شیخ نصیر الدین الطوسی و سقوط بغداد

السید علی میلانی

نسخه متنی -صفحه : 34/ 18
نمايش فراداده

لنفسه، وعاد إلى الخليفة المستعصم وقال: إنّ هولاكو يبقيك في الخلافة كما فعل بسلطان الروم، فخرج إليه المستعصم في جمع من أكابر أصحابه، وأنزل في خيمته، ثمّ استدعى الوزير الفقهاء والاماثل، فاجتمع هناك جميع سادات بغداد والمدرّسون، وكان منهم محي الدين ابن الجوزي وأولاده، وكذلك بقي يخرج إلى التتر طائفة بعد طائفة، فلمّا تكاملوا قتلهم التتر عن آخرهم، ثمّ مدّوا الجسر وعدا باجو ومن معه، وبذلوا السيف في بغداد، وهجموا على دار الخلافة وقتلوا كلّ من كان فيها من الاشراف، ولم يسلم إلاّ من كان صغيراً، فأُخذ أسيراً، ودام القتل والنهب في بغداد نحو أربعين يوماً، ثمّ نودي بالامان.

أمّا الخليفة فإنّهم قتلوه، ولم يقع الاطّلاع على كيفيّة قتله، فقيل خنق، وقيل وضع في عدل ورفسوه حتّى مات، وقيل غرق في دجلة، والله أعلم بحقيقة ذلك، وكان المستعصم ضعيف الرأي، قد غلب عليه أُمراء دولته لسوء تدبيره، وهو آخر الخلفاء العبّاسيّين(1) .

ولا ذكر لخواجه نصير الدين الطوسي أبداً، وأمّا ما ذكر عن ابن

(1) المختصر في أحوال البشر 3/193 ـ 194.