کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص)

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

جلد 2 -صفحه : 45/ 36
نمايش فراداده

أقول: قال صاحب «مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه وآله» و قد نظم هذا الحديث الشريف بنصّه السيّد السند الحجّة السيّد محمّد القزويني قدس سره... و زاد هذه الأبيات:

  • ولم يرعها كلّما قد فعلوا فأنبعثت تصيح بين الناس ولو يشاء فرّق الجموعا بصولة ترى الجنين أشيبا و ضربة يبري لها أعناقها لكنّه أمر من المختار أن يغمدن سيف ذي الفقار

  • لكنّها قد خرجت تولول خلّوه أو لأكشفنّ رأسي و ترك العاصي له مطيعا تذكّر المنافقين «مرحبا» من قبلها «عمرو بن ود» ذاقها أن يغمدن سيف ذي الفقار أن يغمدن سيف ذي الفقار

[كتاب مسند فاطمة عليهاالسلام: 83- 85.

2:1279- ولاُعجوبة الزمان حجّة الإسلام السيّد عدنان آل السيّد شبّر البحراني نوّر اللَّه ضريحه في هذا الحديث:

  • دع عنك حزوى و ذكرى شعب سعدان والثم ثرى بقعة أرست برفعتها و اجعل شعارك للَّه الخشوع بها القاهر القادر الفرد العليّ و من الأوّل الآخر العلّام من نطقت الباطن الظاهر الحبر الّذي شهدت أصل الوجود و عين الواحد الأحد من يوشع الطهر موسى عند مفخره أخو الرسول أبوالسبطين حيدرة اُولئك الغر أصحاب الكساء و من يا طالباً «للكسا» شرحاً تبيّنه روى الثقات الكرام الصادقون لنا بنت الرسول البتول الطهر «فاطمة» إنّ النبيّ أتى يوماً لمنزلها قالت: فقلت له: إنّي اُعيذك با فقال: قومي و غطّيني بنيّة با قالت: فغطّيته مذ قال لي، وإذا فما مضت ساعة إلّا وقد قدم و قال: إنّي أشمّ اليوم رائحة فقلت: ها هو ذا تحت الكساء أيا فجاءه ثمّ حيّاه و قال: ألا فقال: ادخل و كن تحت الكساء معي فما مضت ساعة من بعد ذا و إذا فقال لي بعد أن حيّا تحيّته يا اُمّ! إنّي أشمّ اليوم رائحة كأنّها يا ابنة المختار رائحة فقلت: ها هو ذا والمجتبى ولدي فجاءه ثمّ حيّاه و قال له: قال: ادخل و كن تحت الكساء معي قالت: و جاء أميرالمؤمنين إلى يا بنت أكرم مبعوث لاُمّته إنّي أشمّ لديك اليوم رائحة فقلت: ها هو ذا تحت الكساء مع فجاء نحو الكسا مستبشراً جذلاً و قال: هل يأذن الهادي الأمين بأن فقال: ادخل أخي فيه و كن معنا وجئت إذ دخلوا فيه مسلّمة و قلت: هل يأذن البرّ العطوف أبي فقال لي مؤذّناً: تَمّ السرور بك قالت: فلمّا اجتمعنا فيه خمستنا أيا ملائكتي والساكنين من و عزّتي و جلالي ما خلقت سماً إلّا لحبّ الكرام الخمس مَن جُمعوا فقال جبريل: من تحت الكساء أيا فقال: هم أهل بيت للنبوّة بل هم فاطم الزهراء ووالدها فقال: فاهبط و بلّغ للنبيّ أخ قالت: فجاء وحيّاه و قال: ألا يقريك منه تحياةً معظمة و أنّه ما دحى أرضاً و لا خلق ولا جرى أبداً بحر و سار به كلّا ولا دار في السبع العلى فلك وقد رضى يا أخي! إنّي أكون لكم فقال: ادخل فإنّي قد رضيت بما قالت: فقال «علي» للنبي: ألا ما في الجلوس لنا تحت الكساء من فقال: إعلم و من بالخلق أرسلني ما محفل جمع الأشياع واذكروا إلّا وقد أنزل الرحمان رحمته وحفّ فيهم إلى حين افتراقهم واستغفرت لهم عن كلّ ما اكتسبت فقال: واللَّه، قد فزنا و فاز بنا و قال: ما اجتمعت أشياعنا وتلت و فيهم كان مهموم لنائبة إلّا و فرّج عنهم الهمّ، وانكشفت فقال «حيدرة»: فزنا و خالقنا و فاز شيعتنا طرّاً وقد سعدوا يا منكراً فضل أصحاب الكسا سفهاً سل اُمّك اللخناء، إن صدقت إنّا عذرناك تصديقاً لسيّدنا إنّا لقوم كرام ليس يبغضنا و حرمة البيت و الهادي و عترته لو أجمع الناس طرّاً في محبّتهم لما طغا أحد أو عال سهمان

