هجوم علی بیت فاطمه (ع)

عبدالزهراء مهدی

نسخه متنی -صفحه : 47/ 2
نمايش فراداده

الهجوم على بيت فاطمه

المدخل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاه و السلام على سيدنا و نبينا محمد و آله الطاهرين، لا سيما ابنته سيده نساء العالمين من الاولين و الاخرين، السيده الجليله، ذات الاحزان الكثيره فى مده قليله، المظلومه المغصوبه، المضطهده المقهوره، الصديقه الشهيده، الانسيه الحوراء، فاطمه الزهراء عليهاالسلام. و اللعن الدائم على اعدائهم و مخالفيهم و معانديهم و ظالميهم و غاصبى حقوقهم و منكرى فضائلهم و مناقبهم و مدعى شوونهم و مراتبهم، من الاولين و الاخرين اجمعين، الى يوم الدين.

لا ريب ان لبعض الحوادث التاريخيه موقعيه خاصه فى المعارف الدينيه بحيث يستند اليها فى المباحث الكلاميه، فلا يكون الفحص فيها و التحقيق حولها من شوون اهل السيره خاصه، بل المتكلمون و المحدثون و غيرهم يبحثون عن مدى صحتها و كيفيه وقوعها لا هميتها عندهم، و من هذه الوقايع ما وقع بعد وفاه النبى الاعظم صلى الله عليه و آله و سلم، وكيفيه البيعه لابى بكر و مواجهه

اهل البيت عليهماالسلام و بقيه الناس لتلك البيعه.

و يلزمنا ان نذكر قبل الشروع، انا لا نرضى بالتفرقه بين المسلمين و نبرا الى الله ممن يوقع بينهم العداوه و الشحناء و لكن هل يوجب ها ان سند باب التحقيق؟

و هل يكون مبررا للمنع عن البحث المنطقى بايراد الايات و ما اتفق الفريقان على نقلها و قبولها من الاثار و الروايات؟

الحق ان السكوت امام هذه الحوادث و الحمل على الصحه فى جميع ما صدر من الصحابه يمنعنا من الوصول الى الحقائق، بل يوقعنا فى الخطا فى فهم المعارف الدينيه، فيجب علينا طرح العصبيه و الاهواء و ملاحظه الادله المقبوله عند الجميع ثم القضاء بالانصاف، قال الله تبارك و تعالى: (الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه)

[ الزمر: 18.]

مظلوميه اهل البيت

ثم انى رايت كثيرا ما عندا مراجعتى الى الكتب الاعتقاديه و الكلاميه ذكر قضايا الهجوم على بيت فاطمه عليهاالسلام عند امتناع اميرالمومنين عليه السلام عن البيعه لابى بكر، و الاحتجاج بها، و رايت كثيرا من اهل السنه يصرون على انكارها ورد الروايات الوارده فيها و تضعيفها و ان كانت فى الكتب المعتبره عندهم و عن ثقاتهم، فانشكف لى اهميه هذا الموضوع و انه لم يكن مجرد قضيه تاريخيه فحسب، كيف و لها آثار مهمه فى عقائدنا و فى مبحث الامامه الكبرى اذ بها يثبت عدم بيعه اميرالمومنين عليه السلام لابى بكر اخيتارا و انما بايع اجبارا بعد ان احرقوا باب الدار و ارادوا احراق البيت على اهله، و هذا الذى

يوكد عليه اميرالمومنين عليه السلام فى خطبه، كما ياتى قوله عليه السلام: ما زلت مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

قال ابن ابى الحديد بعد ذكر شكوى اميرالمومنين عليه السلام بقوله: ما زلت مظلوما، صبرت و فى الحلق شجى و فى العين قذى، اللهم انى استعديك على قريش، لقد ظلمت عدد الحجر و المدر...:

و كان المرتضى- يريد السيد المرتضى صاحب الشافى- اذا ظفر بكلمه من هذه فكانما ظفر بملك الدنيا و يودعها فى كتبه و تصانيه

[ شرح نهج البلاغه: 286:10.]

