معجم مقاییس اللغة

ابن فارس، احمد بن فارس

نسخه متنی -صفحه : 228/ 79
نمايش فراداده

فالأولُ قولهم : استراض المكانُ : اتَّسَعَ. قال : ومنه قولهم : « افعل كذا ما دامَ النَّفَسُ مستَرِيضاً »؛ أَي متَّسعاً. قال :


  • أَرًجَزاً تُرِيدُ أم قَرِيضاً كلاهُما أُجِيدُ مُسْتَرِيضا

  • كلاهُما أُجِيدُ مُسْتَرِيضا كلاهُما أُجِيدُ مُسْتَرِيضا

ومن الباب الرَّوضة. ويقال : أرَاضَ الوادِي واستراضَ ، إذا استَنْقَعَ فيه الماء. وكذلك أراضَ الحوضُ. ويقال للماء المستنقِع المنبسِط رَوْضَة. قال :

ورَوْضَة سَقَيْتُ منها نِضْوِى

ومن الباب أتانا بإناء يُرِيضُ كذا  وكذا  . وقد أراضَهم ، إذا أرواهم.

وأمّا الأصل الآخَر : فقولهم رُضْتُ النّاقةَ أرُوضُها رياضةً.

روع : الراء والواو والعين أصلٌ واحد يدلُّ على فزَع أو مُسْتَقَرِّ فزَع. من ذلك الرَّوْع. يقال : رَوَّعت فُلاناً ورُعْتُه : أفزَعْتُه. والأرْوَع من الرجال : ذو الجِسم والجَهَارَة ، كأنَّه مِن ذلك يَرُوع مَن يراه. والرَّوْعاء  من الإبل : الحديدة الفوأد ، كأنَّها ترتاعُ من الشَّيءِ. وهي من النِّساء التي تَرُوع النّاسَ ، كالرّجُل الأرْوَع.

وأمّا المعنى الذي أومَأْنا إليه في مستَقَرِّ الروع فهو الرُّوع. يقال : وَقَعَ ذلك في رُوعِي. وفي الحديث : « إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي :إنّ نفساً لن تَموتَ حتَّى تستكمِلَ رِزْقها. فاتَّقُوا الله وأَجْمِلوا في الطّلَب ».

روغ : الراء والواو والغين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على مَيْل وقلّة استقرار. يقال : راغَ الثّعلبُ وغيرُه يَرُوغُ. وطريقٌ رائغٌ : مائل. وراغَ فلانٌ إلى كذا ، إذا مالَ سِرّاً إليه. وتقول : هو يُدِيرُنِي عن أمري وأنا أُريغه. قال :


  • يدِيرُونَنِي عن سالِم وأُرِيغُهُ وجلدةُ بَيْنِ العَينِ والأنْفِ سالمُ (  )

  • وجلدةُ بَيْنِ العَينِ والأنْفِ سالمُ (  ) وجلدةُ بَيْنِ العَينِ والأنْفِ سالمُ (  )

ويقال : رَوَّغْت اللُّقْمَة بالسَّمن أروِّغُها ترويغاً ، إذا دَسَمْتَها. وهو إذا فعل ذلك أَدارَها في السَّمْن إدارة.

ومن الباب : راوغ فلانٌ فلاناً ، إذا صارعه؛ لأنَّ كلَّ واحد منهما يُرِيغ الآخَر؛ أَي يُديرُه. ويقال : هذه رِواغة بني فلان ورِياغتهم : حيث يصْطَرِعُون.

روق : الراء والواو والقاف أصلان ، يدلُّ أحدُهما على تقدُّمِ شيء ، والآخَرُ على حُسْن وجمال.

