صافی فی تفسیر کلام الله الوافی

محمد محسن بن الشاه مرتضی الفیض الکاشانی‏

جلد 2 -صفحه : 475/ 316
نمايش فراداده

و عن الصادق عليه السلام نزلت هذه الآيةبعد ما رجع رسول اللَّه صلى الله عليه وآلهوسلم من غزوة تبوك في سنة تسع من الهجرةقال و كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآلهوسلم لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحجّفي تلك السنة و كان سنة من العرب في الحجّأنّه من دخل مكة و طاف بالبيت في ثيابه لميحلّ له إمساكها و كانوا يتصدّقون بها و لايلبسونها بعد الطّواف فكان من وافى مكةيستعير ثوباً و يطوف فيه ثم يرده و من لميجد عارية اكترى‏ ثياباً و من لم يجدعارية و لا كرى‏ و لم يكن له إلا ثوب واحدطاف بالبيت عرياناً فجاءت امرأة منالعَرَب و سيمةً جميلة فطلبت عاريّة أوكرى‏ فلم تجده فقالوا لها إن طفت في ثيابكاحتجبت ان تتصدقي بها فقالت و كيف أ تصدّقبها و ليس لي غيرها فطافت بالبيت عريانة وأشرف لها الناس فوضعت احدى‏ يدها على‏قبلها و أخرى‏ على دبرها و قالت اليوميبدو بعضه أو كلّه فما بدا منه فلا أحلّهفلمّا فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالتإنّ لي زوجاً و كانت سيرة رسول اللَّه صلىالله عليه وآله وسلم قبل نزول سورة براءةأن لا يقاتل إلّا من قاتله و لا يحارب إلامن حاربه و أراده و قد كان نزل عليه في ذلكمن اللَّه عزّ و جلّ فان اعتزلوكم فلميقاتلوكم و ألقوا إليكم السلم فما جعلاللَّه لكم عليهم سبيلًا فكان رسول اللَّهصلى الله عليه وآله وسلم لا يقاتل أحداً قدتنحّى‏ عنه و اعتزله حتى نزلت عليه سورةبراءة و أمره بقتل المشركين من اعتزله و منلم يعتزله الا الذين قد كان عاهدهم رسولاللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتحمكة إلى‏ مدّة منهم صفوان بن أميّة و سهيلبن عمرو فقال اللَّه عزّ و جلّ براءة مناللَّه و رسوله إلى الذين عاهدتم منالمشركين فسيحُوا في الأرض أربعة أشهر ثميقتلون حيث ما وجدوا فهذه أشهر السياحةعشرين من ذي الحجّة و المحرّم و صفر و شهرربيع الأوّل و عشراً من ربيع الآخر فلمانزلت الآيات من أوّل براءة دفعها رسولاللَّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى‏ أبيبكر و أمره بأن يخرج إلى‏ مكة و يقرأها علىالناس بمنى‏ يوم النّحر فلما خرج أبو بكرنزل جبرئيل على‏ رسول اللَّه صلى اللهعليه وآله وسلم فقال يا محمد لا يؤدي عنكإلّا رجل منك فبعث رسول اللَّه صلى اللهعليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه‏