أقول: قال صاحب «مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام بهجة قلب المصطفى صلى الله عليه وآله» و قد نظم هذا الحديث الشريف بنصّه السيّد السند الحجّة السيّد محمّد القزويني قدس سره... و زاد هذه الأبيات:
[كتاب مسند فاطمة عليهاالسلام: 83- 85.
2:1279- ولاُعجوبة الزمان حجّة الإسلام السيّد عدنان آل السيّد شبّر البحراني نوّر اللَّه ضريحه في هذا الحديث:
[مسند فاطمة الزهراء عليهاالسلام: 86- 88.]
2:1280- القطّان، عن ابن زكريّا؛ القطّان، عن ابن حبيب، عن محمّد بن عبداللَّه، عن عليّ بن حسّان، عن عبدالرحمان بن كثير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:
إنّ الكبائر سبع، فينا نزلت، و منّا استحلّت: فأوّلها الشرك باللَّه العظيم، و قتل النفس الّتي حرّم اللَّه، و أكل مال اليتيم، و حقوق الوالدين، و قذف المحصنة، و الفرار من الزحف، وإنكار حقّنا.
فأمّا الشرك باللَّه، فقد أنزل اللَّه فينا ما أنزل، و قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فينا ما قال، فكذّبوا اللَّه، و كذّبوا رسوله، فأشركوا باللَّه عزّ وجلّ.
و أمّا قتل النفس الّتي حرّم اللَّه؛ فقد قتلوا الحسين بن علي عليهماالسلام و أصحابه.
و أمّا أكل مال اليتيم، فقد ذهبوا بفيئنا الّذي جعله اللَّه لنا، فأعطوه غيرنا.
و أمّا عقوق الوالدين؛ فقد أنزل اللَّه عزّ وجلّ في كتابه: (النَبِيُ أَوْلى بِالمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ اُمَّهاتُهُمْ)
[الأحزاب: 6.]]، فعقّوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في ذريّته، و عقوّا اُمّهم خديجة عليهاالسلام في ذريّتها.
و أمّا قذف المحصنة
[ولعلّ المراد بالقذف معنى آخر غير ما هو المتعارف.]؛ فقد قذفوا فاطمة عليهاالسلام على منابرهم.
و أمّا الفرار من الزحف، فقد أعطوا أميرالمؤمنين عليه السلام بيعتهم طائعين غير
مكرهين، ففرّوا عنه و خذلوه.
و أمّا إنكار حقّنا؛ فهذا ما لا يتنازعون فيه
[البحار: 210:27 ح 14، و 5:76 و 6 عن الخصال و العلل: 79:2 و 160 بالإسناد عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن حسان.]
3:1281- معاذ بن كثير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:
يا معاذ! الكبائر سبع، فينا أنزلت، و منّا استحقّت، و أكبر الكبائر: الشرك باللَّه، و قتل النفسّ الّتي حرّم اللَّه، و عقوق الوالدين، و قذف المحصنات، و أكل مال اليتيم، و الفرار من الزحف، و إنكار حقّنا أهل البيت.
فأمّا الشرك؛ باللَّه فإنّ اللَّه قال فينا ما قال، و قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ما قال، فكذّبوا اللَّه، و كذّبوا رسوله.
و أمّا قتل النفس الّتي حرّم اللَّه؛ فقد قتلوا الحسين بن عليّ عليهماالسلام و أصحابه.
و أمّا عقوق الوالدين؛ فإنّ اللَّه قال في كتابه: (النَبِيُّ أَوْلى بِالمُؤْمِنينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)
[الأحزاب: 6.] و هو أب لكريمتهم
[في المصدر: هو أب لهم (هامش البحار).]، فقد عقّوا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في دينه و أهل بيته.
أمّا قذف المحصنات؛ فقد قذفوا فاطمة عليهاالسلام على منابرهم.
و أمّا أكل مال اليتيم؛ فقد ذهبوا بفيئنا في كتاب اللَّه عزّ وجلّ.
و أمّا الفرار من الزحف، فقد أعطوا أميرالمؤمنين عليه السلام بيعتهم غير كارهين، ثمّ فرّوا عنه و خذلوه.
و أمّا إنكار حقّنا؛ فهذا ممّا لا يتعاجمون فيه.
و في خبر آخر: و التعرّب من الهجرة.
[البحار: 14:79 ح 19، عن تفسير العيّاشي.]
4:1282- عن أبي عبداللَّه عليه السلام، في رواية اُخرى عنه: و إنكار ما أنزل اللَّه، أنكروا حقّنا، و جحدونا، و هذا لا يتعاجم فيه أحداً.
