ثمّ سمّى أكثر الناس معرضين عن ولايته، فقال تعالى: 'فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ'.
[فصّلت: 4.
انظر تأويل الآيات: 520.]
ثمّ خاطب من كفر بولايته، فقال: 'فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابَاً شَدِيدَاً'.
[فصّلت: 27.
انظر تأويل الآيات: 522.]
ثمّ ذكر عن أعدائه أنّهم يوم القيامة يطلبون من أضلّهم عن ولايته ليكونا تحت أقدامهم من حرّ النار، فقال: 'وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ'.
[فصّلت: 29.] قال ابن عبّاس: هم الجبت والطاغوت.
[انظر رواية هذا المعنى عن الباقر والصادق عليهما السلام في الكافي 334: 8/ الحديثين 524 - 523، وكامل الزيارات: 551/ الباب 108 - آخر الحديث 12، وتفسير القمي 265: 2.]
ثمّ جعل من والاه تتنزّل عليهم الملائكة، |فقال تعالى: 'تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ|
[من عندنا.] أَلَّا تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا'،
[فصّلت: 30.
انظر أنّ الشيعة هم الذين قالوا ربّنا أللَّه ثمّ استقاموا الذين تتنزّل عليهم الملائكة، في تفسير القمي 265: 2، والكافي 172: 1/ الحديث 2، ومختصر بصائر الدرجات: 274، وبصائر الدرجات: 544/، الباب 20 - الحديث 22، وتأويل الآيات: 524، ومناقب ابن شهرآشوب 357: 4.] قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: لا يزال المؤمن خائفاً في الدنيا إلى وقت خروج روحه، فيأتيه ملك الموت فيراه مغموماً لفراق ماله وأولاده، فيقول له ملك الموت: مالك تتجرّع غصصك؟ فيقول: لفقد عيالي ومالي، فيقول له: وهل يجزع عاقل لفقدهم وفقد درهم
[في 'ج': عاقل لفقد درهم.] يعتاض به ألف ألف؟ فيقول: لا، فيقول له ملك الموت: انظر، فيرى محمّداً وعليّاً والطيّبين من آله، فيقول: أما ترى مواليك وساداتك؟ فما ترضى بهم بدلاً ممّا تفارقه؟ فيقول: بلى.
[انظر الرواية في تفسير الإمام العسكري: 240 - 239/ الحديث 117.]
ثمّ جعل حبّه الحسنة وعداوته السيّئة، |فقال تعالى: 'وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ الْسَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ'|،
[فصّلت: 34.]
[من عندنا بمقتضى المعنى ونسق الكتاب.] قال ابن عبّاس: الحسنة هُمْ، والسيّئة أعداؤهم.
[انظر قول ابن عبّاس أنّ الحسنة هي المودّة لآل محمّد، في شواهد التنزيل 215 - 212: 2 عند تفسير الآية 23 من سورة الشورى، ومناقب ابن شهرآشوب 229: 3.] قال أبو جعفر عليه السلام: نحن الحسنة والسيّئة بنو أميّة،
[تأويل الآيات: 526، عن الإمام الكاظم عليه السلام.] وقيل: الحسنة التقيّة والسيّئة الإذاعة، فإذا قام القائم
[ليست في 'ج'.] سقطت التقيّة.
[تأويل الآيات: 526، والكافي 173: 2/ الحديث 6، والمحاسن: 257/ الحديث 297، والاختصاص: 25.]
ثمّ إنّه سبحانه أخبر في سورة 'حم' عن أسرار عليّ عليه السلام، فقال الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس، قال: إنّ 'حم'
[الشورى: 1.] اسم من أسماء اللَّه تعالى، و'عسق'
[الشورى: 2.] علم عليّ على تفسير كلّ جماعة واتّفاق كلّ فرقة.
