دعوة ابراهیم و إسماعیل عند رفع القواعد من البیت

السید سامی البدری

نسخه متنی -صفحه : 10/ 6
نمايش فراداده

الآية الثالثة

قال تعالى : { ألم تر إلى الذين يزكّون أنفسهم بل الله يزكّي من يشاء ولا يظلمون فتيلا * أُنظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبيناً * ألم تر إلى الذين أُتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً * أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً * أم لهم نصيب من الملك فإذاً لا يُؤتون الناس نقيراً * أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكاً عظيماً * فمنهم من آمن به ومنهم من صدَّ عنه وكفى بجهنم سعيراً * إنّ الذين كفروا بآياتنا سوف نُصليهم ناراً كلما نضِجت جلودهم بدّلناهم جلوداً غيرها ليذقوا العذاب إنّ الله كان عزيزاً حكيماً * والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلاً ظليلاً * إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إنّ الله نعمّا يعظكم به إنّ الله كان سميعاً بصيراً * يا أَيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً * أَلم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أُمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلّهم ضلالاً بعيداً * وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدّون عنك صدوداً }49 ـ 61 / 4

قوله تعالى : { يزكّون أنفسهم } أي يثنون عليها ويصفونها بالفضل على الناس وهم اليهود والنصارى كما في قوله تعالى : { وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحبّاؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء . . . }18 / 5 وقريش أيضاً وقد كانت تسمي نفسها (آل الله) و (أهل الله)24 .

قوله تعالى : { بل الله يزكي من يشاء } بإجراء آياته الخارقة على يديه أو بالثناء عليه وتفضيله مباشرة في كتابه أو بواسطة نبيّه.

قوله تعالى : { أم يحسدون الناس } الحسد أن تتمنى زوال نعمة المحسود إليك، وحَسَدَه يحسِدَه ويحسُدُه حَسَداً إذا تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته25 .

قوله تعالى : { آل إبراهيم } هم الأمة المسلمة والنبيّ المبعوث فيهم.

قوله تعالى : { من فضله } الفضل في الآية هو إيتاء الله تعالى آل إبراهيم الكتاب والحكمة والملك العظيم، أي بعثة الرسول إليهم وتعليمهم الكتاب والحكمة ؛ ليؤدوا عنه ويكونوا شهداء على الناس، وفرض ولايتهم وطاعتهم على الناس، أي جعلهم أئمة عليهم.

قوله تعالى : { فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه } أي من الناس المكيين وأهل الكتاب، وغيرهم من آمن بهذا الفضل لآل إبراهيم واتخذهم أئمة هداة، ومنهم من أعرض عنه.

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } أولوا الأمر المقرونة طاعتهم بطاعة الله ورسوله، هم أصحاب الملك العظيم، المذكورون في الآية السابقة، وهم آل إبراهيم الشهداء على الناس بواسطة الرسول(صلى الله عليه وآله) . فآل إبراهيم صنفان :

الأول: النبيّ(صلى الله عليه وآله).

الثاني : شهداؤه على الناس، وهم أولوا الأمر الذين قرنت طاعتهم بطاعة الله تعالى ورسوله.