  • و استوقف العيس في أكناف عدنان دعائم فوق عيّوق و كيوان ولذ بقبر إمام الإنس والجان قد أظهر اللَّه فيه خير أديان به الزبور و توراة ابن عمران بما أقول به آيات قرآن الربّ الودود و مردي كلّ شيطان من آصف الملك المولى سليمان زوج البتول و منجي المذنب الجاني قد باهل اللَّه فيه «أهل نجران» اسمع مقالي و ما أروي بتبيان رواية وردت عن خير نسوان ذات الفخار و ذات الفخر و الشان يشكولها الضعف شكوى المذنف العاني للَّه المهيمن من ضعف و أهوان لكسا اليماني إنّ الضعف أضناني ذاك المحيّا و نور البدر سيّان السبط الزكي إلى داري و حيّاني المختار جدّي بلا زور و بهتان سرور قلبي و يا روحي و ريحاني هل يأذن الجدّ أن أغدو له ثاني يا نور عيني و يا نفسي و جثماني بالسبط نجلي غريب الطفّ وافاني مستبشراً جذلاً قولاً بإعلان لديك طيّبة أودت بأشجاني الجدّ العطوف و نسل الطهر عدنان أخوك تحت الكسا السامي ضجيعان هل يدخل اليوم أيضاً سبطك الثاني يا سلوة البضعة الزهراء و سلواني بيتي سريعاً و حيّاني و ناداني و أشرف الخلق من إنس و من جان الهادي أبيك ابن عمّي خير خلّان السبطين ابنيك يا حصني وأحصاني مسلّماً غير كسلان ولاوان أكون تحت الكسا إن كان يهواني يا خير هاد و مطعام و مطعان على النبي بإرفاق و إحسان بأن أكون مع السبطين سلواني وفيه ما أتمنّى، اللَّه أعطاني نادى الإله بإظهار و إعلان الغرّ الكرام سماواتي و أكواني مبنيّة لا ولا أرضاً و سكّان تحت الكساء بهذا الوقت والآن ربّ العباد و مولى كلّ سلطان؟ هم معدن لرسالاتي و خزّاني و بعلها و بنوها آل عدنان القدر العليّ تحيّاتي و رضواني إنّ «العلي» الجليل القدر والشان مشفوعة بكرامات و إيمان السبع الطباق بتشييد و بنيان فلك ولا ضاء في الآفاق بدران إلّا لأجلكم من غير بهتان تحت الكسا سادساً، هل أنت ترضاني؟ يرضى الإله به يا خير إخواني يا أشرف الخلق من إنس و من جان الفضل المعدّ لدى ربّي و رحماني ثمّ اصطفاني و نباني و ناجاني هذا الحديث به يا خير إنسان عليهم و جزاهم خير إحسان غرّ الملائك من قاصٍ ومن دان أيديهم و انثنوا عنهم بغفران أشياعنا والعدى باتت بخسران هذا الحديث بتصديق و إيمان أو فيهم كان مغموم بأحزان تلك الهموم وأضحى غير ولهان يوم القيام و في الدنيا برضوان كما سعدنا بحور ثمّ ولدان و راغباً عنهم من غير رهبان كم أشركت فيك من رجس و شيطان الهادي النبي و قد نادى بإعلان إلّا ابن زانية فدعاء أو زاني و تلك غايات أقسامي و إيماني لما طغا أحد أو عال سهمان لما طغا أحد أو عال سهمان

[مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام: 86- 88.]