[كذا في النسختين، والذي في تأويل الآيات هو 'علم علي بفسق كلّ جماعة ونفاق كلّ فرقة'. تأويل الآيات: 528، عن الكلبي عن ابن عبّاس. وقارن بما في المشارق: 221.] وقيل: حم |حميم|، وعين: عذاب، وسين: سنين كسنين يوسف، وقاف: قذف وخسف
[في النسختين: وفسخ. والمثبت عن المصدر.] ومسخ يكون في آخر الزمان في السفياني وأصحابه وناس من بني كلب يخرجون |معه| عند قيام القائم.
[الرواية في تأويل الآيات: 528 عن الباقر عليه السلام. ومابين المعقوفتين عن المصدر.]
قال ابن عبّاس: لمّا نزلت 'قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى'
[الشورى: 23.] قال المنافقون: ما كفى محمّداً أنّه قهرنا عشرين سنة حتّى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا، ولئن مات أو قتل لننزعنّها من أهل بيته ولا نعيدها فيهم أبداً.
[الكافي 379: 8/ ضمن الحديث 574.] وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: إنّي شافع يوم القيامة لأصناف ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ديني، ورجل بذل ماله لذرّيّتي عند المضيق، ورجل نصر ذرّيّتي بالقلب واللسان، ورجل سعى في حوائجهم إذا طردوا وشردوا.
[روي ذلك عن الصادق عليه السلام عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وفيه 'إني شافع لأربعة أصناف... رجل نصر ذريّتي... ورجل أحبّ ذريّتي باللسان والقلب'. انظره في الكافي 60: 4/ الحديث 9، ومن لا يحضره الفقيه 65: 2/ الباب 106 - الحديث 2، والتهذيب 111: 4/ الباب 29 - الحديث 57.]
ثمّ وعد القائم من ذرّيّته بالنصر، فقال: 'وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ'،
[الشورى: 41.] قال ابن عبّاس: القائم إذا قام ينتصر من بني أميّة ومن المكذّبين والنصّاب.
[النصّ عن الباقر عليه السلام في تأويل الآيات: 534، وتفسير القمي 278: 2.]
وقال رسول اللَّه في حجّة الوداع: لَتَرتَدُّنَّ
[في 'أ': لتردون.] بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم اللَّه لئن فعلتموها لتعرفنّي في كتيبة بيضاء وأضربكم بالسيف أنا وعليّ بن أبي طالب، فنزل جبرئيل فقال: قل إن شاء اللَّه.
[انظر أمالي الطوسي: 363/ المجلس 13 - الحديث 11، و503/ المجلس 18 - الحديثين 8 و9، ومناقب ابن شهرآشوب 253: 3، والعمدة: 48 و353، والطرائف: 142 عن ابن المغازلي.]
وقال الكلبي: ما اتّخذ النبي عليّاً أخاً إلّا لرفعته على الكلّ، ومساواته له في الشرف والفضل إلّا النبوّة.
[لم نعثر على نصّ الكلبي.
وفي الكافي 533: 1/ الحديث 13 حديث فيه أنّ عليّاً عليه السلام أرى أبابكر النبي صلى الله عليه وآله، فقال له |النبي صلى الله عليه وآله|: يا أبابكر آمن بعلي وبأحد عشر من ولده، إنّهم مثلي إلّا النبوّة وتب إلى اللَّه ممّا في يدك.
وفي كفاية الأثر: 259 بسنده عن الصادق عليه السلام في حديث قال فيه: وأدنى معرفة الإمام أنّه عِدْل النبي صلى الله عليه وآله إلّا درجة النبوّة.
وفي تأويل الآيات 555: 2/ الحديث 10 قول الراوي: ثمّ قرأ عليه السلام 'بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هَارونَ' وأنا من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى إلّا النبوّة...]
وقال له
[ليست في 'أ'.] رسول اللَّه صلى الله عليه وآله: أنا رسول اللَّه المبلّغ وأنت وجه اللَّه المؤتمّ به، فلا مثل لي إلّا أنت، ولا مثل لك إلّا أنا.
[تأويل الآيات: 549 عن المفضل بن محمّد المهلّبي بسنده عن الكاظم عليه السلام، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله...]