علی فی الکتاب و السنّة

حسین شاکری

جلد 2 -صفحه : 50/ 22
نمايش فراداده

وادي الرمل والطائف وزبيد

وعن موقعة وادي الرمل التي هي من المعارك الهامة في حياة الرسالة، يقول:

أمن المسلمون شر الجوار++

فاستناموا لهدأة الأقدار

حتى يقول:

جاء من أنبأ النبي بأن ال++

-نار مدت لسانها لاستعار

"فسليم" تروم يثرب تلّاً++

من رماد يروي نشيد الدمار

وسليم في بطن وادٍ كعمق ال++

-خبث في صدر حاسد غدَّار

ودعا للصلاة أحمد يبغي++

قبل رأي العبيد نور الباري

علم الجمع بالذي كان فاشتا++

قت نفوس لرنَّة البتار

يتوالى قوادهم في السرايا++

ويعودون خضَّع الأنظار

أين من يكشف الخطوب إذا ما++

لبس المسلمين ذل انكسار

فدعاه النبي فافتر بشراً++

وأتى الزوج يبتغي ذا الفقار

ناوليني عصابة الموت إني++

سألاقيه كالمهند عاري

صنه يا رب إنه زوج بنتي++

وابن عمي ووالد لصغاري

هكذا قال أحمدٌ وعلي++

قد أعدَّ الخطَّاف للأعمار

أعلموا الخيل قال للصحب ثمّ ان++

-قض كالصقر والشهاب الساري

أوطؤوها صدور قوم سليم++

وانجلى النقع عن محاق السرار

أعلم اللَّه عبده فتهامت++

سورة "العاديات" بشرى انتصار

دوّن المصحف المجيد علياً++

قبلما فضّ خاتم الأدهار

فهو في رفرف البطولة رأس++

وعظيم في رفرف الأبرار

هبّ طه وصحبه للقاء ال++

-نسر يأتي مجلّلا بالفخار

فتهاوى الأمير فرط حياء++

أين منه خفارة الأزهار

'ويقول النبي': إركب فان ال++

-لَّه راض عن حيدر كرّار

'وأنا من علمت حباً وقربى'++

فبكى الليث، دمعة استعبار

واجباً للفتوح كان علي++

كوجوب الغيوم للأمطار

وعن وقعة الطائف كتب يقول:

زف للموت "نافعاً" "وشهاباً"++

طائفيَّين في جلود النمار

وعن غزوة زبيد أنشد:

هو من ردّ للرشاد "زبيداً"++

وهي في مثل سكرة الأغرار

ساقها للغرور عمرو بن معدي++

كرب ليث الفلا وعزِّ الجار

قال: يا قوم إنني لعليٍّ++

سوف يدري مخالب الزؤآر

ودعا للبراز وهو كحرف ال++

-طود ثاوٍ على جواد مثار

جاش في صدر خالد بن سعيد++

نخوة ترتمي على الأخطار

بأبي أنت يا علي فدعني++

ألتقيه فلست بالخوّار

فأجاب الأمير كلا فهذا ال++

-ليث ضار محدّد الأظفار

وأتاه كالطود يهدر بالني++

-ران مدت لسانها لانفجار

صيحة تصدع الجبال فولى++

عمرو منها كالزئبق الفرار

حنين

وقد عرّج على حنين فقال من ضمن ما قال:

أكبرته "هوازنٌ" صنديدا++

فتلاقت على "ابن عوف" عميدا

إلى أن يقول:

فإذا بالكمين ينقضّ خلف ال++

-جيش كالريح تهصر الأملودا

يرسل الموت مشرعاً في سهام++

كشرار الجحيم حمراً وسودا

كان جيش الإسلام عقداً نظيماً++

مزقته النكباء حبّاً بديدا

والنبي العظيم لولا عليّ++

وبنو هاشم لظلّ وحيدا

تسعة حول أحمد حضنوه++

مثلما تحضن الضلوع الكبودا

فأبو جرول عديل "دريد"++

كان كالحصن بالحديد مشيدا

فأتاه "ابوتراب" فمال ال++

-طود في دمّه يخضَّب جيدا

ومشى ذو الفقار يلتهم الأت++

-راس برْياً والجوشن المسرودا

اهل البيت

ومن قصيدة بعنوان أهل البيت كتب يقول:

