782/الأوّل: الثَّعلبي، في تفسير هذه الآية، بإسناده عن أبي وائل، قال: قرأتُ في مُصْحَف عبداللَّه بن مَسعود "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وآلَ إِبْرَاهِيم وَآلَ محمّد عَلَى العَالَمِينَ".
___________________________________ العمدة: 55/55 عن تفسير الثعلبي.
783/الثاني: عن ابن عبّاس رضى الله عنه 'وَآلَ إِبْرَاهِيم وَآلَ عِمْرَانَ' المؤمنون من آلِ إبراهيم وآلِ عِمران وآلِ يس وآلِ محمّد عليهم السلام بقوله تعالى: 'إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ' - وهم المؤمنون - 'وَهَذَا النَّبِىُّ والَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِىُّ المُؤْمِنِينَ'.
___________________________________ العمدة: 63/59، والآية من سورة آل عمران 68:3.
784/الأوّل: من "مسند أحمد بن حنبل" بإسناده عن شريك، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبّاد بن عبد اللَّه الأسدي، عن عليّ عليه السلام، قال: لمّا نزَلت هذه الآية: 'وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ' جمَع النبيّ صلى الله عليه و آله من أهل بيته، فاجتمَع ثلاثون، فأكلوا وشَرِبوا ثلاثاً،
___________________________________ "ثلاثاً" ليس في المصدر ولا في الفضائل.
___________________________________ زاد في المصدر: في أهلي.
___________________________________ في المصدر: كنت بحراً، وهو كناية عن سعة يده صلى الله عليه و آله وكثرة إنفاقه حتى كان يتحمل الديون الكثيرة.
___________________________________ مسند أحمد 111:1، فضائل الصحابة 1196/700:2.
785/الثاني: عبداللَّه بن أحمد بن حَنْبَل بإسناده عن عبّاد بن عبداللَّه الأسدي، عن عليّ عليه السلام: لمّا نزَلت 'وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ' دعا رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بأربعينَ رجلاً من أهلِ بَيتهِ، إنّ الرجُلَ منهم ليأكل
___________________________________ في المصدر: إن كان الرجل منهم لآكلاً.
___________________________________ الجَذَعة: مؤنث الجَذَع، وهو ما بلغ ثمانية أشهر أو تسعة من الضأن، وما استكمل أربعة أعوام من الإبل، وما استكمل عامين من البقر. والفَرْق والفَرَق: مِكيال يَسَع ثلاثة آصُع أو ستّة عشر رِطلاً.
قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: عليّ يَقضي دَيني عنّي، ويُنجِز مَواعيدي.
___________________________________ فضائل الصحابة 1108/650:2.
786/الثالث: الثعلبي في "تفسيره" في سورة الشعراء، في تفسير هذه الآية، بإسناده عن البَراء، قال: لمّا نزَلت 'وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ' جمَع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بني عبدالمُطّلب وهم يومئذٍ أربَعون رجُلاً، الرّجُل منهم يأكُل المُسِنّة ويَشرب العُسّ،
___________________________________ العُسّ: القَدح الكبير.
___________________________________ أدَمَ الطعام: خَلَطَه بالإدام.
___________________________________ أي شبعوا.
___________________________________ القَعْب: القَدَح الضَّخْم الغليظ.
ثمّ دَعاهُم مِن الغَدِ على مِثل ذلك الطّعام والشّراب، ثمّ أنذَرَهم رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال: يا بني عبدالمُطَّلب، إنّي أنا النَّذيرُ إليكم من اللَّه عزّ وجلّ، والبَشيرُ بِما |لم| يَجي ء به أحدٌ، جِئتُكم بالدُنيا والآخِرَة، فأسلِموا وأطيعوني تَهْتَدوا، فمن يؤاخيني ويؤازِرُني، ويكون وَليّي ووَصيّي وخَليفتي في أهلي، ويقضي دَيني؟ فأسكتَ القومُ، وأعاد ذلك ثلاثاً، كلّ ذلك يسكت القَومُ ويقول عليٌّ: أنا، فقام القَومُ وهم يقولون لأبي طالب: أطِع ابنَك فقد اُمِّر عليك.
___________________________________ تفسير الثعلبي: 265 'مخطوط'، العمدة: 93/76 و: 106/88 عن تفسير الثعلبي.
787/الرابع: ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة" وهو من أعيان علماء العامّة، قال: ذكر الطَّبَري في تاريخه، عن عبداللَّه بن عبّاس، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: لمّا نزَلت هذه الآية 'وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ' على رسول اللَّه صلى الله عليه و آله دعاني فقال: يا عليّ، إنّ اللَّه أمَرني أن اُنذِر عَشيرتي الأقرَبين، فضِقْتُ بذلك ذَرْعاً، وعَلِمتُ أ نّه متى ما اُبادِههم
___________________________________ بَدَهَهُ بالأمر وبَادَهَهُ: فَجَأهُ، وبَدَأه به.
فلمّا اجتَمعوا إليه دعا بالطَّعامِ الذي صنَعتُ لهم، فجِئتُ به، فلمّا وضَعتُه، تناوَل رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله بَضْعَةً مِن اللَّحْم فشَقَّها بأسنانِه، ثمّ ألقَاها في نواحي الصَّحْفَة، ثمّ قال: كُلوا بسم اللَّه، فأكلوا حتّى ما لَهُم إلى شي ءٍ من حاجَةٍ، وايمُ اللَّه الذي نَفسُ عليٍّ بيَدِه، إنْ كانَ الرَّجُل الواحِدُ منهم ليأكُل ما قدَّمتُه لجَميعهم.