فالأوّل الرَّوْق والرُِّواق : مُقدَّم البَيت. هذا هو الأصل. ثمّ يحمل عليه كلُّ شيء فيه أدنى تقدُّم. والرَّوْق : قَرن الثَّور. ومَضَى رَوْقٌ من اللَّيل؛ أَي طائفة منه ، وهي المتقدِّمة. ومنه رَوْق الإنسان شبابُه؛ لأنَّه متقدِّم عُمره. ثمّ يستعار الرَّوْق للجِسم فيقال : « أَلقَى عليه أوراقَه ». والقياس في ذلك واحدٌ. فأمّا قولُ الأعشَى :


  • ذاتِ غَرْب تَرمِي المقدَّمَ بالرِّدْ فِ إذا ما تتابع الأرواقُ

  • فِ إذا ما تتابع الأرواقُ فِ إذا ما تتابع الأرواقُ

ففيه ثلاثةُ أقوال :

الأوّل أنّه أراد أرواقَ اللَّيل ، لا يمضي رَوْقٌ من الليل إلاّ يَتبَعُه رَوْق.

والقول الثاني : أنَّ الأَرْواق الأجساد إذا تدافَعت في السَّير.

والثالث : أنّ الأرواق القُرون ، إنّما أراد تزاحُمَ البقَرِ والظِّباء من الحَرِّ في الكِناس.  فمن قال هذا القولَ جعَلَ تمامَ المعنَى في البيت الذي بعده ، وهو قوله  :


  • في مَقيلِ الكِناس إذْ وَقَدَ الحَــ  ــرُّ إذا الظِّلُّ أحرزَتْه السّاقُ

  • ــرُّ إذا الظِّلُّ أحرزَتْه السّاقُ ــرُّ إذا الظِّلُّ أحرزَتْه السّاقُ

كأنّه قال : تتابَعَ الأرواقُ في مَقِيلها في الكِناس.

ومن الباب الرَّوَق ، وهي أن تَطُول الثّنايا العُليا السُّفلَى.

ومنه فيما يُشْبه المثَل : « أكَلَ فلانٌ رَوْقه » ، إذا طال عُمره حتى تحاتَّتْ أسنانُه. ويقال في الجسم : ألقى أرْواقَه على الشَّيء ، إذا حَرَصَ عليه. ويقال : رَوَّقَ اللَّيلُ ، إذا مَدَّ رِواقَ ظُلْمتِه. ويقال : ألقَى أرْوِقَتَه.

ومن الباب : ألقى فلانٌ أرواقه ، إذا اشتدَّ عَدْوُه؛ لأنَّه يتدافَع ويتقدَّم بجسمه. قال :

أَلْقَيْتُ ليلَةَ خَبْتِ الرَّهْط أرْوَاقِي

ويقال : ألْقَت السَّحابة أرواقَها ، وذلك إذا ألحَّتْ بمطرها وثبتت. والرُِّوَاقُ : بيتٌ كالفُسطاط ، يُحمَل على سِطاع واحد في وسَطِه ، والجميع أرْوِقَة. وَرُِواق البيت : ما بين يدَيْه.

والأصل الآخرُ : قولهم : راقَني الشَّيءُ يَرُوقني ، إذا أعجبَنِي. وهؤلاء شبابٌ رُوقَة . ومن الباب : روَّقت الشّرابَ : صفّيْتُه ، وذلك حُسْنُه. والرَّاوُوق : المِصْفاة.

رول : الراء والواو واللام أصلٌ يدلُّ على لَطْخ شيء بشيء. يقال : رَوَّلْتُ الخُبْزَ بالسَّمن ، مثل روَّغْت. والرُّوَال : بُزَاق الدّابَّة. يقال : رَوّلَ  في مِخْلاَتِه . وقريبٌ من هذا الباب رَوَّلَ الفَرسُ : أدْلَى.

روم : الراء والواو والميم أصلٌ يدلُّ على طلبِ الشَّيءِ. ويقال : رُمْتُ الشَّيءَ أَرُومُه رَوْماً. والمَرَام : المَطْلب. قال ابنُ الأعرابيّ : يقال : رَوَّمتُ فلاناً وبفُلان ، إذا جعلته يَرومُ  الشَّيءَ   ويطلبه.

