هجوم علی بیت فاطمه (ع)

عبدالزهراء مهدی

نسخه متنی -صفحه : 47/ 34
نمايش فراداده

ثم ارسلوا الى أأبى بكر و طلبوا منه النصره بارسال عده اخرى. فلما كثرت عدتهم. جعلوا الحبل فى عنق حبل الله المتين اميرالمومنين عليه السلام.

و فى روايه: فجروه ليذهبوا به الى المسجد، فمنعتهم فاطمه عليهاالسلام فضربها قنفذ بالسياط بشده على عضدها بحيث بقى اثره الى آخر عمرها، ولكنها مع ذلك تمنعهم- اشد المنع- عن اخراج اميرالمومنين عليه السلام. فاذا راى عمر تلك الحاله اشار على قنفد فضرب الباب على بطنها و عصرها حتى كسر ضلع من اضلاعها و اسقطت جنينها الذى سماه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم محسنا.

و صارت السيده المظلومه بسبب تلك الضربات فراش الى ان ماتت شهيده صلوات الله عليها

[الكبريت الاحمر: ص 277 (بالفارسيه).]

السيد ناصر حسين الهندى (المتوفى 1361)

(325) قال: و من الفجائع التى تبكى لها عيون الاسلام و الدين و الوقائع التى احرقت قلوب المومنين و الموقنين، ما ارتكبه عمر بن الخطاب من الظلم العظيم الذى اوجب سقوط المحسن من بطن سيدتنا فاطمه الزهرا عليهاالسلام.

و هذه الواقعه الهائله قد بلغ حد التواتر و اليقين عند اهل الحق المبين

[افحام الاعداء و الخصوم: 93:1.]

المحدث الخبير الشيخ عباس القمى (1359)

(326) قال: و مما ذكرنا ظهر شده مصيبه اميرالمومنين عليه السلام و عظم صبره، بل يمكن ان يقال: ان بعض مصائبه اعظم مما يقابله من مصيبه ولده

الحسين عليه السلام الذى يصغر مصيبته المصائب.

فقد ذكرت فى كتاب المترجم بنفس المهموم فى وقايع عاشوراء عن الطبرى: انه حمل شمر بن ذى الجوشن حتى طعن فسطاط الحسين عليه السلام برمحه و نادى على بالنار حتى احرق هذا البيت على اهله، قال: فصاح النساء و خرجن من الفسطاط، فصاح به الحسين عليه السلام: يابن ذى الجوشن! انت تدعو بالنار لتحرق بيتى على اهلى؟! احرقك الله بالنار!

قال ابومخنف: حدثنى سليمان بن ابى راشد، عن حميد بن مسلم قالت: قلت لشمر بن ذى الجوشن: سبحان الله ان هذا لا يصلح لك، اتريد ان تجمع على نفسك خصلتين؟ تعذب بعذاب الله و تقتل الولدان النساء، ان فى قتلك الرجال لما ترضى به اميرك، قال: فقال: من انت؟ قلت: لا اخبرك من انا، و خشيت والله لو عرفنى ان يضرنى عند السلطان، قال: فجاء رجل كان اطوع له منى شبث بن ربعى، فقال: ما رايت مقالا اسوا من قولك و لا موقفا اقبح من موقفك امرعبا للنساء صرت؟ قال: فاشهد انه استحيى فذهب لينصرف.

اقول: هذا شمر مع انه كان جلفا جافا قليل الحياء استحيى من قول شبث ثم انصرف!! و اما الذى جاء الى باب اميرالمومنين و اهل بيته عليه السلام و هددهم بتحريقهم و قال: والذى نفس عمر بيده ليخرجن او لا حرقنه على ما فيه، فقيل له: ان فيه فاطمه بنت رسول الله و ولد رسول الله و آثار رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فاشهد انه لم يستحى و لم ينصرف بل فعل ما فعل.

و لم يكن لاميرالمومنين عليه السلام من ينصره و يذب عنه الا ما روى عن الزبير انه لما راى القوم اخرجوا عليا عليه السلام من منزله ملببا اقبل مخترطا سيفه و هو يقول: يا معشر بنى عبدالمطلب! ايفعل هذا بعلى و انتم احياء، و شد

على عمر ليضربه بالسيف فرماه خالد بن الوليد بصخره، فاصابت قفاه و سقط السيف من يده، فاخذه عمر و ضربه على الصخره فانكسر.

