صراط المستقیم إلی مستحقی التقدیم

علی بن یونس النباطی البیاضی؛ تحقیق: محمد الباقر البهبودی

جلد 3 -صفحه : 297/ 67
نمايش فراداده

فأضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين منالعذاب والعنهم (1)) ولو عرفوا أن اللهأضلهم فلمن كانوا يطلبون العذاب واللعن(وقالوا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الإنسوالجن نجعلهما تحت أقدامنا (2)) فإن علموايوم كشف الأسرار وعلم الأشياء بالاضطرارأن الله أضلهم، فلمن يجعلون تحت أقدامهم؟ومن أكبر المكابرات أن منهم من ينكر الشركفي القيامة كما حكاه الله عنهم في قوله:(والله ربنا ما كنا مشركين (3)) فلو علموا أنشركهم منه لكانت إضافته إليه أقطع وأولى،من كذبهم على أنفسهم، حتى يعجب الله منهمفي قوله: (انظر كيف كذبوا على أنفسهم (4)) ولوكان هو أضلهم وألجأهم إلى إنكار الشرك لميتعجب منهم.

قالوا: لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قلنا:فيها إضافة فعلهم إليهم، وإلا ارتفعالسؤال، إذ لا يسألون عما يفعل

فصل

يقال لهم: أراد الله كفر الكافر، فإنأردتموه كفرتم، وإن أردتم إيمانه فإن كانما أراد الله خيرا له كفرتم، وإن قلتم: ماأردنا خير فأنتم أحق بالمدح منه.

وأيضا يلزم كون إبليس يوافق إرادة اللهوالنبي يخالفها، وإذا أراد كفره وأمرهبالإيمان، فإن كان الأولى بالوقوع الكفركان أولى من الإيمان، وإن كان الإيمانأولى كان الأمر بما فيه تعجيزه عندكم أولىبالوقوع.

قال الجاحظ لأبي عبد الله الجدي: هل أمرالله المشرك بالإيمان؟ قال:

إي والله، قال: فهل أراد منه؟ قال: لاوالله، قال: فيعذبه عليه؟ قال: إي واللهقال: فهل هذا حسن؟ قال: لا والله.

قال عدلي لمجبر: ما تقول فيمن قال: كلماكان في زمن النبي وصحابته من

(1) الأحزاب

.

(2) فصلت: 29.

(3) الأنعام: 23 (4) الأنعام: 24.