کوثر فی احوال فاطمة بنت النبی الطهر (ص)

سید محمد باقر موسوی؛ مصحح: محمدحسین رحیمیان

جلد 4 -صفحه : 697/ 278
نمايش فراداده

و في ذلك قال العوني شعراً:

عليّ كليم الجام إذ جاءه به كريمان في الأملاك مصطفيان

و قال أيضاً غيره:

إمامي كليم الجانّ والجامّ بعده

فهل لكليم الجانّ و الجامّ من مثل؟

البحار: 39/ 130.

.

رؤيا فاطمة الجنّة و قصورها و أباها في الجنّة و شوقها للحوق به

2648/ 1- أحمد بن محمّد الخشّاب، عن زكريّا بن يحيى، عن ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن، عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال:

لمّا قبض رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ما ترك إلّا الثقلين: كتاب اللَّه و عترته أهل بيته.

و كان قد سرّ إلى فاطمة عليهاالسلام إنّها لاحقة به أوّل أهل بيته لحوقاً.

قالت: بينا إنّي بين القائمة و اليقظانة بعد وفاة أبي صلى الله عليه و آله بأيّام، إذ رأيت كأنّ أبي صلى الله عليه و آله قد أشرف عليّ، فلمّا رأيته لم أملك نفسي أن ناديت: يا أبتاه! انقطع عنّا خبر السماء.

فبينا أنا كذلك، إذ أتتني الملائكة صفوفاً يقدمها ملكان حتّى أخذاني فصعدا بي السّماء، فرفعت رأسي، فإذا أنا بقصور مشيّدة، و بساتين و أنهار تطّرد، و قصر بعد قصر، و بستان بعد بستان، و إذا قد اطّلع عليّ من تلك القصور جواري كأنّهن اللعب، فهنّ يتباشرن و يضحكن إليّ، و يقلن: مرحباً بمن خلقت الجنّة و خلقنا من أجل أبيها.

فلم تزل الملائكة تصعد بي حتّى أدخلوني إلى دار فيها قصور، في كلّ قصر من البيوت ما لا عين رأت، و فيها من السندس و الاستبرق على أسرّة، و عليها ألحاف من ألوان الحرير و الدّيباج، و آنية الذّهب و الفضّة، و فيها موائد عليها من ألوان الطعام، و في تلك الجنان نهر مطّرد أشدّ بياضاً من اللبن، و أطيب رائحة من المسك الأذفر.

فقلت: لمن هذه الدّار؟ و ما هذا النهر؟

فقالوا: هذه الدّار الفردوس الأعلى الّذي ليس بعده جنّة، و هي دار أبيك و من معه من النبيّين، و من أحبّ اللَّه.

قلت: فما هذا النهر؟

قالوا: هذا الكوثر الّذي وعده أن يعطيه إيّاه.

فقلت: فأين أبي؟

قالوا: الساعة يدخل عليك.

فبينا أنا كذلك، إذ برزت لي قصور هي أشدّ بياضاً، و أنور من تلك، و فرش هي أحسن من تلك الفرش، و إذا بفرش مرتفعة على أسرّة، و إذا أبي صلى الله عليه و آله جالس على تلك الفرش، و معه جماعة.

فلمّا رآني أخذني، فضمّني و قبّل ما بين عينيّ، و قال: مرحباً يا بنتي!

و أخذني واقعدني في حجره، ثمّ قال لي: يا حبيبتي! أما ترينّ ما أعدّ اللَّه لك و ما تقدّمين عليه؟

فأراني قصوراً مشرقات فيها ألوان الطرائف و الحليّ و الحلل، و قال: هذه مسكنك و مسكن زوجك و ولديك و من أحبّك و أحبّهما، فطيبي نفساً، فإنّك قادمة عليّ إلى أيّام.

قالت: فطار قلبي، واشتدّ شوقي، وانتبهت من رقدتي مرعوبة.

قال أبوعبداللَّه عليه السلام: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: فلمّا انتبهت من مرقدها صاحت بي، فأتيتها فقلت لها: ما تشتكين؟

فخبّرتني بخبر الرّؤيا، ثمّ أخذت عليّ عهد اللَّه و رسوله أنّها إذا توفّت لا أعلم أحدا إلّا اُمّ سلمة زوج رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و اُمّ أيمن و فضّة و من الرّجال ابنيها و عبداللَّه بن عبّاس، و سلمان الفارسيّ، و عمّار بن ياسر، و المقداد، و أبوذرّ و حذيفة.

و قالت: إنّي أحللتك من أن تراني بعد موتي، فكن مع النسوة فيمن يغسّلني ولا تدفنّي إلّا ليلاً، ولا تعلم أحداً قبري.

فلمّا كانت الليلة الّتي أراد اللَّه أن يكرمها و يقبضها إليه أقبلت تقول: و عليكم السلام.

و هي تقول لي: يا بن عمّ! قد أتاني جبرئيل مسلّماً، و قال لي: السّلام يقرأ عليك السّلام يا حبيبة حبيب اللَّه و ثمرة فؤاده! اليوم تلحقين بالرفيع الأعلى، و جنّة المأوى.

ثمّ انصرف عنّي، ثمّ سمعناها ثانية تقول: و عليكم السّلام.

فقالت: يا بن عمّ! هذا واللَّه؛ ميكائيل، و قال لي كقول صاحبه.

ثمّ تقول: و عليكم السّلام، و رأيناها قد فتحت عينيها فتحاً شديداً، ثمّ قالت: يا بن عمّ! هذا واللَّه؛ الحقّ، و هذا عزرائيل، قد نشر جناحه بالمشرق و المغرب، و قد وصفه لي أبي صلى الله عليه و آله و هذه صفته.

فسمعناها تقول: و عليك السّلام يا قابض الارواح! عجّل بي ولا تعذّبني.

ثمّ سمعناها تقول: إليك ربّي لا إلى النّار.

ثمّ غمضت عينيها، و مدّت يديها و رجليها، كأنّها لم تكن حيّة قطّ.

البحار: 43/ 207- 209 ح 36، عن دلائل الامامه.