[البحار: 15:79 ذيل ح 20 عن تفسير العيّاشي.]
1:1283- روى محمّد بن خالد البرقيّ مرفوعاً، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ وجل: (لَمْ يَكُنِ الَّذينَ كَفَروا مِنْ أَهْلِ الكِتابِ).
قال: هم مكذّبوا الشيعة، لأنّ الكتاب هو الآيات، و أهل الكتاب الشيعة.
و قوله: (وَالمُشْرِكينَ مُنْفَكّينَ) يعني المرجئة.
(حَتّى تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَةُ)، قال: يتّضح لهم الحقّ.
و قوله: (رَسولٌ مِنَ اللَّهِ) يعني محمّداً صلى الله عليه و آله، (يَتْلوا صُحُفاً مُطَهَّرةً) يعني يدلّ على اُولى الأمر من بعده، و هم الأئمّة عليهم السلام، وهم الصحف المطهّرة.
و قوله: (فيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) أي: عندهم الحقّ المبين.
و قوله: (وَما تَفَرَّقَ الَّذينَ اُوتوا الكِتابَ) يعني مكذّبوا الشيعة.
و قوله: (إِلّا مِنْ بَعْدِ ما جائَتْهُمُ البَيِّنَةُ) أي: بعد ما جاءهم الحقّ (وَما اُمِروا) هؤلاء الأصناف (إِلّا لِيَعْبُدوا اللَّهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدّينَ)، و الإخلاص: الإيمان باللَّه و برسوله صلى الله عليه و آله و الأئمّة عليهم السلام.
و قوله: (وَ يُقيمونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتوا الزَكاةَ)، فالصلاة و الزّكاة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
(وَ ذلِكَ دينُ القَيِّمَةِ)، قال: هي فاطمة عليهاالسلام.
و قوله: (إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَ عَمِلوا الصالِحاتِ)،
قال: الّذين آمنوا باللَّه و برسوله و باُولي الأمر، و أطاعوهم بما أمروهم به، فذلك هو الإيمان، والعمل الصالح.
و قوله: (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضوا عَنْهُ).
قال: قال أبو عبداللَّه عليه السلام: اللَّه راض عن المؤمنين في الدنيا و الآخرة، و المؤمن و إن كان راضياً عن اللَّه فإنّ في قلبه ما فيه لما يرى في هذه الدنيا من التمحيص، فإذا عاين الثواب يوم القيامة رضي عن اللَّه الحقّ، حقّ الرّضا، و هو قوله: (وَ رَضوا عَنْهُ).
و قوله: (ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)
[البيّنة: 1- 8.] أي أطاع ربّه.
[البحار: 23: 369 ح 43، عن تأويل الآيات.]
1:1284- من كلام موسى بن جعفر عليه السلام مع الرّشيد، في خبر طويل... إلى أن قال:
و قال: ما لكم لا تنسبون إلى عليّ عليه السلام و هو أبوكم، و تنسبون إلى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و هو جدّكم؟
فقال موسى عليه السلام: إنّ اللَّه نسب المسيح بن مريم إلى خليله إبراهيم عليه السلام باُمّه مريم البكر البتول الّتي لم يمسّها بشر في قوله تعالى: (وَ مِنْ ذُرِّيَتِهِ داود وَ سُلَيْمانَ وَ أَيّوبَ وَ يوسُف وَ موسى وَ هارون وَ كَذلِكَ نَجْزي المُحْسِنينَ- وَ زَكريّا وَ يَحْيى وَ عيسى وَ إِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصالِحينَ).
[الأنعام: 84 و 85.]
فنسبه باُمّه، وحدها إلى خليله إبراهيم عليه السلام، كما نسب داود و سليمان و أيّوب و يوسف و موسى و هارون بآبَائهم و اُمّهاتهم فضيلة لعيسى، و منزلة رفيعة باُمّه، وحدها، و ذلك قوله تعالى في قصّة مريم: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ على نِساءِ العالَمينَ)
[آل عمران: 42.] بالمسيح من غير بشر.
و كذلك اصطفى ربّنا فاطمة عليهاالسلام و طهّرها و فضّلها على نساء العالمين بالحسن والحسين عليهماالسلام سيّدي شباب أهل الجنّة.
[البحار: 241:10 و 242 ح 2، عن تحف العقول.]
