(مكّيّة عدد آيها احدى و خمسون آية بصريشاميّ و آيتان في الباقين) بسم الله الرحمنالرحيم
الحاقة قيل الساعة التي يحقّ وقوعها اوتحقّ فيها الأمور اي تجب و تعرف حقائقها اوتقع فيها حواقّ الأمور من الحساب و الجزاء.
ما الحاقة أي شيء هي وضع الظاهر موضعالضمير تفخيماً لشأنها و تهويلًا لها.
و ما أدريك ما الحاقة و أي شيء أعلمك ماهي اي انك لا تعلم كنهها فانّها أعظم من انتبلغها دراية.
كذبت ثمود و عاد بالقارعة بالحالة التيتقرع الناس بالافزاع و الأهوال و الاجرامبالانفطار و الانتشار و انّما وضعت موضعالضمير الحاقّة زيادة في وصف شدّتها.
فاما ثمود فاهلكوا بالطاغية بالواقعةالمجاوزة للحدّ في الشدّة و هي الصيحة والرّجفة كما مضى بيانه في سورتي الاعراف وهود.
و اما عاد فاهلكوا بريح صرصر القمّي ايباردة عاتية قال قال خرجت اكثر ممّا امِرتبه.
سخرها عليهم سلّطها اللَّه عليهم بقدرتهسبع ليال و ثمانية ايام حسوما متتابعاتالقمّي قال كان القمر منحوساً بزُحَل سبعليال و ثمانية ايّام حتّى هلكوا.
أقولُ: و قد سبق في سورة القمر انّ اوّلالثمانية و آخرها كانا يوم الأربعاء وانّه نحس مستمرّ فترى القوم فيها صرعىموتى جمع صريع كأنهم اعجاز نخل اصول نخلخاوية متآكلة الأجواف.