رون : الراء والواو والنون يدلُّ على شِدَّة حَرٍّ أو صوت. يقولون : يوم أرْوَنانٌ وليلةٌ أرْوَنانة؛ أَي شديدة الحَرِّ والغَمّ. قال القُتيبيّ : والأرْوَنانُ : الصّوت الشديد. قال الكميت :


  • بها حاضرٌ من غير جِنٍّ يَرُوعُه ولا أنسٌ ذُو أرْوَنَان وذُو زَجَلْ

  • ولا أنسٌ ذُو أرْوَنَان وذُو زَجَلْ ولا أنسٌ ذُو أرْوَنَان وذُو زَجَلْ

روه : الراء والواو والهاء ليس بشيء ، على أنّ بعضهم يقول الرَّوه مصدر رَاه يروه روْهاً. قال : هي لغة يمانية. يقولون : راهَ الماءُ على وجه الأرض : اضطرب. وفي ذلك نظرٌ.

روى : الراء والواو والياء أصلٌ واحد ، ثمّ يشتقّ منه. فالأصل ما كان خِلافَ العَطَش ، ثمّ يصرَّف في الكلام لحامِلِ ما يُرْوَى منه.

فالأصل رَوِيتُ من الماء رِيّاً. وقال الأصمعي : رَوَيْت على أهلي أَرْوِي رَيّاً. وهو راو من قوم رُواة ، وهم الذين يأتونهم بالماء.

فالأصل هذا. ثمّ شبِّه به الذي يأتي القومَ بِعلْم أو خَبَر فيرويه ، كأنَّه أتاهم برِيِّهم من ذلك.

ريب : الراء والياء والباء أُصَيلٌ يدلُّ على شكٍّ ، أو شكٍّ وخوف ، فالرَّيْب : الشّكّ. قال الله جلّ ثناؤه : ) الـم * ذلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ ( البقرة : 2 أي لا شَكّ. ثمّ قال الشاعر :


  • فقالوا تَرَكْنَا القومَ قد حَصَِرُوا بهِ فلا ريْبَ أن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ

  • فلا ريْبَ أن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ فلا ريْبَ أن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ

والرَّيب : ما رابَكَ مِن أمر. تقول : رابَنِي هذا الأمرُ ، إذا أدخَلَ عليك شَكّاً وخَوفاً. وأرابَ الرّجلُ : صارَ ذا رِيبة. وقد رابَنِي أمْرُه. ورَيْب الدّهر : صُروفه؛ والقياس واحد. قال :


  • أَمِنَ المَنُونِ وَرَيْبِهِ تَتَوَجَّعُ والدّهُر ليس بمُعْتِب مَن يجزعُ

  • والدّهُر ليس بمُعْتِب مَن يجزعُ والدّهُر ليس بمُعْتِب مَن يجزعُ

فأمّا قول القائل :


  • قَضَيْنا مِنْ تِهامةَ كُلَّ رَيْب ومَكّةَ ثم أَجْمَمْنا السُّيُوفا

  • ومَكّةَ ثم أَجْمَمْنا السُّيُوفا ومَكّةَ ثم أَجْمَمْنا السُّيُوفا

فيقال : إنّ الرَّيب الحاجة. وهذا ليس ببعيد؛ لأنَّ طالبَ الحاجة شاكٌّ ، على ما به من خوف الفَوْت.

ريث : الراء والياء والثاء أصلٌ واحد ، يدلُّ على البُطء ، وهو الرَّيثُ : خِلاف العَجَل. قال لبيد :


  • إنّ تَقْوَى ربِّنا خيرُ نَفَلْ وبإِذْنِ اللهِ رَيْثِي وعَجَلْ

  • وبإِذْنِ اللهِ رَيْثِي وعَجَلْ وبإِذْنِ اللهِ رَيْثِي وعَجَلْ

تقول منه راثَ يَرِيث. واستَرَثْتُ فلاناً استبطأتُه. وربّما قالوا : استَرْيَث ، وليس بالمستعمَل. ويقال : رجلٌ رَيِّثٌ؛ أَي بطيء.

