 201
نمايش فراداده

وانتمَى فلانٌ إلى حَسبِهِ : انتسَب . ونَمَّيْتُ الحديثَ : أشَعتُه ، ونَمَيْتُه بالتَّخفيف ، والقياس فيهما واحد . والنّاميَة : الخَلْق ، لأنَّهم يَنْمُون؛ أَي يزيدون . وفي الحديث : « لا تَمْثُلُوا بنامِيَةِ الله » . ويقال : نمَّيتُ النّار . إذا ألقيتَ عليها شَيُوعاً . ويقال : نَمَتِ الرّمِيّةُ ، إذا ارتفعَتْ وغابت ثمّ ماتت ، وأنماها صاحِبُها . قال :


  • فهي لا تَنْمِي رمِيَّتُه ما لَه لا عُدَّ من نَفرِهْ

  • ما لَه لا عُدَّ من نَفرِهْ ما لَه لا عُدَّ من نَفرِهْ

وفي الحديث : « كلّ ما أصْمَيْتَ ودع ما أنميت » .

نهأ : النّون والهاء والهمزة . إذا همز ففيه كلمةٌ واحدة ، وهي من الإبدال ، يقول : أنهأْتُ اللَّحم ، إذا لم تُنضِجْه . وهذا عندنا في الأصل : أنيأته    من النِّيّ ، فقلبت الياء هاء    .

نهب : النّون والهاء والباء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على  توزيع شيء في اختلاس لا عن مساوة . منه انتهابُ المالِ وغيرِه . والنُّهْبي : اسم ما  انتُهِب . ومنه المُناهَبة : أنْ يتبارى الفَرَسانِ في حُضْرِهما . يقال : ناهب الفَرسُ  الفرسَ    ، كأنّهما يتناهبان الحُضْر والسَّبَق . ويقال : نَهَبَ النّاسُ فلاناً بكلامهم : تناوَلُوه به . والقياسُ واحد .

 نهبر  : النَّهابِر : المَهالِك . وهو منحوت من نَهَبَ ونَهَر . والنَّهْبُ من الانتهاب . ونَهَرَ من نهر الفَتْق ، كأنَّه شيءٌ نهَب ونَهَر وضَيَّع : وقد فسّرناه .

ونَهْبَر الرَّجلُ في كلامه : أتَى به على غير جهته ، وهو من نهب ، كأنّه ينتهب الكلامَ ، ومن نَهَر ، كأنَّه يتوسَّع فيه .

 نهبل  : النَّهْبَلة النّاقة الضّخمة . والنَّهْبَلة : العجوز . والنَّهبَل : الشَّيخ . وهذه ممّا زيدت فيه النّون ، والأصل هاء وباء ولام . يقولون للشَّيخ هِبِلّ ، وللعجوز هبلَّة .

نهت : النّون والهاء والتاء كلمةٌ تدلُّ على حكايةِ صوت . فالنَّهِيتُ : دُونَ الزَّئير . وأسَدٌ نَهّات . ونَهت الرجُل : زَحَرَ . وحِمارٌ نهّات .

نهج : النّون والهاء والجيم أصلانِ متباينان :

الأوَّل النَّهْج ، الطَّريق . ونَهَج لي الأمْرَ : أوضَحَه . وهو مُستقيم المِنْهاج . والمَنْهج : الطَّريق أيضاً ، والجمع المناهج .

والآخر الانقطاع . وأتانا فلانٌ يَنْهَج    ، إذا أتى مبهوراً منْقطِع النَّفس . وضربت فلاناً حتّى أُنْهِج؛ أَي سقط .

ومن الباب نَهجَ    الثَّوبُ وأنْهَجَ : أخلَقَ ولمّا ينشَقّ . وأنهَجَه البِلَى . قال أبو عُبيد : لا يقال نَهَجَ    .

