نشأة المذاهب و سیر نظورها و تکاملها

ناصر الکرمی

نسخه متنی -صفحه : 42/ 12
نمايش فراداده

الليث بن سعد:

أبو الحارث الليث بن سعد بن عبدالرحمن المتولد عام 92 هج و المتوفى عام 175 هج بمصر و دُفن بالقرافة الصغرى و قبره أحد المزارت هناك و له مكانة علمية و مذهب يُعمل به و كان يُقرن بمالك بن أنس، يقول الشافعى: الليث افقه من مالك الا ان أصحابه لم يقوموا به، و كان ابن وهب يقرأ على الشافعى مسائل الليث فمرت به مسأله فقال رجلٌ: أحسن و اللَّه الليث كأنه يسمع مالكاً يجيب هو، فقال ابنُ وهبٍ للرجل: بل كان مالك يسمع الليث يُجيب فيجيب هو، و اللَّه الذى لا إله إلّا هو ما رأينا افقه من الليث. و كان أهل مصر ينتقصون عثمان بن عفان فنشأ فيهم الليث فحدّثهم بفضائل عثمان فكفوا و لم يسعده الحظ بانصارٍ ينتشرون مذهبه فيكتب له الخلود و قد انقرض لمدة قليلة بعد وفاته، و يُعزى عدم استشهار مذهبه و انتشاره من عدم امتزاجه سلطان عصره و موافقته له، فقد طلبه المنصور للقضاء فأبى و قال انى اضعف عن ذلك و لم يكن من اصحابه من يتولاه فان القضاء عامل قوى لخلود المذاهب و بقائها.

و قال فى النجوم الزاهرة: كان الليث كبير الديار المصرية و رئيسها و أمير من بها فى عصره، بحيث ان القاضى و النائب من تحت إمرته و مشورته، و كان الشافعى يتأسف على فوات لقياه، و قد كتب بعض من غاظه ذلك الى المنصور: أميرالمؤمنين بلاف مصراً فان اميرها ليث بن سعد