فضائل الإمام علی (ع)

نسخه متنی -صفحه : 134/ 88
نمايش فراداده

زهد علي

في مفهوم الزهد

لا يخفى أن الزهد ممدوح، لأنه أحد منازل الدين، و أعلى مقامات السالكين.

الزهد ضد الدنيا و الرغبة فيها، و الزاهد لا يريد الدنيا بقلبه، و يتركها بجوارحه إلا بقدر ضرورة بدنه، و إنما يعرف زهد الزاهد فيها إذا كانت في يده و يزهد فيها، و أعلا مراتب الزهد أن يرغب عن الدنيا عدولا إلى الآخرة، أو عن غير الله عدولا إلى الله تعالى، فمن رغب عن كل ما سوى الله حتى الفردوس و لم يحب إلا الله تعالى فهو الزاهد المطلق.

نعم، من رغب عن حظوظ الدنيا خوفا من النار أو طمعا في نعيم الجنة من الحور و الفواكه و الأنهار و سائر نعم الله في الجنة، فهو أيضا زاهد، و لكنه دون الأول، أما من ترك بعض حظوظ الدنيا دون بعض، كالذي يترك المال دون الجاه، أو يترك التوسع في المعاش دون التجمل في الزينة، لا يستحق أن يسمى زاهدا.