فضائل الإمام علی (ع)

نسخه متنی -صفحه : 134/ 82
نمايش فراداده

كتابة الوحى

حديث علي عليه السلام مع القرآن

من الفضائل المختصة بعلي بن أبي طالب عليه السلام قول رسول الله صلى الله عليه و آله: 'علي مع القرآن و القرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا على الحوض'.

___________________________________

مستدرك الحاكم، ج 3، ص 124، كنزل العمال، ج 11، ص. 603

كان علي عليه السلام منذ بداية نزول الوحي إلى جنب رسول الله صلى الله عليه و آله، و لم يفارقه في حالة إلا موارد نادرة طلب فيها إذنه صلى الله عليه و آله مثل ليلة المبيت، و غزوة تبوك، و البعث إلى اليمن، و كان ما زال حاميا و ناصرا لرسول الله صلى الله عليه و آله، و حتى لحظة وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله، حيث كان رأسه صلى الله عليه و آله في حجره عليه السلام، و لهذا اختص علي عليه السلام بمعرفة كل ما نزل من الوحي على رسول الله صلى الله عليه و آله، و كان طبيعيا أنه يعلم خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه و آله خصوصيات الوحي من ساعات النزول و دقائقه إلى لحظات آخر عمره المبارك صلى الله عليه و آله، و من أنه نزل في الليل أو النهار، في السهل أو الجبل، في الحضر أو السفر، و على من و لمن نزل، يعلم ناسخه و منسوخه، عامه و خاصه، ظاهره و متشابهه، و هو يعلم إعرابه و ترتيب نزوله... خصوصا أنه صلى الله عليه و آله وصاه بجمع القرآن حتى لا يضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة.

و أيضا فقد أملاه رسول الله صلى الله عليه و آله على علي عليه السلام و هو يكتبه، و دعا الله تعالى له عليه السلام أن يعلمه فهمه و حفظه، و استجاب الله دعاءه صلى الله عليه و آله فصار عليه السلام حافظا للقرآن، و عالما بمفاهيمه، كيف و قد علمه صلى الله عليه و آله من العلم ألف باب ينفتح له من كل باب ألف باب آخر.

و أدل دليل و شاهد على ذلك حديث الثقلين قوله صلى الله عليه و آله: 'إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، و عترتي' فإن عليا عليه السلام جعل في هذا الحديث عدل القرآن، و مع كل هذا هل يصلح أحد للإمامة و الخلافة و إقامة أحكام القرآن و الوحي بعد رسول الله صلى الله عليه و آله و تفسيره غير علي عليه السلام؟

معرفته لمفاهيم القرآن و اسباب النزول