« قال الحافظ جمال الدين الزرندي ، عقب حديث : مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه :
قال الاِمام الواحدي : هذه الولاية التي أثبتها النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مسؤول عنها يوم القيامة. وروي في قوله تعالى : ( وقفوهم إنّهم مسـؤولون ) أي : عن ولاية عليٍّ وأهل البيت...
قلت : وقوله : (روي في قوله تعالى...) يشير إلى ما أخرجه الديلمي ، عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً ( وقفوهم إنّهم مسؤولون ) عن ولاية عليّ بن أبي طالب..
ويشهد لذلك قوله ـ في بعض الطرق المتقدّمة ـ : والله سائلكم : كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي؟ !
وأخرج أبو الحسن ابن المغازلي...
وسيأتي في الذِكر العاشر حديث : والذي نفسي بيده ، لا يزول قدم عن قدمٍ يوم القيامة حتّى يسأل الله تعالى الرجل عن أربع... » .
الشــواهـد
هـذا ، وإنّ لحديث تفسير الآية المباركة بولاية أمير المؤمنين عليه السلام شواهد كثيرة في الروايات المعتبرة عند الفريقين ، وقد أشار إلى بعضها العلماء في كلماتهم المذكورة ، ونحن نكتفي بالاَحاديث التي أشاروا إليها :
جاء هذا في ألفاظ حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين ، وإنّي أذكر هنا أحد ألفاظ الحديث بصورةٍ كاملة ، ثمّ طائفةً من مصادر وجود هذه الفقرة :
أخرج الحكيم الترمذي : « حدّثنا نصر بن علي ، قال : حدّثنا زيد بن الحسن ، قال : حدّثنا معروف بن خرّبوذ المكّي ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : لمّا صدر رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم من حجّة الوداع خطب فقال :
أيّها الناس ! إنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لن يعمّر نبيّ إلاّ مثل نصف عمر الذي يليه من قبل ، وإنّي أظنّ أن يوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي فرطكم على الحوض ، وإنّي سائلكم حين تردون علَيَّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الاَكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا ولا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّي قد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا علَيَّ الحوض » .
ويوجد هذا اللفظ ـ في « حديث الثقلين » ـ في كثير من المصادر ، منها :
المعجم الكبير 3|180.
حلية الاَولياء 1|355 ، 9|64.
تاريخ دمشـق ـ ترجمة أمير المؤمنين ـ 1|45.
مجمع الزوائد 9|165.
تاريخ ابن كثير 7|348.
السـيرة الحلبية 3|301.
الصـواعق المحرقة : 25.
فرائد السـمطين 2|274.
نظم درر السـمطين : 231.
الفصـول المهمّة : 23.
وهذا الحديث من أهمّ الاَحاديث وأصـحّها ؛ قال الحافظ الهيثمي :
« وعن ابن عبّـاس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآلهج وسلّم : لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتّى يُسأل عن أربع : عن عمره فيمَ أفناه ، وعن جسده فيمَ أبلاه ، وعن ماله فيمَ أنفقه ومن أين اكتسبه ، وعن حبّنا أهل البيت.
رواه الطبراني في الكبير و الاَوسط ، وفيه : حسين بن الحسن الاَشقر ، وهو ضعيف جدّاً ، وقد وثّقه ابن حبّان مع أنّه يشتم السلف.
وعن أبي بـرزة ، قال : قال رسـول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : لا تزول قدما عبـدٍ حتّى يسأل عن أربـعة : عن جسـده فيمَ أبلاه ، وعمره فيمَ أفناه ، ومالـه مـن أين اكتسـبه وفيمَ أنفقه ، وعن حبّـنا أهل البيت. قيل : يا رسول الله ! فما علامة حبّكم؟ فضرب بيده على منكب عليّ رضي الله عنه.
رواه الطبراني في الاَوسـط » .