ومعناها أنه لا إله في الوجود الواجب حي موجود لذاته قادر عالم مستحق للعبادة إلّا اللَّه، ثم إن أعداد حروفها يتضمّن اسم علي ظاهراً وباطناً، ومعناه: اللَّه لا إله إلّا اللَّه، علي سرّه الخفي، وأمينه الولي، ونوره المشهور في السَّموَات والأرض.
وعلى هذا يحمل حديث النبي الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم:' بعث علي مع كل نبي سراً وبعث معي جهراً' "شرح دعاء الجوشن:104، وجامع الأسرار:401 - 382 ح 804 - 763، والمراقبات:259 ". .
*مبلغ أسرار علي وآله عليهم السلام
وروي بلفظ:' يا علي إن اللَّه تعالى قال لي:يا محمد بعثت علياً مع الأنبياء باطناً ومعك ظاهراً'، ثم قال صاحب كتاب القدسيات:وصرح بهذا المعنى في قوله:أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي ؛ ليعلموا ان باب النبوة قد ختم وباب الولاية قد فتح "الأنوار النعمانية:30 / 1 ".
أقول:يوجه كلام صاحب كتاب القدسيات:أن باب الولاية كان موجوداً مع كل نبي سراً، إلّا أنه لم يفتح ظاهراً، فكان الأنبياء جميعاً يستفيدون من هذا السرّ الولائي إلى أن وصل إلى النبي الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم فظهر هذا السرّ إلى العلن .
*ويؤيد ذلك:
- ما روي عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال:' فنحن السنام الأعظم وفينا النبوة والولاية والكرم، ونحن منار الهدى والعروة الوثقى، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون آثارنا ' "بحار الأنوار:264 / 26 باب جوامع مناقبهم ح 49، ومشارق أنوار اليقين:49 ". .
فهذا صريح في أن أنوار محمد وآل محمد عليهم السلام كانت مع كل نبي سرّاً، والكون ليس لمجرده بل ليستفيدوا منه، ويقتفون آثاره وآثار آل محمد التي لا يعرف تفسيرها إلّا هم، وإلّا كيف يكون للنور السرّي مع كل نبي أثراً يقتفى ويهتدى به ؟!
- وما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام لمن سأله عن فضله على الأنبياء الذين أعطوا من الفضل الواسع والعناية الإلهية قال: ' واللَّه قد كنت مع إبراهيم في النار ؛ وأنا الذي جعلتها برداً وسلاماً، وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق، وكنت مع موسى فعلّمته التوراة، وأنطقت عيسى في المهد وعلمته الإنجيل، وكنت مع يوسف في الجبّ فأنجيته من كيد أخوته، وكنت مع سليمان على البساط وسخرت له الرياح ' "الأنوار النعمانية:31 / 1 " .
وروى ابن الجوزي والقاضي عياض قول العباس يمدح النبي صلى الله عليه و آله و سلم:
وردت نار الخليل مكتتما
تجول فيها ولست تحترق
"الوفا بأحوال المصطفى:28 الباب الثاني - ح 9، وينابيع المودة:14 - 13".
يا بَرْدَ نار الخليل يا سَبَباً
لعصمة النار وهي تَحْتَرقُ
"الشفا بتعريف حقوق المصطفى:168 - 167 / 1 الباب الثالث".
- وقال القسطلاني في المواهب:
سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد
هذا النعيم هو المقيم إلى الأبد
روح الوجود حياة من هو واجد
لولاه ما تمّ الوجود لمن وجد
عيسى وآدم والصدور جميعهم
هم أعين هو نورها لما ورد
لو أبصر الشيطان طلعة نوره
في وجه آدم كان أول من سجد
أو لو رأى النمرود نور جماله
عبد الجليل مع الخليل ولا عند
لكن جمال اللَّه جل فلا يُرى
إلّا بتخصيص من اللَّه الصمد
"المواهب اللدنية بالمنح المحمدية:44 / 1 ".
- وقال الشيخ محمد حسين الأصفهاني:
طأطأ كل الأنبياء لطاها
ذلك عِزٌّ عَزَّ أن يضاهى
تقبلت تربة آدم الصفي
بيمنه أكرم به من خلف
وسجدة الأملاك لا لغرته
بل نور ياسين بدا في غرته
به نُجّي نوح من الطوفان
بمرسلات اللطف والإحسان
" الأنوار القدسية:20 " .
- وقال الصفوري:لما ألقي ابراهيم في النار كان نور محمد صلى الله عليه و آله و سلم في جنبه، وعند الذبح كان النور قد انتقل إلى إسماعيل. "نزهة المجالس:245 / 2".
- ما روي أن الإمام الصادق عليه السلام هو الذي أبطل سحر موسى عليه السلام "الاختصاص:247. ".
- ما عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام:
' قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية، ونورنا سبع طبقات أعلام الورى بالهداية، فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعناء العدى، فينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الآجل ... فالكليم لبس حلّة الاصطفاء لما شاهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة ... وهذا الكتاب ذرة من جبل الرحمة وقطرة من بحر الحكمة ' "المراقبات:245".
- ما روي في معنى قوله صلى الله عليه و آله و سلم ' اللَّه المعطي وأنا القاسم ':جميع ما يخرج من الخزائن الإلهية دنيا وأخرى إنما يخرج على يديه "شرح الشمائل:246 / 2".
- وحديث أمير المؤمنين عليه السلام:' أنا آدم الأول أنا نوح الأول ' "الإنسان الكامل:168".
- وقال الشعراوي قلت:' وبذلك قال سيدي على الخواص سمعته يقول:إن نوحاً عليه السلام أبقى من السفينة لوحاً على اسم علي بن أبي طالب رفع عليه إلى السماء فلم يزل محفوظاً من الغرق حتى رفع عليه ' "الفتوحات الأحمدية لسليمان الجمل:93".
- وقال رسول البشرية صلى الله عليه و آله و سلم:' أنا محمد النبي الأمي لا نبي بعدي، أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، وعَلَّمْتُ خزنة النار وحملة العرش ' "الشفا بتعريف حقوق المصطفى:170 / 1 الباب الثالث - الفصل الأول".