إنّ الكبائر السبع نزلت فيهم و منهم استحلّت

2:1280- القطّان، عن ابن زكريّا؛ القطّان، عن ابن حبيب، عن محمّد بن عبداللَّه، عن عليّ بن حسّان، عن عبدالرحمان بن كثير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

إنّ الكبائر سبع، فينا نزلت، و منّا استحلّت: فأوّلها الشرك باللَّه العظيم، و قتل النفس الّتي حرّم اللَّه، و أكل مال اليتيم، و حقوق الوالدين، و قذف المحصنة، و الفرار من الزحف، وإنكار حقّنا.

فأمّا الشرك باللَّه، فقد أنزل اللَّه فينا ما أنزل، و قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فينا ما قال، فكذّبوا اللَّه، و كذّبوا رسوله، فأشركوا باللَّه عزّ وجلّ.

و أمّا قتل النفس الّتي حرّم اللَّه؛ فقد قتلوا الحسين بن علي عليهماالسلام و أصحابه.

و أمّا أكل مال اليتيم، فقد ذهبوا بفيئنا الّذي جعله اللَّه لنا، فأعطوه غيرنا.

و أمّا عقوق الوالدين؛ فقد أنزل اللَّه عزّ وجلّ في كتابه: (النَبِيُ أَوْلى بِالمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ اُمَّهاتُهُمْ)

[الأحزاب: 6.]]، فعقّوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في ذريّته، و عقوّا اُمّهم خديجة عليهاالسلام في ذريّتها.

و أمّا قذف المحصنة

[ولعلّ المراد بالقذف معنى آخر غير ما هو المتعارف.]؛ فقد قذفوا فاطمة عليهاالسلام على منابرهم.

و أمّا الفرار من الزحف، فقد أعطوا أميرالمؤمنين عليه السلام بيعتهم طائعين غير

مكرهين، ففرّوا عنه و خذلوه.

و أمّا إنكار حقّنا؛ فهذا ما لا يتنازعون فيه

[البحار: 210:27 ح 14، و 5:76 و 6 عن الخصال و العلل: 79:2 و 160 بالإسناد عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن حسان.]

3:1281- معاذ بن كثير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

يا معاذ! الكبائر سبع، فينا أنزلت، و منّا استحقّت، و أكبر الكبائر: الشرك باللَّه، و قتل النفسّ الّتي حرّم اللَّه، و عقوق الوالدين، و قذف المحصنات، و أكل مال اليتيم، و الفرار من الزحف، و إنكار حقّنا أهل البيت.

فأمّا الشرك؛ باللَّه فإنّ اللَّه قال فينا ما قال، و قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ما قال، فكذّبوا اللَّه، و كذّبوا رسوله.

و أمّا قتل النفس الّتي حرّم اللَّه؛ فقد قتلوا الحسين بن عليّ عليهماالسلام و أصحابه.

و أمّا عقوق الوالدين؛ فإنّ اللَّه قال في كتابه: (النَبِيُّ أَوْلى بِالمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)

[الأحزاب: 6.] و هو أب لكريمتهم

[في المصدر: هو أب لهم (هامش البحار).]، فقد عقّوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في دينه و أهل بيته.

أمّا قذف المحصنات؛ فقد قذفوا فاطمة عليهاالسلام على منابرهم.

و أمّا أكل مال اليتيم؛ فقد ذهبوا بفيئنا في كتاب اللَّه عزّ وجلّ.

و أمّا الفرار من الزحف، فقد أعطوا أميرالمؤمنين عليه السلام بيعتهم غير كارهين، ثمّ فرّوا عنه و خذلوه.

و أمّا إنكار حقّنا؛ فهذا ممّا لا يتعاجمون فيه.

و في خبر آخر: و التعرّب من الهجرة.

[البحار: 14:79 ح 19، عن تفسير العيّاشي.]

4:1282- عن أبي عبداللَّه عليه السلام، في رواية اُخرى عنه: و إنكار ما أنزل اللَّه، أنكروا حقّنا، و جحدونا، و هذا لا يتعاجم فيه أحداً.

[البحار: 15:79 ذيل ح 20 عن تفسير العيّاشي.]

إنّ فاطمة هي دين القيّمة

1:1283- روى محمّد بن خالد البرقيّ مرفوعاً، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ وجل: (لَمْ يَكُنِ الَّذينَ كَفَروا مِنْ أَهْلِ الكِتابِ).