وروى الشيخ الكلينى عن سدير قال: كنا عند ابى جعفر عليه السلام فذكرنا ما احدث الناس بعد نبيهم و استذلالهم اميرالمومنين عليه السلام، فقال رجل من القوم: اصلك الله! فاين كان عز بنى هاشم و ما كانوا فيه من العدد؟ فقال ابوجعفر عليه السلام: و من كان بقى من بنى هاشم؟ انما كان جعفر و حمزه فمضيا و بقى معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالاسلام، عباس و عقيل، و كانا من الطلقاء، اما والله لو ان حمزه و جعفرا كانا بحضرتهما، ما وصلا الى ما وصلا اليه، و لو كانا شاهديهما لا تلفا نفسيهما

[بيت الاحزان: 102- 103.]

الشيخ على اكبر النهاوندى (المتوفى 1369)

(327) قال: الايماض الاول: حمل عمر الحطب و اتى بالنار الى بيت فاطمه عليهاالسلام لاحراقه بمن فيه بامر ابى بكر، و هذا واضح و مشهور عند الفريقين علمائهم و عوامهم، اما عند الخاصه فكانه من الضروريات، و اما العامه فذكرها كثر من مولفيهم و مصنفيهم فى كتبهم مع جزئياتها المشهوره عند الخاصه

[انوار المواهب: ص 97- 98.]

العلامه الشيخ محمدحسين المظفر

(328) قال- بعد ذكر بعض المصادر عن العامه- : و من عرف سيره عمر و غلظته مع رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قولا و فعلا، لا يستبعد منه وقوع الاحراق

فضلا عن مقدماته...

[دلائل الصدق: 52:3 (ط بيروت).]

و قال: و بالجمله، يكفى فى ثبوت قصد الاحراق روايه جمله من علمائهم له بل روايه الواحد منهم له لا سيما مع تواتره عند الشيعه...

[المصدر: 53:3.]

العلامه شرف الدين

(329) قال- بعد بيان اختلافهم فى السقيفه- : فدعاه النظر للدين الى الكف عن طلب الخلافه و التجافى عن الامور، علما منه ان طلبها و الحال هذه يستوجب الخطر بالامه، و التغرير فى الدين فاختار الكف، ايثار للاسلام و تقديما للصالح العام و تفضيلا للاجله على العاجله غير انه قعد فى بيته و لم يبايع حتى اخرجوه كرها، احتفاظا بحقه و احتجاجا على من عدل عنه...

[المراجعات: ص 270.]

و قال: فهل يكون العمل بمقتضيات الخوف من السيف، او التحريق بالنار ايمانا بعقد البيعه؟

ثم قال فى التعليقه: تهديدهم عليا بالتحريق ثابت بالتواتر القطعى

[المراجعات: ص 266. تعليقه رقم 71.]

العلامه الامينى (المتوفى 1390)

(330) قال: و نحن لا نريد ان نحوم حول موضوع الخلافه و انها كيف تمت؟ كيف صارت؟ كيف قامت؟ كيف دامت؟ و ان الاراء فيها هل كانت حره؟ و وصايا المشرع الاعظم هل كانت متبعه؟... لا يهمنا البحث

عن هذه كلها بعد ما سمعت اذن الدنيا حديث السقيفه مجتمع الثويله، و قرطن بنبا تلك الصاخه الكبرى و التحارش العظيم بين المهاجرين و الانصار... بعد ما تشازرت الامه و تلاكمت و تكالمت، و قام الشيخان يعرض كل منهما البيعه لصاحبه قبل اخذ الراى عن اى احد، كان الامر دبر بلبل، فيقول هذا لصاحبه: ابسط يدك فلا بايعك. و يقول آخر: بل انت. و كل منهما يريد ان يفتح يد صاحبه و يبايعه، و معهما ابوعبيده الجراح حفار القبور بالمدينه يدعو الناس اليهما،و الوصى الاقدس و العتره الهاديه و بنوهاشم الهاهم النبى الاعظم صلى الله عليه و آله و سلم و هو مسجى بين يديهم، و قد اغلق دونه الباب اهله، و خلى اصحابه صلى الله عليه و آله و سلم بينه و بين اهله، فولوا اجنانه و مكث ثلاثه ايام لا يدفن او من يوم الاثنين الى يوم الاربعاء او ليلته فدفنه اهله و لم يله الا اقاربه. دفنوه فى الليل او فى آخره و لم يعلم به القوم الا بعد سماع صريف المساحى و هم فى بيوتهم من جوف الليل و لم يشهد الشيخان دفنه...

بعد ما بصر مقدادا ذلك الرجل العظيم و هو يدافع فى صدره، او نظر الى الحباب بن المنذر و هو يحطم انفه و تضرب يده او الى اللائذين بداره النبوه، مامن الامه و بيت شرفها، بيت فاطمه و على عليهماالسلام و قد لحقهم الارهاب و الترعيد و بعث اليهم ابوبكر عمر بن الخطاب و قال لهم: ان ابوا فقاتلهم.

