عید الغدیر اعظم الاعیاد فی الاسلام

السید محمد الحسینی الشیرازی

نسخه متنی -صفحه : 33/ 19
نمايش فراداده

الكتاب والعترة خليفتا رسول الله

فلمّا كان من الغد أقبل الأنصار وأحدقوا بالباب، وعلموا بشدّة نقاهة رسول الله والضعف الذي هو فيه فجعلوا يبكون، فسمع رسول الله البكاء فقال: 'من هؤلاء الباكون؟'.

قالوا: هم الأنصار يا رسول الله.

فقال: 'مَن هنا مِن أهل بيتي؟'.

قالوا: علي والعبّاس.

فدعا بهما وخرج متكئاً عليهما واستند إلى جذع من جذوع مسجده، واجتمع الناس حوله، فحمد الله وأثنى عليه وقال: 'معاشر الناس! إنه لم يمت نبيّ قطّ إلا خلّف تركة، وقد خلّفتُ فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فتمسّكوا بهما، فمن ضيّعهما ضيّعه الله، ألا وإن الأنصار كرشي وعيبتي التي آوي إليها، وإني اُوصيكم بتقوى الله والإحسان إلى محسنهم، والتجاوز عن مسيئهم'

[ راجع الاحتجاج: ج1 ص70.]

مع أسامة بن زيد

ثم انّ رسول الله دعا اُسامة بن زيد الذي أمره أن يعسكر بالجرف وقال له: 'سِر على بركة الله حيث أمرتك بمن أمّرتك عليه'.

فقال اُسامة: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله، أتأذن لي في المقام عندك حتى يشفيك الله، فإني متى خرجت وأنت على هذه الحالة خرجت وفي قلبي منك قرحة.

فقال له رسول الله: 'انفذ يا اُسامة إلى ما أمرتك'.

فخرج اُسامة من يومه ذلك، ونادى منادي رسول الله: ألا لا يتخلّف عن جيش اُسامة أحد ممن أمَّرته عليه.

ثم أمر قيس بن عبادة والحباب بن المنذر بإخراج جماعة من الأنصار كانوا قد تثاقلوا، وأمرهم بترحيل القوم إلى عسكرهم، ففعلا ذلك حتى ألحقوهم بالعسكر، وقالا لاُسامة: إنّ رسول الله لم يرخّص لك في التأخير، فسر من قبل أن يعلم بتأخيرك، فارتحل بهم اُسامة، وانصرف قيس والحبّاب إلى رسول الله وأخبراه بمسير القوم، ومع ذلك فقد تخلّف عن جيش اُسامة بعض كما ورجع منهم آخرون إلى المدينة

[ راجع بحارالأنوار: ج28 ص175 ب4 ح1.]