إلهیات علی هدی الکتاب و السّنة و العقل

حسن محمد مکی العاملی

جلد 2 -صفحه : 400/ 27
نمايش فراداده

التوحيد في الذات (2)

أحد: بسيط لا جزء له خارجاً ولا ذهناً

قد عرفت أن التوحيد الذاتي يفسر بمعنيين:الأول: إِنَّه واحد لا مثل له، والثاني:إنه أحد لا جزء له، ويعبر عن الأولبالتوحيد الواحدي وعن الثاني بالتوحيدالأحدي، وقد عرفت دلائل التوحيد بالمعنىالأول، وإليك البحث في المعنى الثانيفنقول:

التركيب يتصور على قسمين:

الأوّل: التركيب الخارجي، كتركيب الشَّيءمن أجزاء خارجيَّة، من عناصر مختلفةكالعناصر المعدنية والمركبات الكيميائية.وهذا القسم من التركيب مستحيل عليهسبحانه، لأن الشيء المركب من مجموعةأجزاء، محتاج في وجوده إليها، والمحتاجإلى غيره معلول له ولا يوصف بوجوب الوجودوالألوهية، هذا.

مضافاً إلى أنّ الأجزاء المؤلَّفة للذاتالإِلهية، إما أنْ تكون «واجبة الوجود»فيعود إلى تعدد الآلهة وتكثر واجب الوجود،وقد فرغنا عن امتناعه أو تكون ممكنةالوجود، وفي هذه الصورة تكون نفس تلكالأجزاء محتاجة إلى غيرها، ويكون معنى هذاأنَّ ما فرضناه «إلهاً واجب الوجود» معلول