قال: هم مكذّبوا الشيعة، لأنّ الكتاب هو الآيات، و أهل الكتاب الشيعة.

و قوله: (وَالمُشْرِكينَ مُنْفَكّينَ) يعني المرجئة.

(حَتّى تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَةُ)، قال: يتّضح لهم الحقّ.

و قوله: (رَسولٌ مِنَ اللَّهِ) يعني محمّداً صلى الله عليه و آله، (يَتْلوا صُحُفاً مُطَهَّرةً) يعني يدلّ على اُولى الأمر من بعده، و هم الأئمّة عليهم السلام، وهم الصحف المطهّرة.

و قوله: (فيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) أي: عندهم الحقّ المبين.

و قوله: (وَما تَفَرَّقَ الَّذينَ اُوتوا الكِتابَ) يعني مكذّبوا الشيعة.

و قوله: (إِلّا مِنْ بَعْدِ ما جائَتْهُمُ البَيِّنَةُ) أي: بعد ما جاءهم الحقّ (وَما اُمِروا) هؤلاء الأصناف (إِلّا لِيَعْبُدوا اللَّهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدّينَ)، و الإخلاص: الإيمان باللَّه و برسوله صلى الله عليه و آله و الأئمّة عليهم السلام.

و قوله: (وَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتوا الزَكاةَ)، فالصلاة و الزّكاة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

(وَ ذلِكَ دينُ القَيِّمَةِ)، قال: هي فاطمة عليهاالسلام.

و قوله: (إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَ عَمِلوا الصالِحاتِ)،

قال: الّذين آمنوا باللَّه و برسوله و باُولي الأمر، و أطاعوهم بما أمروهم به، فذلك هو الإيمان، والعمل الصالح.

و قوله: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضوا عَنْهُ).

قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: اللَّه راض عن المؤمنين في الدنيا و الآخرة، و المؤمن و إن كان راضياً عن اللَّه فإنّ في قلبه ما فيه لما يرى في هذه الدنيا من التمحيص، فإذا عاين الثواب يوم القيامة رضي عن اللَّه الحقّ، حقّ الرّضا، و هو قوله: (وَ رَضوا عَنْهُ).

و قوله: (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)

[البيّنة: 1- 8.] أي أطاع ربّه.

[البحار: 23: 369 ح 43، عن تأويل الآيات.]

إنّ اللَّه اصطفى فاطمة و طهّرها...

1:1284- من كلام موسى بن جعفر عليه السلام مع الرّشيد، في خبر طويل... إلى أن قال:

و قال: ما لكم لا تنسبون إلى عليّ عليه السلام و هو أبوكم، و تنسبون إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو جدّكم؟

فقال موسى عليه السلام: إنّ اللَّه نسب المسيح بن مريم إلى خليله إبراهيم عليه السلام باُمّه مريم البكر البتول الّتي لم يمسّها بشر في قوله تعالى: (وَ مِنْ ذُرِّيَتِهِ داود وَ سُلَيْمانَ وَ أَيّوبَ وَ يوسُف وَ موسى وَ هارون وَ كَذلِكَ نَجْزي المُحْسِنينَ- وَ زَكريّا وَ يَحْيى وَ عيسى وَ إِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصالِحينَ).

[الأنعام: 84 و 85.]

فنسبه باُمّه، وحدها إلى خليله إبراهيم عليه السلام، كما نسب داود و سليمان و أيّوب و يوسف و موسى و هارون بآبَائهم و اُمّهاتهم فضيلة لعيسى، و منزلة رفيعة باُمّه، وحدها، و ذلك قوله تعالى في قصّة مريم: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ على نِساءِ العالَمينَ)

[آل عمران: 42.] بالمسيح من غير بشر.

و كذلك اصطفى ربّنا فاطمة عليهاالسلام و طهّرها و فضّلها على نساء العالمين بالحسن والحسين عليهماالسلام سيّدي شباب أهل الجنّة.

[البحار: 241:10 و 242 ح 2، عن تحف العقول.]

إنّ نهر الكوثر هو لفاطمة

1:1285- عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللَّه بن حمّاد، عن حمران بن أعين، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:

إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صلّى الغداة، ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام، فقال: يا عليّ! ما هذا النور الّذي أراه قد غشيك؟

قال: يا رسول اللَّه! أصابتني جنابة في هذه الليلة فأخذت بطن الوادي، ولم أصب الماء، فلمّا ولّيت ناداني مناد: يا أميرالمؤمنين!

