صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم

علی بن یونس النباطی البیاضی؛ تحقیق: محمد الباقر البهبودی

جلد 2 -صفحه : 311/ 270
نمايش فراداده

الطاهر، قلنا: فأين سرير ملكه؟ قالوا:بالمدينة الزاهرة فدخلنا عليه، فإذا رجلعليه عباءة وتحته عباءة فأخذ منا الجزيةوكان معنا مسلمون، فناظرهم فقال:

أنتم خوارج ولستم مسلمين وتحل أموالكم،فسألوه الحمل إلى سلطانه، فأجابهم فأخذوادليلا عارفا، قال: وخرجنا معهم في البحرثلاثة عشر يوما بلياليها، فأقبلنا علىجزيرة ومدينة مليحة كثيرة الماء، طيبةالهواء، ترعى النعاج مع السباع و أهلهاعلى أحسن قاعدة في ديانتهم وأمانتهم، ليسفيهم لغو ولا تساب ولا نميمة، ولا اغتياب.

فدخلنا على سلطانهم فإذا هو في قبة من قصبفلما أذن المؤذن اجتمعوا إليه في أسرع وقتفصلى بهم وانصرف، فما رأت عيني أخضع للهمنه، ولا ألين جانبا للرعية، ثم التفتإلينا وخاطبنا، وكان معنا رجل يعرفبالمقري الشافعي فقال له: أنت تقولبالقياس؟ قال: نعم، قال: هل تلوت آيةالمباهلة؟ قال: نعم قال: وآية التطهير؟قال: نعم، قال: فهل بلغك أن غير علي وزوجتهوولديه خرج إلى المباهلة؟ ونزلت آيةالتطهير فيه، ولف النبي صلّى الله عليهوآله الكساء عليه؟ أفمن طهره الله يقدرأحد ينجسه؟

ثم بسط لسانا أمضى من السهام، وأقطع منالحسام، فقام الشافعي قائلا عفوا عفواانسب لي نفسك فقال: أنا الطاهر بن محمد بنالحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بنجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بنأبي طالب الذي أنزل الله فيه (وكل شئأحصيناه في إمام مبين(1)) وأنزل في حقنا(ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم(2)) فبكىالشافعي وآمن به، وحمد الله على انتقالهمن التقليد إلى اليقين وكان معنا رجلمالكي فآمن أيضا.

وأقمنا في تلك المدينة سنة كاملة،وتحققنا أن ملك تلك مسيرة شهرين براوبحرا، وأن بعدها مدينة اسمها الرائقة،سلطانها القاسم ابن صاحب الأمر، و

(1) يس: 12.

(2) آل عمران: 34.