نهد : النّون والهاء والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إشراف شيء وارتفاعِه . وفرَسٌ نَهْدٌ : مُشرِفٌ جَسِيم . ونَهَدَ ثَديُّ المرأة : أشرَفَ وكَعَب؛ وهي ناهد . ويقولون للزُّبدة الضَّخمةِ نَهِيدة .

ومن الباب المناهَدةُ في الحروب ، كالمناهَضَة ، لأنّ كلاًّ ينْهَد إلى كلّ قالوا : غير أنَّ النّهوضَ يكون عَنْ قعود    ، والنّهود كيف كان . ورجلٌ نَهْدٌ : كريمٌ يَنْهَد إلى معالي الأُمور . والنَّهْداء : رملة كريمة تُنبت كِرامَ البَقْل . ويقال : أنْهَدْتُ الحوضَ : ملأته ، وهو حوضٌ نَهْدان . ويقولون ـ وما أدري كيف صِحّته ـ : إنّ التّناهُد : إخراجُ كلِّ واحد من الرُّفَقاء نفقةً على قدرِ نَفقةِ صاحبِه .

نهر : النّون والهاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على  تفتُّح شيء أو فتحِه . وأنْهَرْتُ الدَّم : فتحتُه وأرسلْته . وسمِّي النّهرُ لأنَّه يَنْهَر الأرض أي يشقُّها . والمَنْهَرة : فضاءٌ يكون بين بُيوت القَوم  يُلقُون فيها كُناسَتَهم . وجمع النَّهر أنهارٌ ونُهُر . واستَنْهَرَ    النَّهرُ : أخَذَ مَجراه . وأنْهَر الماءُ    : جرى . ونَهرٌ نَهِر : كثير الماء . قال أبو  ذؤيب  :


  • أقامَتْ به فابتنَتْ خَيمةً على قَصب وفُرات نَهِرْ

  • على قَصب وفُرات نَهِرْ على قَصب وفُرات نَهِرْ

ومنه النَّهار : انفِتاح الظُّلمة عن الضِّياء ما بين طُلوعِ الفجر إلى غروب الشَّمس . ويقولون : إنّ النّهار يجمع على نُهُر    . ورجلٌ نَهِر : صاحب نهار كأنَّه لا ينبعث ليلاً . قال :

لستُ بِليلِيّ ولكنِّي نَهْرْ   

وأمّا قولهم : النّهار : فَرخُ بعضِ الطَّير ، فهو ممّا  لا يعرَّج على مِثله ، ولا معنَى له .

نهز : النّون والهاء والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حركة ونُهوض وتحريكِ الشَّيء . فالنَّهْز . النُّهوض لتناوُلِ الشَّيء؛ ومنه انتهاز الفُرصة . والنُّهْزة : كلُّ ما أمكَنَكَ انتهازُه . يقال : قد أعْرَض فانتهزْ    . ونَهَزَتِ النّاقةُ بصَدْرِها : نَهَضَتْ للسَّير . ونَهَزَت الدّابةُ برأسها : دَفَعَتْ عن نفسها .

ومن الباب ناهَزَ الصّبيُّ البُلوغَ ، إذا داناه ، كأنَّه نَهَضَ له وتحرَّك . ونَهَزْتُ ضَرْعَ النّاقة عند حَلْبها لِتدُرّ ، إذا ضربتَه بيدك . ونَهَزْت ماءَ الدَّلو بالماء : ضربتُه لتمتلئ الدّلْو .

نهس : النّون والهاء والسين كلمةٌ تدلُّ على عضٍّ على شيء . ونَهَسَ اللَّحْمَ : قَبَضَ عليه ونَتَره    عِندَ أكلِه إيّاه . ومنه نَهَسَته    الحية .

نهش : النّون والهاء والشين أصلٌ صحيحٌ ، ومعناه معنى الذي قبله . قال ابن دريد    : قال الأصمعيّ : النَّهس والنَّهش واحد ، وهو أخْذُ اللّحمِ بالفَم . وخالفه أبو زيد فقال : النّهش : بمقدَّم الفَم .

