شفاعة حقیقة إسلامیة

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 68/ 39
نمايش فراداده

يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُم يَعلَمُون) (1).

فالآية القرآنية هنا تتحدث عن صنفٍ من الناس حددت طبيعة سلوكهم ولم تعيّن أشخاصهم.. كما أنّها لم تحدد نوع الفاحشة أو الظُلم.. ولكنها تشير إلى أنّهم بعد ارتكابهم الظلم والفاحشة يذكرون الله ويستغفرون لذنوبهم وأنّهم لا يُصرّون عليها.. هؤلاء الناس يغفر الله ذنوبهم، ولولا الاستغفار لما نالوا هذا الوعد الاِلهي بغفران ذنوبهم.

وإلى ذلك يشير الحديث الشريف، فعن علي بن ابراهيم، عن محمد ابن عيسى، عن يونس، عن عبدالله بن سنان، قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل يرتكبُ الكبيرة من الكبائر فيموت هل يُخرجه ذلك من الاِسلام ؟ وإن عُذّب كان عذابه كعذاب المشركين، أم له مُدّة وانقطاع ؟ فقال عليه السلام: «من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنّها حلال أخرجه ذلك من الاِسلام وعذّب أشدّ العذاب، وإن كان مُعترفاً أنّه أذنب ومات عليه ـ أي مصرّاً على الذنب ـ أخرجه من الاِيمان ولم يخرجه من الاِسلام وكان عذابه أهون من عذاب الاَول» (2).

الاِشكال الخامس وجوابه

الاِشكال الخامس

إنّ العقل قد يحكم بإمكانية وقوع الشفاعة بالاِفادة من آيات القرآن الكريم، ولكنه لا يستطيع أن يحكم بفعلية وقوعها خصوصاً وأنّ في القرآن ما ينفي الشفاعة مطلقاً كقوله تعالى: (.. لا بيعٌ فيه ولا خلّة ولا

(1) آل عمران 3: 135.

(2) اُصول الكافي 2: 285 | 23 كتاب الايمان والكفر باب الكبائر.