فضائل الإمام علی (ع)

نسخه متنی -صفحه : 134/ 24
نمايش فراداده

اعبد الناس

قال ابن ابي الحديد: اما العبادة فكان أعبد الناس و اكثرهم صلاة و صوما و منه تعلم الناس صلاة الليل و ملازمة الاوراد و قيام النافلة و ما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده ان يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه ورده و السهام تقع بين يديه و تمر على صماخيه يمينا و شمالا فلا يراع لذلك و لا يقوم حتى يفرغ من وظيفته و ما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول سجوده و انت اذا تأملت دعواته و مناجاته و وقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه و اجلاله و ما تتضمنه من الخضوع لهيبته و الخشوع لعزته و الاستخذاء له عرفت ما ينطوي عليه من الاخلاص و فهمت من اي قلب خرجت و على اي لسان جرت و قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام و كان الغاية في العبادة اين عبادتك من عبادة جدك قال عبادتي عند عبادة جدي كعبادة جدي عند عبادة رسول الله "ص".

ايمانه و عبادته

إن عليا عليه السلام قد كان بلغ في العبادة غايتها، و لا يستطيع أحد أن يبلغ إلى حد من حدود عبادته التي لا توصف إلا السابق إلى كل خير سيد البشر رسول الله صلى الله عليه و آله.

قال ابن أبي الحديد المعتزلي في عبادته عليه السلام: فكان علي عليه السلام أعبد الناس، و أكثرهم صلاة و صوما، و منه تعلم الناس صلاة الليل، و ملازمة الأوراد، و قيام النافلة، و ما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير، فيصلي عليه ورده، و السهام تقع بين يديه، و تمر على صماخيه يمينا و شمالا، فلا يرتاع لذلك، و لا يقوم حتى يفرغ من وظيفته! و ما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة

___________________________________

الثفنة: ما يمس الأرض من البعير بعد البروك، و يكون فيه غلظ من ملاطمة الأرض، و كذلك كان في جبينه عليه السلام من كثرة السجود. البعير لطول سجوده.

و أنت إذا تأملت دعواته و مناجاته، و وفقت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه و إجلاله، و ما يتضمنه من الخضوع لهيبته، و الخشوع لعزته، و الاستخذاء

___________________________________

الاستخذاء: الخضوع و التذلل. له، عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص، و فهمت من أي قلب خرجت و على أي لسان جرت.

و قيل لعلي بن الحسين عليه السلام ـ و كان الغاية في العبادةـ: أين عبادتك من عبادة جدك؟قال: 'عبادتي عند عبادة جدي، كعبادة جدي عند عبادة رسول الله صلى الله عليه و آله'.

___________________________________

شرح النهج لابن أبي الحديد، ج 1، ص. 27.