علي أمير المؤمنين عليه السلام فهو المنتجب بالوصية المنتخب من الطينة الزكية الحاكم بالسوية العادل في القضية، العالي البنية إمام سائر البرية، بعل فاطمة الرضية، والد العترة الزكية، ليث الحروب ومفرّج الكروب، الذي لم يفرّ من معركة قط، ولا ضرب بسيفه إلّا قط، ولا لقي كتيبة إلّا انهزمت ولم يقاتل تحت راية إلّا غلبت، ولم يفلت من بأسه بطل ولا ضرب بحسامه شجاعاً إلّا قتل، ولم يرافق سرية إلّا كان النصر معها، ولم يلق جحفلاً إلّا ولّوا مدبرين وانقلبوا صاغرين، وكانت وثبته إلى عمرو أربعين ذراعاً ورجوعه إلى خلف عشرين ذراعاً، وضرب الكافر يوم أُحد فقطعه وجواده نصفين ثم حمل على سبعة عشر كتيبة جمعها سبعون ألفاً ففرّقها، وبدّد شملها ومزّقها، حتى تحيّر الفريقان من بأسه وتعجّبت الأملاك من حملاته، وهذه خواص إلهية وآيات ربّانية، الليث الباسل والبطل الجلاجل، والهزبر المنازل والخطب النازل، والقسورة الذي ليس له منازل، ولايته فريضة واتباعه فضيلة، ومحبّته إلى اللَّه وسيلة، ومن أحبّه في حياته وبعد وفاته كتب اللَّه له من الأمن والإيمان ما طلعت عليه الشمس وغربت. وها أنا أقول:
أعيان الشيعة: 468 / 6.