مشارق أنوار الیقین فی أسرار أمیرالمؤمنین

رجب بن محمد حافظ البرسی

نسخه متنی -صفحه : 889/ 596
نمايش فراداده

فالرجعة لهم، ويوم القيامة لهم، ويوم القائم لهم، وحكمه إليهم، ومعول المؤمنين فيه عليهم.

وقوله الذين:'يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ'، قال: الصلاة بالحقيقة حب علي، إن الصلاة هي الصلة باللَّه، ولا صلة للعبد بعفو الرب ورحمته وجواره إلّا بحب علي، فمن أقام حب علي فقد أقام الصلاة، وكل صلاة غيرها من المكتوبة المشروعة إذا لم يكن معها الولاية فهي مجاز، لا بل ضلال ووبال، لأنه قد عبد اللَّه بغير ما أمر، فهو ضال في سلوكه، عاصٍ في طاعته، معاقب في عبادته.

قوله: 'وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ'، قال: الإنفاق الواجب الذي تحيى فيه النفوس، وتنجو به الأرواح والأجساد من العذاب الأليم، وهو معرفة آل محمد، وكل إنفاق غير هذا فهو مجاز، وإن كان واجب الانفاق، وما أفعل بإنفاق يقوى به النفاق؟

قوله: 'وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ '، يعني في حق علي، لأنهم إن لم يؤمنوا بما أنزل في حق علي فليس إيمانهم بغيره إيماناً، وإن قيل إيمان فهو مجاز لا ينفع.. وإليه الإشارة بقوله: 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا'

النساء: 136.