شفاعة حقیقة إسلامیة

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 68/ 11
نمايش فراداده

القيامة لاَنّهم كما يقول القرآن قد (خسروا أنفسهم) فإنّها توضح من جهة أُخرى حقيقة وجود الشفاعة بحيثُ يطلبها هؤلاء فلا ينالونها أبداً.

أو قوله تعالى: (لا يَمْلِكُون الشَّفَاعَةَ إلاّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الَّرَحمَن عَهْدَاً) (1).

أو قوله عزّ شأنه: (يومئذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إلاّ مَنْ أذِنَ لَهُ الرَّحمنُ وَرَضِي لَهُ قولاً) (2).

وكقوله تعالى: (ولا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إلاّ مَنْ شَهدَ بالحَقِّ وَهُم يَعْلَمُونَ) (3).

وهذهِ الآيات الشريفة وغيرها كثير تصرّح بوجود الشفاعة يوم القيامة، غاية الاَمر أنّ القرآن الكريم يصف الشفعاء بعدّة صفات، فمنهم (مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحمن عَهْدَاً) ومنهم (مَنْ أذِنَ لَهُ الرَّحمنُ) ومنهم (مَنْ شَهِدَ بالحَقِّ وهُمْ يَعْلَمُونَ) وأصحاب هذه الصفات الثلاثة وغيرها قد أعطاهم الله سبحانه وتعالى المنزلة العالية التي تجعلهم قادرين على أن يشفعوا فيمن يرتضي الرحمن شفاعتهم فيهم.

وخلاصة القول هي أنّ الشفاعة موجودة بصريح القرآن وغاية الاَمر هي محدودة بحدود في طرف الشفعاء وفي طرف المشفع فيهم، وأنّها لا تنال قسماً من النّاس.

ولتيسير الاَمر على القارىء الكريم نحيله إلى مطالعة الآيات القرآنية

(1) مريم 19: 87.

(2) طه 20: 109.

(3) الزخرف 43: 86.