فی رحاب اهل البیت (ع)

عبدالامیر سلطانی

نسخه متنی -صفحه : 29/ 2
نمايش فراداده

جزئية حيّ على خير العمل في الأذان

مقدّمة :

اختلف المسلمون في إثبات وإسقاط «حيَّ على خير العمل» في الأذان مرتين، بعد قول: «حيّ على الفلاح».

ذهبت طائفة إلى أنّ فقرة: «حيّ على خير العمل» لا يصح ذكرها في الأذان، وهم جمهور أهل السنة. وعبّر بعضهم بلفظ: يكره، معلّلاً ذلك بأ نّه لم يثبت ذلك عن النبي(صلى الله عليه وآله)، والزيادة في الأذان مكروهة [1] .

وذهب أهل البيت(عليهم السلام) وشيعتهم إلى أن هذه الفقرة جزء من الأذان والإقامة، لا يصحّان بدونها، وهذا الحكم إجماعي [2] لا تجد فيه مخالفاً على الإطلاق... ويستدلون على ذلك بالإجماع، وبالروايات الكثيرة الواردة عن أهل البيت(عليهم السلام) في ذلك، كرواية علي، ومحمد بن الحنفية عن النبي(صلى الله عليه وآله)، ورواية أبي الربيع، وزرارة، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مهران عن الإمام أبي جعفر الباقر(عليه السلام)، ورواية «فقه الرضا» عن الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام).

ورواية ابن سنان، ومعلى بن خنيس، وأبي بكر الحضرمي، وكليب الأسدي عن الإمام أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) ورواية أبي بصير عن أحدهما [3] ، ورواية محمد بن أبي عمير عن أبي الحسن، ورواية عكرمة عن ابن عباس [4] .

ونحن إزاء هذا الاختلاف لا نجد مناصاً من الأخذ بمذهب أهل البيت(عليهم السلام) وشيعتهم، ولا نستند في ذلك فقط إلى الإجماع المذكور، بل إلى ما ورد عن أهل البيت الذين هم أحد الثقلين، الذين أذهب الله عنهم الرجس... مضافاً إلى العديد من الأدلة والشواهد الاُخرى التي نجدها عند أهل السنة أيضاً...

ولكن قبل الخوض في تفاصيل الموضوع وبيان الأدلة والشواهد في ذلك لابد من التعرض لمسألة تشريع الأذان عند الفريقين، وذلك لصلته بموضوع جزئية «حيّ على خير العمل» ومن خلاله تنكشف كثير من الحقائق المرتبطة بالموضوع.