فالتفتّ فإذا خلفي إبريق مملوء من ماء، فاغتسلت.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ! أمّا المنادي، فجبرئيل، والماء من نهر يقال له: الكوثر، عليه اثنا عشر ألف شجرة، كلّ شجرة لها ثلاث مائة و ستّون غصناً، فإذا أراد أهل الجنّة الطرب هبّت ريح، فما من شجرة ولا غصن إلّا و هو أحلى صوتاً من الآخر.

و لولا أنّ اللَّه تعالى كتب على أهل الجنّة أن لا يموتوا لماتوا فرحاً من شدّة حلاوة تلك الأصوات، و هذا النهر في جنّة عدن، و هو لي، ولك، و لفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام، وليس لأحد فيه شي ء.

[البحار: 26:8 ح 27.]

إيثار فاطمة

1:1286- روي عن جابر بن عبداللَّه قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أقام أيّاماً ولم يطعم طعاماً حتّى شقّ ذلك عليه، فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عند إحداهنّ شيئاً.

فأتى فاطمة عليهاالسلام فقال: يا بنيّة! هل عندك شي ء آكله، فإنّي جائع؟

قالت: لا، والله؛ بنفسي و أخي.

[كذا في البحار، لعلّ كان: وأخيك.]

فلما خرج عنها بعثت جارية لها رغيفين، و بضعة لحم، فأخذته و وضعته تحت جفنه، و غطت عليها، و قالت: والله؛ لاوثرن بها رسول الله صلى الله عليه و آله على نفسي و غيري، و كانوا محتاجين إلى شبعة طعام.

فبعثت حسنا عليه السلام- أو حسينا عليه السلام- إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، فرجع إليها فقالت: قد أتانا الله بشي ء فخبأته لك.

فقال: هلمي علي يا بنية!

فكشفت الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما، فلما نظرت إليه بهتت، و عرفت أنه من عندالله، فحمدت الله، وصلت على نبيه أبيها، و قدمته إليه.

فلما رآه حمد الله، و قال: من أين لك هذا؟

قالت: هو من عندالله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.

فبعث رسول الله صلى الله عليه و آله إلى علي عليه السلام فدعاه، وأحضره، وأكل رسول الله صلى الله عليه و آله و علي و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام و جميع أزواج النبي صلى الله عليه و آله حتى شبعوا.

قالت فاطمة عليهاالسلام: و بقيت الجفنة كما هي، فأوسعت منها على جميع جيراني جعل الله فيها بركة و خيرا كثيرا.

[البحار: 27:43 ح 30، عن الخرائج.]

2:1287- محمد بن العباس، عن سهل بن محمد العطار، عن أحمد بن عمرو الدهقان، عن محمد بن كثير، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:

إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله، فشكا إليه الجوع، فبعث رسول الله صلى الله عليه و آله إلى بيوت أزواجه، فقلن: ما عندنا إلا الماء.

فقال صلى الله عليه و آله: من لهذا الرجل الليلة؟

فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: أنا يا رسول اللَّه!

فأتى فاطمة عليهاالسلام فأعلمها فقالت: ماعندنا إلّا قوت الصبيّة، ولكنّا نؤثر به ضيفنا

فقال عليه السلام: نوّمي الصبيّة، واطفئي السراج، فلمّا أصبح غدا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فنزل قوله تعالى: (وَيُؤْثِرونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ)

[الحشر: 9.] الآية.

[البحار: 59:36 ح 1، عن تأويل الآيات.]

3:1288- روي أيضاً عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن كليب بن معاوية، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قوله تعالى: (وَ يُؤْثِرونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ).

قال: بينما عليّ عليه السلام عند فاطمة عليهاالسلام إذ قالت له: يا عليّ! إذهب إلى أبي فابغنا منه شيئاً.

فقال: نعم، فأتى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فأعطاء ديناراً، و قال له: يا عليّ! إذهب فابتع به لأهلك طعاماً.

فخرج من عنده فلقيه المقداد بن الأسود، فقاما ماشاء اللَّه أن يقوما، و ذكر له