ثم اخذ يذكر ما رواه اهل السنه فى كيفيه الهجوم

[الغدير: 74:7- 77.]

الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء (المتوفى 1373)

(331) قال: طفحت و استفاضت كتب الشيعه من صدر الاسلام القرن الاول- مثل كتاب سليم بن قيس- و من بعده الى القرن الحادى عشر

و ما بعده بل و الى يومنا، كل كتب الشيعه التى عنيت باحوال الائمه و ابيهم الايه الكبرى و امهم الصديقه الزهراء صلوات الله عليهم اجمعين و كل من ترجم لهم و الف كتابا فيهم.

اطبقت كلمتهم تقريبا او تحقيقا فى ذكر مصائب تلك البضعه الطاهره انها بعد رحله ابيها المصطفى ضرب الظالمون وجهها و لطموا خدها حتى احمرت عينها و تناثر قرطها و عصرت بالباب حتى كسر ضلعها و اسقطت جنينها و ماتت و فى عضدها كالدملج.

ثم اخذ شعراء اهل البيت سلام الله عليهم هذه القضايا و الرزايا و نظموها فى اشعارهم و مراثيهم و ارسلوها ارسال المسلمات من الكميت (126)، (و السيد الحميرى (179 او 173) و دعبل الخزاعى (245) و النميرى (210) و السلامى (393)وديك الجن (236) و من بعدهم و من قبلهم الى هذا العصر...

[جنه الماوى: ص 133 (ط دار الاضواء بيروت). و نقلنا و فيات الشعراء من تعليقته و من بعض كتب التراجم.]

ثم استبعد ان تصل يد الاجنبى الى بدن الصديقه عليهاالسلام و وجهها (اى من دون الثياب و الستر).

السيد محمد على القاضى الطباطبائى

(332) قال فى التعليقه- بعد تصديق استاذه كاشف الغطاء فى هذه الاستبعاد و ان مراده نفى ذلك لا الضرب من وراء الرداء- : كيف و قد طفحت و استفاضت كتب الشيعه من صدر الاسلام الى اليوم و اطبقت كلمتهم انها ضربت بعد ابيها حتى كسر ضلعها و اسقطت جنينها و ماتت

و فى عضدها كالدملج

[جنه الماوى: ص 133.]

و قال: كيف يمكن انكار هجوم عمر مع جماعه على بيت فاطمه عليهاالسلام مع وجوده فى كتب جمع كثير من مورخى اهل السنه، و ان لم يستطيعوا ان يكتبوها بالتفصيل اذ يتزلزل به اساس مذهبهم فى موضوع الخلافه... هذه الفاجعه تعد عند الشيعه من المسلمات التاريخيه و ضروريه عند كل شاب و شيب، ذكرها الجميع من الصدر الاول اى الاركان الاربعه (سلمان و ابوذر و المقداد و عمار) و كان وردا على السنتهم و يكون هكذا ابدا، فهم يذكرون- مع الانين و البكاء- نثرا و نظما مظلوميه السيده المظلومه و ضربها بالسياط و الغلاف و ما جرى عليها بين الباب و الجدار

[تعليقه انيس الموحدين للمولى مهدى النراقى: ص 229- 232.]

الفقيه العلامه السيد المرعشى النجفى (المتوفى 1411)

(333) قال بعد ذكر مصادر عديده من العامه: الى غير ذلك من كلماتهم الصريحه فى ذلك، مضافا الى ما تواتر عن الائمه من عترته و العلماء من ذريته، فقد اتفقت كلمتهم على ذلك، و اهل البيت ادرى بما فيه و ما حل من المصائب عليهم. فترى الروايات تنادى بعلياء صوتها: انه عليه السلام كان يبكى و يستغيث برسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و يقول: يابن العم! ان القوم استضعفونى... و ذلك بعد ما تجرد (تجره ظ) الطغاه بجعل الحبل او نجاد السيف فى عنقه الشريف و كانوا يجرونه الى المسجد ليبايع المتقمص الاول...

[تعليقه احقاق الحق: 368:2.]

هاشم المعروف الحسنى

(334) قال: و فى روايه: انهم لما ارادوا الدخول الى بيتها و اخراج على منه، ارادت ان تحول بينهم و بين ذلك ضربها قنفذ على وجهها و اصاب عينها

[سيره الائمه الاثنى عشر: 145:1.]

مجدالدين الحسينى المويدى الزيدى

(335) قال: سئل زيد بن على عن فاطمه عليهاالسلام: كيف كان حالها مع القوم بعد ابيها صلى الله عليه و آله و سلم؟ فاجاب: اما سمعت قول الذى عبر عما فى نفسها بقوله:

  • غداه تنادى يا بتا ما تمزقت و حتى ارتكبنا بالمذله و الاذى- و ليس للاحرار على الذل من صبر

  • ثيابك حتى ازمع القوم بالغدر و ليس للاحرار على الذل من صبر و ليس للاحرار على الذل من صبر

[لوامع الانوار: 79:2.