 نهشل  : النَّهْشَل : الذِّئب ، ويقال الصَّقْر . وهو منحوتٌ من كلمتين : نَشَل ونَهَش ، كأنَّه ينشل اللّحم ويَنْهَشه ، وقد فُسِّرا جميعاً .

نهض : النّون والهاء والضّاد أصلٌ يدلُّ على حركة في عُلُو . ونَهَض من مكانه . قام . وماله ناهِضَةٌ؛ أَي قومٌ ينهضون في أمره ويقومون به . ويقولون : ناهضةُ الرّجلِ : بنو أبيه الذين يَغضَبون له . ونَهَضَ النَّبْتُ : استَوَى . والنّاهض : الطائر الذي وفَرَ جناحاهُ وتهيَّأ للنُّهوضِ والطَّيَران . ونِهاضُ الطُّرُق    : صُعُدها وعَتَبها ، والواحدة نهضة . وأنْهُض البَعيرِ    : ما بين كَتِفِهِ إلى صُلْبه .

نهط : النّون والهاء والطاء . زعم ابنُ دريد    النَّهْط الطَّعْن . ونَهَطَه بالرُّمح : طعَنه به .

نهع : النّون والهاء والعين ليس بشيء . على أنّهم يقولون : نَهَعَ ، إذا تَهَوَّعَ من غير قَلْس .

نهق : النّون والهاء والقاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على صوت من الأصوات . فالنَّعيق والنُّهاق : صوت الحمار . ونَواهِقُه : مخارج نهاقِهِ من حَلْقِهِ . ونَواهق الدّابة : عروقٌ اكتنفت خياشيمَه ، الواحدة ناهقة .

نهك : النّون والهاء والكاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إبلاغ في عقوبة وأذى . ونَهَكَتْهُ الْحُمَّى : نَقَصَتْ لحمه . وأنْهَكهُ السُّلطانُ عقوبةً : بالَغَ .

ومن الباب انتهاكُ الحرمة : تناوُلُها بما لا يحِلّ . والنّهِيك : الأسد والشّجاع ، لأنّهما يَنْهَكان الأقران .

نهل : النّون والهاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ضَرْب من الشُّرْبِ . ونَهِلَ : شرِبَ في أوّل الوِرد . وأنْهلْتُ الدّوابّ . والمَنْهل    : المورِد . والنّاهل : الريّان . وربّما قالوا للعطشان    ناهل . وهذا لعلَّه أن يكون على معنَى الفأل . قال :

ينهَلُ منه الأسَلُ النّاهلُ   

أي تَروى منه الرِّماح العِطاش .

نهم : النّون والهاء والميم أصلانِ صحيحان ، أحدُهما صوتٌ من الأصوات والآخر وَلُوع بشيء .

فالأوّل النَّهيم : صوت الأسد . والنّهيم : زَجْرُكَ الإبل إذا صِحْتَ بها . تقول : نَهَمْتُها ، إذا صِحْتَ بها لتَمضي . قال :


  • ألا انهِماها إنَّها مَناهيمْ وإنّما ينْهِمَها القَومُ الهِيمْ

  • وإنّما ينْهِمَها القَومُ الهِيمْ وإنّما ينْهِمَها القَومُ الهِيمْ

ويقال للحَذْف بالعَصا والحذف بالحَصَى نَهْمٌ؛ ولا بدَّ من أن يكون لِما يُحْذَف به أدنى صوت . قال :

يَنْهَمْنَ بالدّارِ الحَصَى المنهوما   

فأمّا الآخر فالنَّهْمة : بلوغ الهِمّة في الشَّيء . وهو منهومٌ بكذا : مُولَعٌ به . ويقال به نُهمَ يُنْهَمُ .

وممّا شذَّ عن البابين النِّهامِيّ : الْحَدّاد    .