و من تصفح كتب اهل السنه يجد ان طائفه منهم يذكرون يبعه اميرالمومنين عليه السلام لابى بكر بنحو من التدليس و التحريف و يوقعون الناس الغافلين عن الحقائق فى الاشتباه فيتوهمون:

ان اميرالمومنين عليه السلام و ان كان لا يرى ابابكر اهلا للخالفه و لكنه رضى ببيعه الناس له.

و لم ينافس خيرا ساقه الله الى ابى بكر!!

و المبايعه له وقعت فى حال الاختيار!!

بل نادى ابوبكر و استقال الناس بيعتهم و لكن اميرالمومنين عليه السلام و بقيه المسلمين ابوا عن الاقاله.

نعم، هذه اكاذيب اختلقها اقوام و نقلها آخرون من دون تدبر وتفهم، تشبئوا بها لكنهم غافلون (يريدون ليطفوا نور الله بافواههم و الله متم نوره و لو كاره الكافرون)

[ الصف: 8.]

فاذا اثبتنا بالدليل القطعى مظلوميتهم و انه عليه السلام لم يبايع ابابكر بالطوع

و الاختيار، لا يبقى مجال لهذه الدعاوى، و لهذا ترى ان القوم قد غضبوا على فاطمه عليهاالسلام التى يغضب الله لغضبها و يرضى لرضاها

[ راجع البدايه و النهايه: 307:5 لتعرف جهاله ابن كثير و تحكمه و تجاهله لمقام السيده فاطمه الزهرا عليهاالسلام فى هذه القضيه.]، اذ هى التى كشفت للناس عن الحقائق المخفيه و اظهرت بواطن الامور:

بدفاعها عن الامام اميرالمومنين عليه السلام قبل اخراجه و عند اخراجه من البيت.

و بحضورها فى المسجد و اعتراضها على ابى بكر.

و ببكائها ليلا و نهارا.

و بايراد الخطبه الفدكيه، ليعرف الناس الحق و الباطل.

و بايصائها بدفنها ليلا، و لعله من اهم ما صنعته بالهيئه الحاكمه و اودعت فى صورهم ما لا يعلمه الا الله، فلماذا لم يصل عليها ابوبكر و عمر؟ و كذا سائر الناس الذين خذلوها و خذلوا بعلها و قعدوا عن نصره عتره نبيهم صلى الله عليه و آله و سلم؟

ليست العله فى ذلك الا ان فاطمه عليهاالسلام كانت ساخطه عليهم، و قبرها المخفى اظهر دليل على مظلوميه اميرالمومنين عليه السلام و اغتصاب حقه.

فاثبات مظلوميتهم، يوجب تمييز الحق من الباطل.

سبب التاليف و منهجه

رايت- لذلك- ان اولف كتابا يشتمل على اسناد قضيه الهجوم من كتب الفريقين بحيث يكون كافيا لمن اراد الوقوف على الحق و الصواب و هاديا لمن اجتنب الاعتساب، مع اعترافى بالعجز و القصور و عدم احتواء

الكتاب على جميع المقصود.

ثم رايت اخبار النبى صلى الله عليه و آله و سلم بما يجرى على اهل بتيه عليهم السلام فى روايات كثيره فقدمته فى الذكر فى الفصل الاول و لارتباط بعض ما وقع قبل وفاته صلى الله عليه و آله و سلم بذلك اوردته فى الفصل الثانى، و رايت ان اذكر القضايا حسب وقوعها اولا فى الفصل الثالث، ثم ذكرت اسنادها اى جميع ما وقفت عليه من الروايات و الاقوال و الاشعار من المصادر حسب و فيات المولفين فى الفصل الرابع، و بعد كل روايه نذكر من رواها من المولف السابق او من غيره.

و ان كانت للمولف المذكور فى العنوان روايه من الروايات السابقه نشير الى رقمها فى الذيل.

واتبعته بما ورد من شكوى اميرالمومنين عليه السلام و السيده فاطمه الزهرا عليهاالسلام و ايصائها بالدفن ليلا فى الفصل الخامس. ثم ذكرت ما اورد من الشبهات فى وقوع تلك القاضاى و اجبت عنها فى الفصل السادس.

تنبيهات

1- اجتهدت ان تكون اصول المطالب المنقوله مما اتفقت عليه كتب الفريقين، و ان كانت بعض الجزئيات مختصه باحدهما، فترى ان ما نستدل به موجود فى كتب القوم، نعم انهم فتحوا لانفهسم باب التاويل و يجيبون عما يذكره الشيعه بما يتفردون بنقله، و هذا كما ترى لا يفيد شيئا، اذ لابد و ان يكون الاستدلال بما يكون مقبولا عند الجميع.