عترة الطهر يا ورود الخمائل++

عطّري الجو بالشذا والفضائل

يا شروق الأنوار في غيهب الأز++

مان ظلَّت على العصور مشاعل

ايها المركب القويّ شراعاً++

سر على البحر لو تعالى جحافل

قال طه: تركت فيكم كتاب ال++

-لَّه بعدي واهل بيتي وسائل

'فاحفظوني في عترتي أهل بيتي'++

يحفظ الكف من احب الأنامل

سبَّني من يسبُّهم ورماني++

من رماهم فالقلب أوحد كامل

فبهم أبهل الخصوم وما في ال++

أرض من يقرب العرين مباهل

جمع اللَّه خمسة في كساء++

ليس فيه إلا الجسوم فواصل

وعليّ مني كهارون من مو++

سى ولكن من النبوة عاطل

'إنه الباب في مدينة علمي'++

وهو أتقى من شرّف الأرض ناعل

'لو مشى الناس وادياً وعليّ++

وادياً فاتَّبع صراط العاقل'

رأيه حكمة السماء ونبع ال++

-حق فانزل على صفيّ المناهل

يوم الغدير

عاد من حجة الوداع الخطير++

ولفيف الحجيج موج بحور

لجة خلف لجة كانتشار الغ++

-يم صُبحاً في الفدفد المغمور

إلى أن يقول:

بلغ العائدون بطحاء "خمّ"++

فكأن الركبان في التنُّور

عرّفوه غدير خمّ وليس ال++

-غور إلّا ثمالة من غدير

بلغوه لا يحمدون مقيلاً++

بل يحثُّون نوقهم للمسير

وإذا بالنبي يرقب شيئاً++

وهو في مثل جمدة المسحور

جاء جبريل قائلاً: يانبي ال++

-لَّه بلّغ كلام رَبّ مجير

أنت في عصمة من الناس فانثر++

بيِّنات السماء للجمهور

وأذعها رسالة اللَّه وحياً++

سرمدياً وحجة للعصور

ودعاهم إلى السماع مناد++

فاستجابوا رجع النداء الجهير

حسب طه إيماءة وتكرّ ال++

-ناس كالِهيم أحدقت بالنمير

هيبة لم تكن لقيصر روما++

ونفتها الأيام عن أردشير

ما دعاهم طه لأمر يسير++

وصعيد البطحاء وهج حرور

وارتقى منبر الحدائج طه++

يشهر السمع للكلام الكبير

أوَلا تشهدون أن لا إله++

غير ربٍّ فرد رحيم غفور

وبأني عبدٌ له ورسولٌ++

لم يقصِّر في النصح والتبشير

فأجابوا: بلى فقال: إلهي++

أنت فاشهد لعبدك المأمور

أيها الناس انما اللَّه مولا++

كم ومولاي ناصري ومجيري

ثم إني وليُّكم منذ كان ال++

-دهر طفلاً حتى زوال الدهور

يا إلهي من كنت مولاه حقاً++

فعليٌ مولاه غير نكير

يا إلهي والِ الذين يوالو++

ن ابن عمي وانصر حليف نصيري

كن عدواً لمن يعاديه واخذل++

كل نكس وخاذل شرير

قالها آخذاً بضبع علي++

رافعاً ساعد الهمام الهصور

راوياً للزمان فضل علي++

باسطاً للعيون حق الوزير

حيدر زوج فاطم وأبوالسب++

-طين، والرمح يوم طعن النحور

وأمير الزهّاد قبلاً وبعداً++

حسبه في الطعام قرص الشعير

بثّ طه مقاله في علي++

واضحاً كالنهار دون ستور

فأتاه المهنئون عيون ال++

-قوم يبدون آية التوقير

جاءه الصاحبان يبتدران ال++

-قول طلّا على حقاق العبير

'بتّ مولىً للمؤمنين هنيئاً++

للميامين بالإمام الجدير'

عيدك العيد يا علي فان يص++

-مت حسود أو طامس للبدور

تنطق البيد ناثرات على الصح++

-راء وشياً من كل زهر نضير

وفاة الرسول

ثم كتب عن وفاة النبي صلى الله عليه وآله فقال:

دبّ وهن الفناء في جسم طه++

فالنبي العظيم بات عليلا

ورآه العبّاس كالشمعة الصف++

-راء يذوي ويستدقّ نحولا

فدعا سيّد العرين علياً++

وأسرّ الكلام همساً ضئيلاً

يا حبيب النبي شمتُ خيال ال++

-موت في جبهة النبي نزيلا

أحمد جاوز الأصيل وأشفى++

وتحسستُ حوله عزريلا

أقبل الوامق الحزين عليّ++

مشية العبد راسفاً مغلولا

فحباه النبي خاتمه العل++

-ويّ قدراً والمستحيلُ عديلا

وحباه حمائل السيف، فوق ال++

-ختم رمزاً لا يقبل التأويلا

وأحست جزيرة العرب أن ال++

-بدر يمشي في جوّها مشلولا

وعلي وقد تمرّس بالآ++

فات حتى يرى الأشمّ هزيلا

لم يرعه إلّا الرسول يوارى++

لم يرعه إلّا التراب مهيلا

وحثت فاطم التراب وداعاً++

واكبَّت على الثرى تقبيلا

وتوالت تحت السقيفة أحدا++

ثٌ أثارت كوامنا وميولا

وانجلت عن ضياع حق وليٍّ++

كان إلّا عن حزنه مشغولا

وتعيد الأصنام دولة عزّ++

ويعود الشرك المزمجر غولا

ويموت الإسلام في المهد طفلاً++

شارقاً في نجيعه مطلولا

عثمان بن عفّان

وله قصيدة يؤرخ فيها بعض الأحداث التي وقعت في عصر الخليفة الثالث منها قوله:

