فضائل الإمام علی (ع)

نسخه متنی -صفحه : 134/ 107
نمايش فراداده

هذا محمد بن عبد الله زوجني ابنته فاطمة

خطبته عليه السلام بعد تقدمه للزواج من فاطمة الزهراء عليها السلام، و بمحضر من النبي صلى الله عليه و آله و جمع من الصحابة.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

'الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين، و أنار بثواقب عظمته قلوب المتقين، و أوضح بدلائل أحكامه طرق الفاضلين، و أنهج بابن عمي المصطفى العالمين، و علت دعوته لرواعي الملحدين، و استظهرت كلمته على بواطل المبطلين، و جعله خاتم النبيين، و سيد المرسلين، فبلغ رسالة ربه، و صدع بأمره و بلغ عن الله آياته.

و الحمد لله الذي خلق العباد بقدرته، و أعزهم بدينه، و أكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه و آله، و رحم، و كرم، و شرف، و عظم، و الحمد لله على نعمائه و أياديه، و أشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه و ترضيه، و صلى الله على محمد صلاة تربحه و تحظيه، و النكاح مما أمر الله به و أذن فيه، و مجلسنا هذا مما قضاه و رضيه، و هذا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله زوجني ابنته فاطمة على صداق أربعمائة درهم و دينار، قد رضيت بذلك فاسألوه و اشهدوا'.

فقال المسلمون: زوجته يا رسول الله؟قال: نعم.

قال المسلمون: بارك الله لهما و عليهما و جمع شملهما.

بحار الأنوار ج 100 ص 270 و ج 43 ص 12، الاوائل ص. 79

فاخذت بيد فاطمة، و انطلقت بها

و من كلام له عليه السلام في بيان كيفية الزواج.

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:

'فأقمت بعد ذلك شهرا اصلي مع رسول الله صلى الله عليه و آله، و أرجع الى منزلي و لا اذكر شيئا من أمر فاطمة، ثم قلن أزواج رسول الله صلى الله عليه و آله: ألا نطلب لك من رسول الله صلى الله عليه و آله دخول فاطمة عليك؟K 103K قلت: افعلن.

فدخلن عليه، فقالت ام أيمن: يا رسول الله، لو أن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف فاطمة، و إن عليا يريد أهله، فقر عين فاطمة ببعلها، و اجمع شملهما، و قر عيوننا بذلك!

فقال: فما بال علي لا يطلب مني زوجته، فقد كنا نتوقع منه ذلك؟!

قال علي عليه السلام فقلت: الحياء يمنعني يا رسول الله.

فالتفت الى النساء فقال: من هاهنا؟

فقالت ام سلمة: أنا ام سلمة، و هذه زينب، و هذه فلانة و فلانة.

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: هيئوا لابنتي و ابن عمي في حجري بيتا.

فقالت ام سلمة: في أي حجرة يا رسول الله؟

قال: في حجرتك.

و أمر نساءه أن يزين و يصلحن من شأنها....

قال علي عليه السلام ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله: يا علي، اصنع لأهلك طعاما فاضلا. ثم قال: من عندنا اللحم و الخبز و عليك التمر و السمن.

فاشتريت تمرا و سمنا، فحسر رسول الله صلى الله عليه و آله عن ذراعه و جعل يشدخ التمر في السمن حتى اتخذه خبيصا،

___________________________________

الخبيص: الحلواء المخبوصة من التمر و السمن. و بعث الينا كبشا سمينا فذبح، و خبز لنا خبزا كثيرا، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله: ادع من أحببت. فأتيت المسجد و هو مشحن بالصحابة، فاستحييت أن اشخص قوما و أدع قوما، ثم صعدت على ربوة هناك و ناديت: أجيبوا الى وليمة فاطمة.

فأقبل الناس أرسالا، فاستحييت من كثرة الناس و قلة الطعام، فعلم رسول الله صلى الله عليه و آله ما تداخلني فقال: يا علي اني سأدعو الله بالبركة.

قال علي عليه السلام: و أكل القوم عن آخرهم طعامي، و شربوا شرابي، و دعوا لي بالبركة، و صدروا ـ و هم أكثر من أربعة آلاف رجل ـ و لم ينقص من الطعام شي ء، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و آله بالصحاف

___________________________________

الصحاف: جمع صحفة، و هي القصعة الكبيرة. فملئت، و وجه بها الى منازل أزواجه، ثم أخذ صحفة و جعل فيها طعاما و قال: هذا لفاطمة و بعلها'.

حتى اذا انصرفت الشمس للغروب، قال رسول الله صلى الله عليه و آله: يا ام سلمة، هلمي فاطمة، فانطلقت، فأتت بها و هي تسحب أذيالها، و قد تصببت عرقا حياء من رسول الله صلى الله عليه و آله، فعثرت فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله: أقالك الله العثرة في الدنيا و الآخرة.

فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي عليه السلام، ثم أخذ يدها فوضعها في يد علي عليه السلام، فقال: بارك الله لك في ابنة رسول الله، يا علي، نعم الزوجة فاطمة، و يا فاطمة، نعم البعل علي، انطلقا الى منزلكما، و لا تحدثا أمرا حتى آتيكما.

'قال علي عليه السلام: فأخذت بيد فاطمة، و انطلقت بها حتى جلست في جانب الصفة و جلست في جانبها، و هي مطرقة الى الأرض حياء مني، و أنا مطرق الى الأرض حياء منها.

ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و آله فقال: من هاهنا؟

فقلنا: ادخل يا رسول الله، مرحبا بك زائرا و داخلا'.

فدخل |صلى الله عليه و آله | فأجلس فاطمة عليها السلام من جانبه، و عليا عليه السلام من جانبه. ثم قال: يا فاطمة، ائتيني بماء، فقامت الى قعب في البيت فملأته ماء، ثم أتته به، فأخذ منه جرعة فتمضمض بها، ثم مجها في القعب، ثم صب منها على رأسها، ثم قال: أقبلي، فلما أقبلت نضح منه بين ثدييها، ثم قال: أدبري، فلما ادبرت نضح منه بين كتفيها، ثم قال: اللهم هذه ابنتي و أحب الخلق الي، اللهم و هذا أخي و أحب الخلق الي، اللهم لك وليا و بك حفيا، و بارك في أهله، ثم قال: يا علي، ادخل بأهلك، بارك الله لك، و رحمة الله و بركاته عليكم إنه حميد مجيد'.

الامالي للطوسي ص 41 الرقم 45، بحار الانوار ج 43 ص 95، ينابيع المودة ج 1 ص. 206