نهّ : النّون والهاء كلمةٌ واحدة . يقال : نَهْنه فلانٌ فلاناً : كفّه وزَجَره .

نهى : النّون والهاء والياء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على غاية وبلوغ . ومنه أنْهَيت إليه الخَبر : بلَّغته إيّاه . ونِهايةُ كلِّ شيء : غايتة . ومنه نَهَيته عنه ، وذلك لأمر يفعله . فإذا نَهَيته فانتهى عنك فتلك غايةُ ما كان وآخِره . وفلانٌ ناهِيكَ من رجل ونَهْيُك ، كما يقال حسبك ، وتأويله أنَّه بِجِدِّه وغَنائه ينْهاك عن تطلُّبِ غيره . وناقة نَهِيِّةٌ : تناهَتْ سِمَناً . والنُّهْيَة : العقل ، لأنَّه ينهَى عن قبيح الفِعل .والجمع نُهىً . وطَلَبَ الحاجة حتَّى نَهِىَ عنها    : تركها ، ظفِر بها أمْ لا ، كأنّه نَهَى نفسَه عن طلبِها . والنَّهْي والنِّهْي : الغدير ، لأنَّ الماء ينتهي إليه . وتَنهِيَةُ الوادي : حيثُ يَنتهي إليه السُّيول . ويقال : إنّ نِهاءَ النَّهار : ارتِفاعُه . فإنْ كان هذا صحيحاً فلأنَّ تلك غايةُ ارتفاعِه .

وممّا شذَّ عن هذا الباب إن صحّ يقولون النُّهاء    : القوارير ، وليس كذلك عندنا . وينشدون :


  • تَرُضُّ الحصَى أخفافُهنَّ كأنّما يُكسَّر قَيْضٌ بيْنها ونِهاءُ

  • يُكسَّر قَيْضٌ بيْنها ونِهاءُ يُكسَّر قَيْضٌ بيْنها ونِهاءُ

نوب : النّون والواو والباء كلمةٌ واحدة تدلُّ على اعتياد مكان    ورجوع إليه . وناب يَنُوبُ ، وانتاب ينتاب . ويقال : إنّ النُّوبَ : النَّحل ، قالوا : وسمِّيَت به لرَعْيها ونَوْبِها إلى مكانها . وقد قيل إنَّه جمع نائب . وقول أبي ذؤيب :


  • أرِقْتُ لذِكرِهِ من غير نَوْب كما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ قَشِيبُ

  • كما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ قَشِيبُ كما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ قَشِيبُ

نوت : النّون والواو والتاء ليس عندي أصلاً . على أنّهم يقولون : ناتَ ينُوت ويَنِيتُ ، إذا تمايَلَ من ضَعف ، فإنْ صحَّ هذا فلعلَّ النُوتيَّ وهو المَلاّح ، منه .

نوح : النّون والواو والحاء أصلٌ يدلُّ على مقابَلة الشَّيء للشيء . منه تناوَحَ الجَبَلان ، إذا تقابَلاَ . وتناوحت الرِّيحانِ : تقابلتا في المَهبّ . وهذه الرِّيح نَيِّحةٌ لتلك؛ أَي مقابِلتُها . ومنه النَّوح والمَناحة ، لتقابُلِ النِّساء عند البُكاء .

نوخ : النّون والواو والخاء كلمةٌ واحدة ، وهى أنَخْتُ الجَمَل . فأمّا فِعل المطاوَعة منه فقالوا : أنَخْتُه فبَرَك ، وقال آخرون : استناخ . وجاء في الحديث : « وإن أُنيخَ على صخرة استناخ » . وقال الأصمعيّ : أنختُه فتَنَوَّخ .