1:1285- عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبداللَّه بن حمّاد، عن حمران بن أعين، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:
إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله صلّى الغداة، ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام، فقال: يا عليّ! ما هذا النور الّذي أراه قد غشيك؟
قال: يا رسول اللَّه! أصابتني جنابة في هذه الليلة فأخذت بطن الوادي، ولم أصب الماء، فلمّا ولّيت ناداني مناد: يا أميرالمؤمنين!
فالتفتّ فإذا خلفي إبريق مملوء من ماء، فاغتسلت.
فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: يا عليّ! أمّا المنادي، فجبرئيل، والماء من نهر يقال له: الكوثر، عليه اثنا عشر ألف شجرة، كلّ شجرة لها ثلاث مائة و ستّون غصناً، فإذا أراد أهل الجنّة الطرب هبّت ريح، فما من شجرة ولا غصن إلّا و هو أحلى صوتاً من الآخر.
و لولا أنّ اللَّه تعالى كتب على أهل الجنّة أن لا يموتوا لماتوا فرحاً من شدّة حلاوة تلك الأصوات، و هذا النهر في جنّة عدن، و هو لي، ولك، و لفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام، وليس لأحد فيه شي ء.
[البحار: 26:8 ح 27.]
1:1286- روي عن جابر بن عبداللَّه قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أقام أيّاماً ولم يطعم طعاماً حتّى شقّ ذلك عليه، فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عند إحداهنّ شيئاً.
فأتى فاطمة عليهاالسلام فقال: يا بنيّة! هل عندك شي ء آكله، فإنّي جائع؟
قالت: لا، والله؛ بنفسي و أخي.
[كذا في البحار، لعلّ كان: وأخيك.]
فلما خرج عنها بعثت جارية لها رغيفين، و بضعة لحم، فأخذته و وضعته تحت جفنه، و غطت عليها، و قالت: والله؛ لاوثرن بها رسول الله صلى الله عليه و آله على نفسي و غيري، و كانوا محتاجين إلى شبعة طعام.
فبعثت حسنا عليه السلام- أو حسينا عليه السلام- إلى رسول الله صلى الله عليه و آله، فرجع إليها فقالت: قد أتانا الله بشي ء فخبأته لك.
فقال: هلمي علي يا بنية!
فكشفت الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما، فلما نظرت إليه بهتت، و عرفت أنه من عندالله، فحمدت الله، وصلت على نبيه أبيها، و قدمته إليه.
فلما رآه حمد الله، و قال: من أين لك هذا؟
قالت: هو من عندالله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فبعث رسول الله صلى الله عليه و آله إلى علي عليه السلام فدعاه، وأحضره، وأكل رسول الله صلى الله عليه و آله و علي و فاطمة والحسن والحسين عليهم السلام و جميع أزواج النبي صلى الله عليه و آله حتى شبعوا.
قالت فاطمة عليهاالسلام: و بقيت الجفنة كما هي، فأوسعت منها على جميع جيراني جعل الله فيها بركة و خيرا كثيرا.
[البحار: 27:43 ح 30، عن الخرائج.]
2:1287- محمد بن العباس، عن سهل بن محمد العطار، عن أحمد بن عمرو الدهقان، عن محمد بن كثير، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله، فشكا إليه الجوع، فبعث رسول الله صلى الله عليه و آله إلى بيوت أزواجه، فقلن: ما عندنا إلا الماء.
فقال صلى الله عليه و آله: من لهذا الرجل الليلة؟
فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: أنا يا رسول اللَّه!
فأتى فاطمة عليهاالسلام فأعلمها فقالت: ماعندنا إلّا قوت الصبيّة، ولكنّا نؤثر به ضيفنا
فقال عليه السلام: نوّمي الصبيّة، واطفئي السراج، فلمّا أصبح غدا على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فنزل قوله تعالى: (وَيُؤْثِرونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ)
[الحشر: 9.] الآية.
[البحار: 59:36 ح 1، عن تأويل الآيات.]
3:1288- روي أيضاً عن أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن كليب بن معاوية، عن أبي عبداللَّه عليه السلام في قوله تعالى: (وَ يُؤْثِرونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ).
قال: بينما عليّ عليه السلام عند فاطمة عليهاالسلام إذ قالت له: يا عليّ! إذهب إلى أبي فابغنا منه شيئاً.
فقال: نعم، فأتى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، فأعطاء ديناراً، و قال له: يا عليّ! إذهب فابتع به لأهلك طعاماً.
فخرج من عنده فلقيه المقداد بن الأسود، فقاما ماشاء اللَّه أن يقوما، و ذكر له