و المرجو لمن راجع هذا الكتاب ان ينظر اليه بعين الانصاف و يحذر عن الاعتساف، و لا يغفل عن الرجوع الى المصادر المذكوره فى التعليقه فى كل مورد، فهذه كتب اهل السنه مشتمله على كثير مما نذكر، و نحن لا نريد الا

بيان الواقع و الحق- و الله من وراء القصد- و لذا ترانا مقتصرين على ذكر الادله و الاثار غالبا و لا نعتنى ببيان ما يسنتج منها، بل نعتمد على فهم القارى ء و اخذه المقصود منها.

2- المقصود فى هذا الكتاب ذكر الروايات و كلمات القدماء و الاحتجاج بها، و ذكرنا بعض المتاخرين استطرادا، و لا سيما اذا روى روايه لم نجدها فى كتب القدماء، او اشار الى اجماع او شهره. و ذكرنا بعض المتاخرين من اهل السنه ليعلم مدى اعتبار الروايات و قيمتها عندهم.

2- اذا راجعت البحار طبع بيروت، فهو ينقص عما طبع فى ايران من مجلد 57 الى آخره ثلاث مجلدات، فمجلد 54 طبع بيروت يوافق 57 طبع ايران.

3- اذا اختلفت الفاظ الروايات لاختلاف المصادر المختلفه او لاختلاف النسخ العديده لكتاب واخد نشير اليها بعلامه (خ).

3- نذكر عقيب الاسماء المقدسه ما يناسبها من التحيات و الصلوات، سواء اكانت فى المصدر المنقول عنه ام لا.

الوحى يحذر... و يخبر

ايصاء النبى باهل بيته

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: اذكر كم الله فى اهل بيتى

[ سنن الدارمى: 432:2.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: ايها الناس لا تاتونى غدا بالدنيا تزفونا زفا و ياتى اهل بيتى شعثا غبرا مقهورين مظلومين تسل دماوهم... ايها الناس الله الله فى اهل بيتى

[ خصائص الائمه عليهم السلام: ص 74- 75.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: استوصوا باهل بيتى خيرا فانى اخاصمكم عنهم غدا و من اكن خصمه اخصمه و من اخصمه دخل النار.

[ ذخائر العقبى: ص 18.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: احفظونى فى عترتى و ذريتى، فمن حفظنى فيهم حفطه الله، الا لعنه الله على من آذانى فيهم...- ثلاثا-

[ كشف الغمه: 416:1.]

شكوى النبى

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: سيلقى اهل بيتى من بعدى تطريدا و تشريدا

[ المستدرك للحاكم: 466:4، 487.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: الى الله اشكو المنكرين لفضلهم و المضيعين لحرمتهم بعدى، كفى بالله و ليا و ناصرا لعترتى و ائمه امتى و منتقما من الجاحدين لحقهم (و يسلعم الذين ظلموا اى منقلب ينقلبون)

[ كمال الدين: ص 261. و الايه فى سوره الشعراء: 227.]

عقاب من آذى اهل البيت

[ اقول: عقد السمهودى (المتوفى 911) فى كتاب جواهر العقدين: ص 341 فصلا فى التحذير عن بغض اهل البيت عليهم السلام و عداوتهم و لعن من ظلمهم.

]

قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: الويل لظالمى اهل بيتى، عذابهم مع المنافقين فى الدرك الاسفل من النار

[ المناقب لابن المغازلى: ص 66، 403، ح 94.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: ان الله حرم الجنه على من ظلم اهل بيتى او قاتلهم او اغار عليهم او سبهم

[ ذخائر العقبى: ص 20.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: سته لعنتهم، لعنهم الله و كل نبى مجاب... و المستحل من عترتى ما حرم الله...

[ المستدرك للحاكم: 36:1.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: اشتد غضب الله على من آذانى فى عترتى

[ كنز العمال: 93:12.]

و قال صلى الله عليه و آله و سلم: من آذانى فى اهلى فقد آذى الله

[ المصدر: 103:12.]