نور : النّون والواو والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إضاءة واضطراب وقِلّة ثبات . منه النّور والنّار ، سمِّيا بذلك من طريقة الإضاءة ، ولأنَّ ذلك يكون مضطرِباً سريعَ الحركة . وتنوَّرْتُ النّار : تبصَّرتُها . قال امرؤ القيس :


  • تنوَّرتُها من أذرعات وأهلُها بيثربَ أدنى دارِها نظرٌ عالِي

  • بيثربَ أدنى دارِها نظرٌ عالِي بيثربَ أدنى دارِها نظرٌ عالِي

ومنه النَّور : نَور الشَّجر ونُوّارُه . وأنارت الشَّجرةُ : أخرجَتْ النَّوْر . والمَنارة : مَفعلة من الاستنارة ، والأصل مَنْوَرة . ومنه مَنار الأرض : حُدودها وأعلامها ، سمِّيت لبَيانِها وظُهورها .

والذي قُلناه في قِلّة الثبات امرأةٌ نَوارٌ؛ أَي عفيفة تنُورُ؛ أَي تَنفِر من القَبيح ، والجمع نُورٌ . ونارت : نَفَرت نَوْراً    . قال :

أنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَروق   

ونُرْت فلاناً : نَفَّرته . والنَّـِوار : النِّفار .

وممّا شذَّ عن هذا الأصل النَّؤُور : دُخانُ الفَتيلة يتّخذُهُ كُحلاً وَوشْماً . ونَوَّرْت اللِّثة    : غَرَزْتها بإبرة ثمّ جعلت في الغَرز الإثمد .

نوس : النّون والواو والسين أصلٌ يدلُّ على اضطراب وتذبذُب . وناسَ الشَّيءُ : تذَبْذَب ، ينُوس . وسمِّي أبو نُواس لذُؤابتينِ له كانَتا تنوسانِ . ويقولون : نُسْت الإبلَ : سُقْتُها .

نوش : النّون والواو والشين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تناوُل الشَّيء . ونُشْتُه نَوْشاً . وتناوَشْتُ : تَناوَلْت . قال الله تعالى: ) وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكان بعِيد ( سبأ : 52. وربَّما عَدَّوْه بغير ألف فقالوا : نُشْتُه خيراً ، إذا أنَلْتَه خيراً . وقول القائل    :

باتت تَنُوش العَنَق انتياشا   

نوص : النّون والواو والصّاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تردُّد ومجيء وذهاب . وناص عن قرنه يَنُوص نَوْصاً . والمَناص المصدر ، والمَلْجأ أيضاً . قال سبحانه : ) وَلاَتَ حِينَ مَناص ( ص : 3 . ويقولون : النَّوْص : الحِمار الوحشيّ لا يزالُ نائصاً : رافعاً رأسَه ، يتردَّد كالجامع . وناوصَ الجَرَّة : مارَسَها . ومرّ تفسيرُه في باب الجيم    .

نوض : النّون والواو والضّاد فيه كلماتٌ متباينة .

الأُولى : النّوض : وُصْلةٌ ما بين العَجُز والمَتْن . والثانية قولهم : ناض في البِلاد : ذهب . والثالثة الأنواض : الأودية ، واحدها نَوْض .

نوط : النّون والواو والطاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تعليق شيء بشيء . ونُطْتُه به : علَّقته به . والنَّوْط : ما يَتعلَّق به أيضاً ، والجمع أنواط . وفي المثل : « عاط بغير أنواط » أي إنّه يعطو يتناول الشَّيء وليس له ما يتعلّق به . والنِّياط : عِرقٌ علّق به القلب ، والجمع أنْوطة    ، وهو النّائط أيضاً . قال :

قَطْعَ الطَّبيب نائطَ المصفورِ   

ونِياطُ المَفازة : بُعدها ، سمِّي به لأنَّه كأنّه من بُعدِهِ نِيط أبداً بغيره . والأرنَب مقطِّعة النِّياط ، لأنّها تقطع البعيد . والتُّنَوِّط    : طائر؛ وهو قياسُه لأنَّه يَنُوط كالخيوط من الشَّجرة يجعلها وكراً . ونِيطَ فُلانٌ : أصابته نَوْطة ، وهي وَرَمٌ في الصَّدر . وهو عِندنا من نِياط القَلْب ، كأنَّ الوجعَ أصابَ نِياطَه . ويقولون : نَوْطةٌ من طَلْح ، كما يقال عِيصٌ من سِدْر . وسمِّيت لتعلُّق بعضِها ببعض . وبئر نَيِّطٌ ، إذا كانت قَدْرَ قامة .

