احتجاج

أبی منصور أحمد بن علی بن أبی طالب الطبرسی

جلد 2 -صفحه : 341/ 56
نمايش فراداده

يبصر، ويبصر بغير الذي يسمع.

قال: فقال: كذبوا وألحدوا، وشبهوا اللهتعالى أنه سميع بصير، يسمع بما به يبصر،ويبصر بما به يسمع.

قال: فقلت: يزعمون أنه بصير على ما يعقله.

قال: فقال: تعالى الله إنما يعقل من كانبصفة المخلوق، وليس الله كذلك.

وروى بعض أصحابنا أن عمرو بن عبيد دخل علىالباقر عليه السلام فقال له:

جعلت فداك! قول الله (ومن يحلل عليه غضبيفقد هوى) ما ذلك الغضب.

قال: العذاب يا عمرو! وإنما يغضب المخلوقالذي يأتيه الشئ فيستفزه، ويغره عن الحالالتي هو بها إلى غيرها، فمن زعم أن اللهيغيره الغضب والرضا، ويزول عن هذا، فقدوصفه بصفة المخلوق.

وعن أبي الجارود (1) قال: قال: أبو جعفر عليهالسلام: إذا حدثتكم بشئ

(1) أبو الجارود: في ج 1 ص 31 من الكنىوالألقاب للشيخ القمي (زياد بن المنذر قالشيخنا صاحب المستدرك في ترجمته فيالخاتمة: وأما أبو الجارود فالكلام فيهطويل، والذي يقتضيه النظر بعد التأمل فيماورد فيما قالوا فيه: أنه كان ثقة في النقلمقبول الرواية، معتمدا في الحديث، إماميافي أوله وزيديا في آخره، ثم أطال الكلام فيحاله إلى أن قال: وفي تقريب ابن حجر: (زيادبن المنذر أبو الجارود الأعمى الكوفيرافضي، كذبه يحيى بن معين من السابعة، ماتبعد الخمسين أي: بعد المائة و (قال) وعندعوات الراوندي عن أبي الجارود قال: قلتلأبي جعفر (ع): أني أمرء ضرير البصر، كبيرالسن، والشقة فيما بيني وبينكم بعيدة،وأنا أريد أمرا أدين الله به، واحتج به،وأتمسك به، وأبلغه من خلفت، قال: (عجببقولي فاستوى جالسا فقال:

كيف قلت يا أبا الجارود رد علي قال فرددتعليه، فقال: نعم يا أبا الجارود، شهادة أنلا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنمحمدا عبده ورسوله صلّى الله عليه وآلهوأقام الصلاة، وإيتاء لزكاة وصوم شهررمضان، وحج البيت، وولاية ولينا، وعداوةعدونا، والتسليم لأمرنا، وانتظار قائمنا،والورع، والاجتهاد.