ثمّ قال: اسْقِ القومَ يا عليّ، فجِئتُهم بذلك العُسِّ، فشَرِبوا منه حتّى رَوُوا جميعاً، وايم اللَّه إن كان الرّجل ليَشرب مِثلَه، فلمّا أراد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أن يُكَلّمَهم، بَدَرَه أبو لَهَب إلى الكَلام، فقال: لَشَدّ ما سَحَرَكم صاحِبكُم.
فتفرّق القَومُ ولم يتكلّم رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله، فقال مِن الغَد: يا عليّ، إنّ هذا الرّجل قد سبَقَني إلى ما سَمِعتَ مِن القَولِ، فتفَرّق القومُ قبلَ أن اُكلِّمَهُم، فعُدْ لنا اليوم إلى مِثل ما صنَعتَ بالأمسِ، ثمّ اجمَعْهُم لي. ففعَلتُ، ثمّ جمَعَهم، ثمّ دعاني بالطَّعامِ، فقرَّبتهُ لهم ففعَل كما فعَل بالأمسِ، فأكلوا حتّى ما لَهم بشي ءٍ حاجة، ثمّ قال: اسقِهم، فجِئتهُم بذلك العُسّ، فشَرِبوا منه جميعاً حتّى رَوُوا، ثمّ تكلّم رسولُ اللَّه صلى الله عليه و آله فقال: يا بَني عبدالمُطّلب، إنّي واللَّه ما أعلَمُ شابّاً في العرَب جاء قومَه بأفضَل ما جِئتُكم به، إنّي جِئتُكم بخيرِ الدُنيا والآخِرة، وقد أمَرني اللَّه أن أدعُوكم إليه، فأيُّكم يُؤازِرُني على هذا الأمرِ على أن يكونَ أخي ووصيّي وخَليفتي فيكم؟ فأحجَم القومُ عنها جميعاً، وقلت: أنا، وإنّي لَأحْدَثُهم سِنّاً، وأرمصُهم عَيْناً،
___________________________________ رَمصِت العينُ: اجتمع في مُوقها وَسَخٌ أبيض.
___________________________________ الحَمش: دقّة الساقين.
قال: قلت: أنا - يا رسول اللَّه - أكونُ وَزيرَك عليه. فأعاد القَول، فأمسَكوا وأعَدتُ ما قلت. فأخَذ برقبَتي، ثمّ قال لهم: هذا أخي ووصيّي وخليفَتي فيكم، فاسمَعوا له وأطيعوا. فقام القومُ يضحَكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمَرك أن تسمَع لابنِك وتُطيع.
___________________________________ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 210:13، تاريخ الطبري 2 :321 - 319.
788/الخامس: ابن أبي الحديد في "شرح نهج البلاغة"، قال: روى أبو جعفر الطَّبري أيضاً في "التاريخ" أنّ رجلاً قال لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين، لِمَ وَرِثتَ ابنَ عمِّك دون عمِّك؟
فقال عليّ عليه السلام: هاؤم - ثلاث مرّات - حتّى اشْرَأبَّ النّاس ونَشَروا آذانَهم، ثمّ قال: جمَع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بني عبدالمُطَّلِب بمَكّةَ وهم رَهْطُه، كلّهم يأكُل الجَذَعَة ويَشْرَب الفَرَق، فصنَع مُدّاً مِن طعامٍ حتّى أكَلوا وشَبِعوا، وبَقي الطَّعامُ كما هو كأ نّه لَم يُمَسّ. ثمّ دَعا بغُمَرٍ
___________________________________ الغُمَر: القدح الصغير.
ثمّ قال: يا بني عبدالمُطّلب، إنّي بُعِثتُ إليكم خاصّة وإلى النّاس عامّة، فأيُّكم يُبايِعُني على أن يكونَ أخي وصاحِبي ووَارثي؟ فلم يَقُم إليه أحَدٌ، فقُمْتُ إليه، وكنتُ مِن أصغَرِ القَوم، فقال: اجلِس. |ثمّ| قال ذلك ثلاثَ مرّات، كلّ ذلك أقومُ إليه، فيقول: اجلِس، حتّى كان في الثّالثة، فضرب بيَدِه على يَدي، فبذلك وَرِثتُ ابنَ عمّي دون عمّي.
___________________________________ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 212:13، تاريخ الطبري 322:2 - 321.