نوع : النّون والواو والعين كلمتانِ ، إحداهما تدلُّ على طائفة من الشىء مماثلة له ، والثانية ضربٌ من الْحَرَكة .

الأوّل النَّوع من الشَّيء : الضَّرْب منه . وليس هذا من نَوْعِ ذاك .

والثاني : قولهم : ناعَ الغُصن يَنوعُ ، إذا تمايَلَ ، فهو نائع . وقال بعضهم : لذلك يقال جائع نائع؛ أَي مضطرب من شِدَّة جُوعه مُتمايِل . ويَدْعُون على الإنسان فيقولون : جُوعاً له ونُوعاً له .

نوف : النّون والواو والفاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على علوٍّ وارتفاع . ونافَ يَنُوف : طالَ وارتفع . والنَّوْف : السَّنام    ، وجمعه أنواف . وممكنٌ أن يكون قولهم : مئةٌ ونَيِّف    من هذا ، وقد ذكرناه في نيف للَفْظِه .

نوق : النّون والواو والقاف أصلٌ يدلّ على سموٍّ وارتفاع . وأرْفَعُ موضع في الجبل نِيقٌ ، والأصل الواو ، وحوّلت ياءً للكسرة التي قبلها . وممكنٌ أن يكون النّاقةُ من هذا القياس ، لارتفاع خَلْقِها . وناقةٌ ونُوق    . و« استَنْوَق الجملُ » تشبيهٌ بها ، ويضرب مثلاً لمن ذَلَّ بعد عِزّ . والنّاقة : كواكبُ على هيئة النّاقة    . وقولهم : تنوَّقَ في الأمر ، إذا بالَغَ فيه ، فعندنا أنَّه منه ، وهم يشبِّهون الشَّيءَ يما يستحسنونه ، وكأنَّ تنوَّق مقيسٌ على اسم النّاقة ، وهي عندهم من أحْسَنِ أموالهم . ومن قال : تنَوَّق خطأٌ فقد غَلِط    ، وقياسه ما ذكرناه . والنِّيقة لا تكون إلاّ من تَنوّق . يقولون مثلاً : « خَرْقاءُ ذات نِيقَة » ، يُضرَب للجاهل بالشَّيء يدَّعي المعرفة به .

نوك : النّون والواو والكاف كلمةٌ واحدة ، وهي النَّواكة والنُّوك    ، وهي الحُمْق . ورجلٌ أنْوَك ومُسْتنوِكٌ ، وهم نَوْكَى    .

نول : النّون والواو واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إعطاء . ونَوَّلته : أعطيته . والنَّوال : العَطاء . ونُلْتُه نَولاً مثل أنلته . وقولك : ما نَوْلُكَ أن تفعل كذا؛ فمنه أيضاً؛ أَي ليس ينبغي أن يكون ما تُعطِيناهُ مِنْ نوالِك هذا . وقولُ لبيد :


  • وقفتُ بهنَّ حتَّى قال صحْبي جَزِعتَ وليس ذلك بالنَّوالِ

  • جَزِعتَ وليس ذلك بالنَّوالِ جَزِعتَ وليس ذلك بالنَّوالِ

قالوا : النّوال : الصَّواب ، وتلخيصه : ليس ذلك بالعطاء الذي  إن أعطيتَناه كنتَ فيه مصيباً . وكذا قوله :


  • فدَعِى الملامةَ ويْبَ غيرِكِ إنّه ليس النّوال بلوم كلِّ كريم

  • ليس النّوال بلوم كلِّ كريم ليس النّوال بلوم كلِّ كريم

والقياس في كلِّه واحد .

