تفسیر آیات الغدیر الثلاث

علی الکورانی العاملی

نسخه متنی -صفحه : 47/ 23
نمايش فراداده

الخليفه عمر المتعصب لقبائل قريش.. يشهد بفسادها

قال الطبري في تاريخه:426:3 :

"عن الحسن البصري قال: كان عمر بن الخطاب قد حجر على أعلام قريش من المهاجرين الخروج في البلدان، إلا بإذنٍ وأجل، فشكوه، فبلغه، فقام فقال: ألا إني قد سننت الإسلام سن البعير، يبدأ فيكون جذعاً، ثم ثنياً ثم رباعياً ثم سديساً، ثم بازلاً، ألا فهل ينتظر بالبازل إلا النقصان. ألا فإن الإسلام قد بزل، ألا وإن قريشا يريدون أن يتخذوا مال الله مغوياتٍ دون عباده ألا فأما وابن الخطاب حيٌّ فلا، إني قائمٌ دون شعب الحرة، آخذٌ بحلاقيم قريش وحجزها أن يتهافتوا في النار!". انتهى. ورواه في كنز العمال:75:13 وفي تاريخ المدينة لابن شبة:779:2 وفيه: "ألا وإني آخذ بحلاقيم قريش عند باب الحرة أن يخرجوا على أمة محمد فيكفروهم" انتهى. ونحوه في:401:2 .

وهذا الموقف من عمر يتضمن عدة أمور، نكتفي بالإشارة إليها: فهو أولاً، كلام زعيمٍ لايشك أحد في ولائه لقريش، لأنه حمل راية قريش وأحقيتها بخلافة النبي صلى الله عليه وآله في مقابل نبيها، ثم في مقابل الأنصار وبني هاشم! وخاض صراعاتٍ شديدة، حتى خلص الخلافة من عترة النبي صلى الله عليه وآله ومن الأنصار وقدمها على طبق إلى قبائل قريش! وسماه زعماؤها: ضمير قريش!

وهو ثانياً، شهادةٌ منه بحق المهاجرين القرشيين بأنهم أناسٌ مضلون، يجب أن يحبسوا في المدينة حتى لايضلوا المسلمين ويخرجوهم من الإسلام!!

وهذا الشهادة من عمر في القرشيين المسلمين، تؤكد شهادة النبي صلى الله عليه وآله بأنهم لاينتهون عن عدائهم للاسلام إلا تحت سيف علي؟!

وهو ثالثاً، يتضمن تصوراً لانتهاء الإسلام في مدة قليلة، وكأن الإسلام دورة سياسية تمر على الجزيرة والمناطق التي امتد إليها.. ثم تنتهي!

وقد ثبت عن الخليفة عمر أنه كان يرى أنه سوف لاتمر سنين طويلة حتى تأخذ الأمم الأخرى مناطق المسلمين بما فيها مكة، ويهجرها أهلها وتخرب!!

ويظهر أن كعب الأحبار الذي سيطر على قلب عمر استطاع أن يقنعه بهذا الرأي..! وهو بحثٌ مهم، لكنه خارجٌ عن موضوعنا.