ريح : الراء والياء والحاء. قد مضى مُعظَم الكلام فيها في الراء والواو والحاء؛ لأنَّ الأصل ذاك ، والأصل فيما نذكر آنفاً الواو أيضاً ، غير أنّا نكتب كلمات لِلَّفْظ. فالرِّيح معروفة ، وقد مرَّ اشتقاقها. والرَّيحان معروف. والرَّيْحان : الرِّزْق. وفي الحديث : « إِنَّ الولدَ مِنْ رَيْحان الله ». والرِّيح : الغَلَبة والقُوّة ، في قوله تعالى : ) فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ( الأنفال : 46. وقال الشّاعر :


  • أتَنْظُرَانِ قليلاً ريْثَ غفلَتِهمْ أم تعْدُوان فإنَّ الرِّيح لِلْعَادِي

  • أم تعْدُوان فإنَّ الرِّيح لِلْعَادِي أم تعْدُوان فإنَّ الرِّيح لِلْعَادِي

وأصل ذلك كلِّه الواو ، وقد مَضَى.

ريخ : الراء والياء والخاء كلمةٌ واحدةٌ فيها نظر. يقال : رَاخَ يَريخ ريْخاً ، إذا ذلَّ وانكسَر. والترييخ : وَهْيُ الشَّيء. وضربوا فلاناً حتّى ريَّخوه. وراخَ الرجلُ يَريخ رَيخاً ، إذا حَار. وراخَ البعيرُ ، إذا أَعْيا.

ريد : الراء والياء والدال كلمتان : الريد : أنْف الجبَل. والرِّيد : التُّرْب.

رير : الراء والياء والراء كلمةٌ واحدةٌ لا يقاس عليها ولا يفرّع منها. فالرِّير : المُخّ الفاسد ، وهو الرَّيْرُ والرَّار. وأرَارَ اللهُ مُخَّ هذه النّاقةِ؛ أَي تركه رِيراً.

وحدّثني عليُّ بن إبراهيمَ قال : سألتُ ثعلباً عن قول القائل :

أرَارَ الله مُخَّك في السُّلامَى

فقلت : أكذا هو ، أم : أراني الله مُخَّك في السُّلامى؟ وأيُّهما أجود وأحبُّ إليك؟ فقال : كلاهما واحد. ومعنى أرَارَ أرَقَّ. والسُّلامَى : عظام الرِّجْل.

ريس : الراء والياء والسين كلمتانِ متفاوتٌ ما بينَهما. فالرِّياس : قائم السَّيف .  قال :


  • إلى بَطَلَينِ يعثران كِلاهما يُدِير رياس السَّيفِ والسّيفُ نادرُ

  • يُدِير رياس السَّيفِ والسّيفُ نادرُ يُدِير رياس السَّيفِ والسّيفُ نادرُ

وقال آخر :

ومِرْفَق كرِيَاسِ السَّيْفِ إِذْ شَسَفَا 

والكلمة الأُخرى : الرَّيْسُ والرَّيَسَان : التَّبختُر. قال :

أتاهُمْ بينَ أرحُلِهمْ يَرِيسُ

ريش : الراء والياء والشين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حُسْن الحال ، وما يكتسب  الانسانُ من خَيْر. فالرِّيش : الخير. والرِّياش : المال. ورشْت فلاناً أَرِيشُه رَيشاً ، إذا قُمْتَ بمصلحةِ حالِه. وهو قوله :


  • فرِشْني بخير طالَمَا قد بَريْتَنِي وخَيْرُ المَوَالِي مَنْ يَرِيش ولا يَبْرِي

  • وخَيْرُ المَوَالِي مَنْ يَرِيش ولا يَبْرِي وخَيْرُ المَوَالِي مَنْ يَرِيش ولا يَبْرِي

