صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم

علی بن یونس النباطی البیاضی؛ تحقیق: محمد الباقر البهبودی

جلد 1 -صفحه : 355/ 45
نمايش فراداده

وقد ورد جملة مقنعة من الأحاديث تنفي نسبةأفعالنا إليه تعالى كما اعتقده الأخابيث.

روى عبد الله بن شداد أنه صلّى الله عليهوآله كان يقول: (اللهم رضا بقضائك وبرك ليفي قدرك) والنبي صلّى الله عليه وآله لايرضى بالكفر والظلم.

وقال صلّى الله عليه وآله: (سيكون في آخرهذه الأمة قوم يعملون بالمعاصي ثم يقولونهي من الله قضاءا وقدرا، فإذا لقيتموهمفأعلموهم أني برئ منهم) ونحوه عن جابر عنالنبي صلّى الله عليه وآله وزاد فيه:(الراد عليهم كالشاهر سيفه في سبيل الله).

وقال له رجل: متى يرحم الله العباد ومتىيعذبهم؟ فقال: (يرحمهم إذا عملوا المعاصيفقالوا هي منا ويعذبهم إذا قالوا هي منالله قضاءا وقدرا).

وقد نقل ابن حنبل وجميع الحشوية ومعظمالعامة أن عمر بن الخطاب أتى بسارق فقالله: ما حملك عليه؟ فقال: قضاء الله وقدره.فضربه ثلاثين سوطا ثم قطعه، وقال له:(قطعتك بسرقتك وضربتك السياط بكذبك علىالله).

ولو لم يكن إلا الخبر المتلقى من الأمةبالقبول لكفى وهو ما رواه شداد بن أوس قال:سمعت النبي صلّى الله عليه وآله يقول: منقال حين يصبح أو يمسي: (اللهم أنت ربي لاإله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا علىعهدك ووعدك ما استطعت يا رقيب أعوذ بك منشر ما صنعت وأقر لك بالنعمة وعلى نفسيبالذنب فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلاأنت).

قالوا: الله قادر على المنع من المعصيةولم يفعل فهو مريد لها.

قلنا: منه يؤدي إلى الالجاء المنافيللتكليف بالانزجار عنها.

قالوا: الظلم تصرف في مال الغير واللهمالك الكل فلم يقبح منه تعذيب بغير موجب.

قلنا: نمنع انحصار الظلم في ذلك فإن من قتلعبده لا لحدث فعله ذمه كل عاقل وظلمه.