فهناك يدهش عند سماع هذا وينكره، ومن جهل شيئاً أنكره، وكذا من عرف أن نسبة السَّموَات والأرض والأفلاك في عظمة صاحب: لولاك، نسبة لا شي ء إلى شي ء لأن الجزء لا يقاوم الكل وإن كثر، وإن الخلق لا يقابل الخالق وإن عظم، فإن خالقه أعظم، فالنبي الذي به ولأجله تكوّنت الأشياء، ولولاه لما كانت ؛ هو أعظم منها، ونسبة الشمس والقمر والنجوم إلى جلال جمال أوّل ما خلق اللَّه نوري لليل إلى الفجر، ونسبة السهى إلى نور البدر، لأنه هو النور الذي قهر غواسق العدم، وأضاءت به حنادس الظلم، وإن ما في أيدي الناس من أسرار آل محمد عليهم السلام ومعرفتهم بالنسبة إلى ما خفي عليهم، كنسبة اللَّه إلى خلقه وكيف ينسب الخلق إلى خالقهم والمماليك إلى مالكهم، وكيف يعرفون عظمة ربّهم، أو يقدرونها على قدر عقولهم.
وعظمة الولي من عظمة النبي صلى الله عليه و آله و سلم، وعظمة النبي من عظمة الربّ العلي، لأنّه آية اللَّه وآية النبي، وكلمة اللَّه وكلمة النبي، ونائب وحي اللَّه ووارث النبي، وبه يتم توحيد اللَّه ودين النبي، وبيان هذا الشأن العظيم أنه أخذ له العهد على الأرواح، وجعل له الولاية المطلقة من الأزل، ولم تزل.
عالم آل محمد عليهم السلام قبل الخلق / عالم الانوار
وإليه الإشارة بقوله: 'كنت نبيّاً وآدم بين الماء والطين ولا ماء ولا طين
كنز العمال: 426 / 12 ح3558، وفضائل ابن شاذان: 34، والفردوس: 284 / 3 ح4854.