كان بعضُهم يذهب إلى أنّ الرائش الذي في الحديث في « الرّاشِي والمرتَشِي والرّائش » ، أنّه الذي يسعى بين الرَّاشي والمرتَشِي. وإنّما سُمِّي رائشاً للذي ذكَرْناه. يقال : رِشْتُ فلاناً : أنلتُه خيراً. وهذا أصحُّ القولين بقوله :

فرِشْني بخير طالَمَا قد بريتَنِي

وقال آخر :


  • فرِيشِي منكمُ وهوايَ فيكمْ وإن كانت زيارتُكُمْ لِماما

  • وإن كانت زيارتُكُمْ لِماما وإن كانت زيارتُكُمْ لِماما

وقال أيضاً :


  • سأشكُرُ إن ردَدْتَ إليَّ رِيشي وأثْبَتَّ القوادمَ في جَناحِي

  • وأثْبَتَّ القوادمَ في جَناحِي وأثْبَتَّ القوادمَ في جَناحِي

ومن الباب رِيشُ الطائر : ويقال منه رِشْت السهم أَرِيشه رَيْشاً. وارتاش فلانٌ ، إذا حسُنَتْ حالُه. وذكَرُوا أنَّ الأرْيَشَ الكثيرُ شَعْر الأُذُنين خاصّةً.

فهذا أصل الباب. ثمّ اشتُقّ منه ، فقيل للرُّمح الخَوَّار : رَاشٌ. وإنّما سمّيَ بذلك لأنَّه شُبِّه في ضَعْفِه بالرِّيش. ومنه ناقةٌ راشةُ الظَّهر؛ أَي ضعيفة.

ريط : الراء والياء والطاء كلمةٌ واحدةٌ ، وهي الرَّيطة ، وهي كلُّ مُلاءة لم تَكُ لِفْقين؛ والجمع رَيْط ورِياط.

وحدّثني أبي عن أبي نصْر ابن أُخْت اللَّيث بن إدريس ، عن ابن السكِّيت قال : يقال لكلِّ ثوب رقيق ليِّن : رَيْطة.

ريع : الراء والياء والعين أصلان : أحدهما الارتفاع والعلُوّ ، والآخَر الرُّجوع.

فالأوّل الرِّيْع ، وهو الارتِفاع من الأرض. ويقال : بل الرِّيْع جمعٌ ، والواحدة رِيعَةٌ ، والجمع رِياعٌ. قال ذو الرُّمّة :

طراقُ الخوافِي مُشْرِفاً فوقَ رِيعة

ومن الباب الرَّيع : الطريق. قال الله تعالى : ) أَتَبْنُونَ بِكلِّ رِيع آيةً تَعْبَثُونَ ( الشعراء : 128. فقالوا : أراد الطريق. وقالوا : المرتفع من الأرض.

ومن الباب الرَّيْع ، وهو النَّماءُ والزيادةُ. ويقال : إنّ رَيْع الدُّروع : فضول أكمامها ، وأَراعَت الإبلُ : نَمَتْ وكثُر أولادُها ورَاعَت الحِنطةُ : زَكَت. ويقولون : إنّ ريع البِئر ما ارتفع من حَواليها. ورَيْعانُ كُلِّ شيء : أفضلُه وأوّلُه.

وأمّا الأصل الآخر فالرَّيع : الرُّجوع إلى الشَّيء. وفي الحديث : « أنّ رجلاً سأل الحسنَ عن القَيء للصائم ، فقال :هل راعَ مِنه شيءٌ » أراد : رجع. وقال :


  • طَمِعْتَ بليلَى أن تَريعَ وإنّما تُقطِّع أعناقَ الرِّجال المطامعُ

  • تُقطِّع أعناقَ الرِّجال المطامعُ تُقطِّع أعناقَ الرِّجال المطامعُ

ريف : الراء والياء والفاء كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على خِصْب. يقال : أرَافَتِ الأرضُ. وأرْيَفْنا ، إذا صِرْنا إلى الرِّيف. ويقال : أرضٌ ريِّفَةٌ ، من الرِّيف. ورافت الماشيةُ : رعت الرِّيف.