وممّا شذَّ عن الباب المِنْوال : الخَشَبة يلُفُّ عليها النّاسِج الثَّوب .

نوم : النّون والواو والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على جُمود وسكونِ حركة . منه النَّوم . نامَ ينام نَوْماً ومَناماً . وهو نَؤُومٌ ونُوَمَة    : كثير النَّوم . ورجل نومةٌ    : خاملٌ لا يُؤبَه له . ومنه استَنامَ لي فلانٌ ، إذا اطمأنَّ إليه وسكَنَ . والمَنامة : القطيفة ، لأنَّه يُنامُ فيها .

ويستعيرون منه : نامت السُّوق : كَسَدت . ونامَ الثَّوبُ : أخْلَقَ .

نون : النّون والواو والنّون كلمةٌ واحدة . والنُّون : الحُوت . و ذو    النُّون : سيفٌ لبعض العرب    ، كأنَّه شُبِّه بالنون .

نوه : النّون والواو والهاء كلمةٌ تدلُّ على سُموٍّ وارتفاع . وناه النَّبات    : ارتفع . وناهَت النّاقةُ : رفعَتْ رأسَها وصاحت . ومنه نُهْتُ بالشّىء ونوَّهتُ : رفعت ذِكْرَه . يقولون : ناهَتْ نَفْسُه : قوِيَتْ .

نوى : النّون والواو والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنيين : أحدهما مَقْصَدٌ لشيء ، والآخر عَجَمُ شيء .

فالأوّل النَّوَى . قال أهلُ اللغة : النَّوَى : التَّحَوُّل من دار إلى دار . هذا هو الأصل ، ثمّ حمل عليه البابُ كلُّه فقالوا :  نوَى الأمرَ يَنوِيه ، إذا قَصَدَ له . وممّا يصحِّح هذهِ التآويلَ قولُهم : نَواه الله ، كأنّه قَصَدَه بالْحِفْظِ والْحِياطة . قال :


  • يا عَمرُو أحسِنْ نَواكَ اللهُ بالرَّشَدِ واقرأْ سلاماً على الذَّلْفاءِ بالثَّمَدِ

  • واقرأْ سلاماً على الذَّلْفاءِ بالثَّمَدِ واقرأْ سلاماً على الذَّلْفاءِ بالثَّمَدِ

أي قَصَدَك بالرَّشَد . والنِّيَّة : الوجه الذي تَنْوِيه . ونَوِيُّكَ : صاحبُك نيَّتُه نِيَّتُكَ .

والأصل الآخر النَّوَى : نَوَى التَّمْر . وربّما عبَّروا به عن بعض الأوزان . ويقال : إنّ النَّواة : زِنَةُ خمسة دَراهم . وتزَوَّجها على نواة من ذهب؛ أَي وزنِ خمسةِ دراهمَ منه .

وبالهمز كلمةٌ تدلُّ على النُّهُوض وناءَ ينوءُ نوءًا : نَهَضَ . قال :


  • فقلنا لهم تِلْكُمْ إذاً بَعْدَ كرَّة نغادر صَرْعَى نوؤُها متخاذِلُ

  • نغادر صَرْعَى نوؤُها متخاذِلُ نغادر صَرْعَى نوؤُها متخاذِلُ

أي نهوضها ضعيف والنَّوْءُ من أنواء المطَر كأنّه ينهَض بالمطر . وكلُّ ناهض بِثِقْل فقد ناءَ . وناءَ البعيرُ بحِمْلِهِ . والمرأة تنوء بها عجيزتُها ، وهى تَنوءُ بها . فالأُولى تُثْقَل بها ، والثانية تنهض .