من لم نعرف تاريخه

احمد بن على بن حسن بن محمد بن اسماعيل الكفعمى الجباعى

(336) قال: و بعثه عمر الى بيت فاطمه عليهاالسلام فضربها على بطنها و اسقطت بمحسن و اضرم النار ليحرق عليهم البيت و فيه فاطمه و على عليهم السلام و جماعه من بنى هاشم و اخرج عليا عليه السلام بحمايل سيفه يقاد، روته الشيعه ورواه البلاذرى و غيره، و يويده قوله عند موته: ليتنى تركت بيت فاطمه عليهاالسلام لم اكشفه

[معارج الافهام فى علم الكلام: ص 82.]

و قال بعض علمائنا:

(337) و من اولادها المحسن عليه السلام، كان له سته اشهر فاسقط بسبب ضرب عمر

[نسخه خطبه سميت بتاريخ المعصومين عليه السلام، مجهول مولفه و كذا تاريخ تاليفه، راجع مكتبه الاستانه للسيده فاطمه المعصومه عليهاالسلام، المخطوطات، رقم 2 عن ذكر السيد فاطمه عليهاالسلام.]

(338) و قال فى موضع آخر: قاتلها عمر بن الخطاب اذ دفع الباب على بطنها، فاسقط المحسن عليه السلام، و ضربها مولاه قنفذ بالسياط و كسر يدها فاثرت فى جسمها الشريف و توفيت لذلك

[المصدر.]

(339) و قال فى موضع آخر: فى كتاب انفاس الجواهر: كان على عليه السلام و العباس فى بيت فاطمه عليهاالسلام، فقال ابوبكر لعمر: ان ابيا عن المجى ء للبيعه قاتلوهما، فجاووا بالنار فاضرموها على الباب، فقالت فاطمه عليهاالسلام: يابن الخطاب! اجئت لتحرق ابناى؟ قال: بلى

[المصدر، عند ذكر مطاعن الخلفاء، الطعن السادس.]

تنبيهان

التنبيه الاول: مصادر مفقوده

اشير الى وجود روايات فيما جرى على اهل البيت عليهم السلام حين الهجوم على البيت فى كتب لم نجدها و لعلها ضاعت و لم تصل الينا و لاباس بالاشاره الى بعضها:

1- كتاب الامامه لابى الحسين احمد بن يحيى البغدادى المعروف بابن الراوندى (المتوفى 298)

يظهر من الخياط (و هو رئيس الخياطيه من المعتزله (المتوفى 300) فى

كتاب الانتصار و القاضى عبدالجبار المعتزلى فى المغنى، انه ذكر فيه ما جرى على اميرالمومنين و فاطمه الزهرا عليهاالسلام. قال الخياط:... و منها كتاب يعرف بكتاب الامامه يطعن فيه على المهاجرين و الانصار...

[الانتصار: ص 33 (ط مصر).]] و الثانى يقول: انما يتعلق بذلك من غرضه الالحاد، كالوراق و ابن الراوندى فلا يتاولون مهما يوردون، ليقع التنفير به،لان غرضهم القدح فى الاسلام!!

[المغنى الجزء المتمم العشرين 1:20:ص 336.]

2- كتاب السقيفه لمحمد بن هارون ابوعيسى الوراق

[قال ابوعلى الجبائى: طلب السلطان اباعيسى الوراق و ابن الرواندى فاما الوراق فسجن حتى مات و اسمه: محمد بن هارون من روس المتكلمين... «مقدمه الانتصار للخياط: ص 22».]

فان النجاشى عد فى كتبه كتاب السقيفه

[راجع النجاشى: ص 372.]، و ظهر من كلام القاضى المتقدم آنفا وجود تلك الاخبار فيه.

3- الاستذكار لما جرى فى سالف الاعصار للمسعودى

فانه يقول فى التنبيه و الاشراف: و تنوزع فى كيفيه بيعته اياه و قد اتينا على ما قيل فى ذلك فى كتاب الاستذكار لما جرى فى سالف الاعصار

[التنبيه و الاشراف: ص 250.]

4- حدائق الاذهان

[او حدائق الازهار، كما رياحين الشريعه: 281:1 ).] للمسعودى

قال بعد الاشاره الى جمع الحطب: و هذا خبر لا يحتمل ذكره هنا وقد اتينا على ذكره فى كتابنا فى مناقب اهل البيت و اخبارهم المترجم بكتاب حدائق الاذهان

[مروج الذهب: 77:3.]