ريق : الراء والياء والقاف ، وقد يدخل فيه ما كان من ذوات الواو أيضاً ، وهو أصلٌ واحد يدلُّ على تردُّد شيء مائع ، كالماء وغيرِه ثمّ يشتقّ من ذلك. فالتريق : تردّد الماء على وجه الأرض. ويقال : راقَ السّرابُ فوقَ الأرض رَيقاً.

ومن الباب رِيق الإنسانِ وغيرِه. والاستعارة من هذه الكلمة ، يقولون : رَيِّقُ كلِّ شيء : أوّله وأفضلُه. وهذا ريِّق الشراب ، وريّق المطر : أوّله. ومنه قول طرفة :

وأَعْجَلَ ثَيِّبَهُ رَيِّقِي

وقد يخفّف ذلك فيقال : رَيْق. وينشد بيتُ البعيث كذا :


  • مدَحْنا لها رَيْقَ الشَّباب فعارضَتْ جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَمَا

  • جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَمَا جَناب الصِّبا في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَمَا

وحكى ابنُ دريد  : أكلت خبزاً رَيْقاً : بغير أُدْم وهو من الكلمة؛ أَي إنّه هو الذي خالط ريقي الأوّل. والماء الرائِق : أن يشرب على الرِّيق غداةً بلا ثُفْل. قال : ولا يقال ذلك إلاّ للماء. ومن الباب الرائق : الفارغ؛ وهو منه ، كأنّه على الرِّيق بَعْدُ. وحكى اللِّحيانيّ : هو يَرِيق بنفسه رُيوقاً؛ أَي يَجُود بها. وهذا من الكلمة الأُولى؛ لأنَّ نَفَسه عند ذلك يتردَّد في صدره.

ريم : الراء والياء والميم كلماتٌ متفاوتة الأُصول ، حتّى لا يكاد يجتمع منها ثِنتانِ واشتقاقٌ واحد. فالرَّيْم : الدَّرَج . يقال : اسْمُكْ في الرَّيْم؛ أَي اصْعَد الدَّرَج  : والرَّيْم : العظم الذي يَبقَى بعد قِسمة الجَزُور. والرَّيْم : القَبْر. والرَّيْم : السّاعة من النّهار. ويقال : رِيمَ بالرّجُل ، إذا قُطِع به. قال :

ورِيمَ بالسَّاقِي الذي كان مَعِي

قال ابن السكّيت : رَيَّمَ بالمكان : أقام به. ورَيَّمَتِ السّحابة وأغْضَنَت ، إذا دامت فلم تُقْلِع. ولا أَرِيمُ أفعل كذا؛ أَي لا أبْرَح. والرَّيْم : الزِّيادة؛ يقال : لي عليك رَيْمُ كذا؛ أَي زيادة.

رين : الراء والياء والنون أصلٌ يدلُّ على غِطاء وسَتْر. فالرَّيْن : الغِطاء على الشَّيء. وقد رِينَ عليه ، كأنّه غُشِي عليه. ومن هذا حديث عمر : « ألاَ إنّ الأُسَيفِعَ أُسَيْفِعَ جُهَيْنة ، رضِيَ مِن دِينه بأن يقال سَبَقَ الحاجّ ،  فادّانَ مُعْرِضاً  ، فأصبَحَ قد رِينَ به » يريد أنّه مات. وران النُّعاسُ يَرِين. ورانَت الخمْرُ عَلَى قلبه : غَلَبَتْ. ومن الباب : رانَتْ نفسي تَرِين؛ أَي غَثَتْ. ومنه أرَانَ القومُ فهم مُرِينُونَ ، إذا هَلَكت مواشِيهم. وهو من القياس؛ لأنَّ مواشيهم إذا هلكت فقد رِينَ بها.

ريه : الراء والياء والهاء كلمةٌ من باب الإبدال. يقال : تَرَيَّه السَّحابُ ، إذا تَرَيَّع. وإنّما الأصل بالواو. تروَّهَ. وقد مضى.