فكسر الرمّانة، فأطعم الشيخ، فعوفي في الساعة؛
و عوفيت فاطمة عليهاالسلام، و جاء عليّ عليه السلام و هو مستحي.
فلمّا رأته فاطمة عليهاالسلام قامت إليه و ضمّته إلى صدرها، فقالت: أمّا إنّك مغموم، فوعزّة اللَّه و جلاله؛ إنّك لمّا أطعمت ذلك الشيخ الرمّانة زال عن قلبي اشتهاء الرمّان.
ففرح عليّ عليه السلام بكلامها، فأتى رجل، فقرع الباب، فقال عليّ عليه السلام: من أنت؟
فقال: أنا سلمان الفارسي، افتح الباب.
فقام عليّ عليه السلام و رآى سلمان الفارسي، و بيده طبق مغطّى رأسه بمنديل، فوضعه بين يديه.
فقال عليّ عليه السلام: ممّن هذا يا سلمان؟
فقال: من اللَّه إلى الرسول، و من الرسول إليك.
فكشف الغطاء فإذا فيه تسع رمّانات.
فقال: يا سلمان! لو كان هذا إليّ لكان عشراً، لقوله تعالى: « مَنْ جاءَ
بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمثالِها)
الأنعام: 160.