إيهِ عثمان هل ذكرت الغفار++

يّ المجلي وكان قدْسَ زمانه

يالتعس المنفيّ من دون ذنب++

غير صدق في قوله وجنانه

رام مروان أن يصدّ علياً++

عن وداع المطرود من أوطانه

قال: دعه إن الخليفة يأبى++

أن تجلّ الطريد في خذلانه

هاله أن يرى علياً بلون ال++

-جمر هاج الكمين من بركانه

زمجر الليث قائلاً: لا تمانع++

مَدَّكَ اللَّه في لظى نيرانه

وَعَلا مركب العتيّ بسوط++

فثنى النكس فضلة من عنانه

وفيها يثبت حادثة سكر الوليد والي الكوفة وإمامته الناس في الصلاة، فيقول:

كيف يسمو من قلبه في التحظي++

يتلاشى وعقله في دنانه

فاذا فاضت الدنان رحيقاً++

جاءها يستحمّ في أجرانه

قال: هلّا أزيدكم عشرات++

وتمادى السكير في هذيانه

جي ء بالفاسق الخليع أخي عث++

-مان من أمه فيا لحنانه

رام أن يرذل الشهود دفاعاً++

عن أمير المجَّان عن سكرانه

واتى حافظ الشريعة، سيف ال++

-لّهِ، نور المصباح في فرقانه

مغضباً عاتباً رآه ابن عفَّا++

ن فشام الكتاب من عنوانه

هل أقمت الحدود فالذنب أجلى++

من وضوح النهار في ريعانه

صاح قم يا حسين فاجلده جلداً++

خذ حقوق الرحمان من شيطانه

خلافة عليّ

مات عثمان والبلاء ازدادا++

وادلهمّ النهار والهرجُ سادا

أصبح "الغافقيّ"، وهو رئيس ال++

-ثائرين الألى أثاروا البلادا

ينشد النابهين، يبغي وليا++

بعد عثمان يصطفيه عمادا

ودعا الفيصل الوحيد علياً++

فتوارى عن العيون المنادى

لم يردها خلافةً عن يد الث++

-وّار تعطي وهو النبيل نجادا

وتجاروا للمسجد النبويّ ال++

-بكر يمشون زمرةً وفرادى

وأتوا يُشهدون منبر طه++

محكم العقد بيعة وانعقادا

"طلحة" "والزبير" والصِيد من أص++

-حاب طه، والأوَّلون جهادا

والتقيّ ابن ياسر، وأبو أيّ++

وبَ وجهُ الأنصارِ، خلقاً وزادا

أجمعوا هاتفين باسم علي++

وعليّ ما ازداد إلا عنادا

قال ياقوم إن دنياكُمُ عن++

-دي لنزر أقلّ من أن يرادا

فاتقوا اللَّه واتركوني تروني++

أسلس الناس للولي انقيادا

واستداروا ببيته يقطعون ال++

-ليل لغطاً فنازعوه الرقادا

قال في مسجد الرسول أُولّى++

فألاقي من جُدره أشهادا

حملوه للأمر حمل عروس++

في مطاوي حيائها تتهادى

وأحاطوا به إحاطة إبلٍ++

حول ماء تدافعت وُرّادا

يا لشؤم الأقدار أول كفٍ++

مدها طلحة فنزّت فسادا

أزهد الناس منذ ما عرف التأ++

ريخ زهداً فخلّد الزهّادا

يغمر الناس عدله بالعطايا++

لا يرى أعْبُداً ولا أسيادا

هاله أن يرى دموع اليتامى++

والمساكين تمزق الأكبادا

ويرى المسرفين تنهب بيت ال++

-مال في جنَّة النظام اطّرادا

طمست سنَّة الرسول، فأحيا++

ها عليٌّ وجدّد الأبرادا

أيّ شرّ يلقى أبوالحسن الصن++

-ديد من خبث رهطه إن حادا

زرع الشوك غيره فحرام++

أن يكون المعذَّب الحصّادا

يدأب الليل والنهار فيلقى++

عوسجاً جارحاً وشوكاً قتادا

هاج سخطَ القلوب نهجُ علي++

في صدور تفجرت أحقادا