ومن الباب المناوأة تكون بين القوم . يقال : ناوَأَه ، إذا عاده . وهو قياسُ ما ذكرناه ، لأنّها المناهَضة ، هذا ينوءُ إلى هذا وهذا ينوءُ إليه أي يَنْهَض .

نيأ : النّون والياء والهمزة كلمةٌ هي النِّيُّ    من اللَّحم : الذي لم ينضج وقد أنأْتُه أنا . والأصل أنيَأْتُهُ    . والله أعلم بالصَّواب .

نيح : النّون والياء والحاء كلمة صحيحة تدلّ على خَيْر وخيرِ حال . ونَيَّحه الله بخَير : أعطاه إيّاه . وقال الخليل : النَّيْح : اشتداد العَظْم بعد رُطوبَتِه . وناح يَنِيح نَيْحاً . ونَيَّح اللهُ عِظامَه ، تدعو له . وذُكِرتْ كلمةٌ أُخرى إنْ صحَّتْ فهي قريبةٌ من هذا الباب ، قالوا :ناحَ الغصنُ يَنيح نَيْحاً : تمايَلَ . حكاه أبو بكر عن أبي مالك    .

نير : النّون والياء والراء كلمة تدلُّ على وضوحِ شيء وبُروزه . يقال لاخدود الطَّريقِ الواضحِ منه : نِير . قال :

إلى كلِّ ذِي نِيرَيْنِ بادي الشَّواكلِ

ثمّ قيس على هذا نِيرُ الثّوب : عَلَمُه ، سمِّي به لبُروزه ووضوحه . ومن هذا القياس النِّير : الخَشَبة على عُنُق الفَدّانِ بأداتها ، والجمع نِيرانٌ وأنْيار . ورجل ذُو نِيرَين؛ أَي شِدَّته ضِعْفُ شِدّة غيرِه . والنِّير : جَبَل    .

وما ننكر أن يكون أصل هذا كلِّه الواو فيرجعَ إلى ما ذكرناه في باب النُّور والنار .

نيط : النّون والياء والطاء . يقولون النَّيْط : المَوت . قال الأُمويُّ : رَماه الله بالنَّيْط .

نيف : النّون والياء والفاء . قد ذكرنا في باب النّون والواو والفاء أنَّه يدلُّ على الارتفاع والزِّيادة . ويجوز أن يكون هذا البابُ راجعاً إلى ذلك الأصل . يقولون : مئة ونيِّف . وأنافت الدَّراهُم على المئة . قال أبو زيد : كلُّ ما بين العَقْدَينِ نَيِّف . وممّا يدلُّ على أنَّ هذا كذا قولُ القائل    :


  • ورَدْتُ برابية ، رأسُها على كلِّ رابية نيّفُ

  • على كلِّ رابية نيّفُ على كلِّ رابية نيّفُ

وناقة نِيافٌ وجملٌ نيافٌ : طويلٌ في ارتفاع . قال أبو بكر    : ونيَّفَ على السبعين : زادَ عليها .

نيم : النّون والياء والميم ثلاثُ كلمات ليست قياساً واحداً .

فالأُولى النِّيم    ، وهو الفَرْو . والثانية النِّيم ، وهو شجرٌ . قال ساعدة بن جُؤيَّة الهُذَليّ :


  • ثم ينوش إذا آدَ النَّهارُ له بعد التَّرقُّبِ من نِيم ومن كَتَمِ

  • بعد التَّرقُّبِ من نِيم ومن كَتَمِ بعد التَّرقُّبِ من نِيم ومن كَتَمِ

والكَتَم : شجرٌ أيضاً .

والثالثة : النِّيم : الدَّرَج في الرَّمْل إذا جَرَت فيه الرِّيج . قال :


  • حتَّى انجلَى اللَّيلُ عنّا في مُلمَّعة مثلِ الأديم لها في هَبْوة نِيمُ

  • مثلِ الأديم لها في هَبْوة نِيمُ مثلِ الأديم لها في هَبْوة نِيمُ