طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 141
نمايش فراداده

بخصائص ومميزات تفصله عن سائر الأحياء. إنالانسان يختلف عن الأشجار والأزهار، وعنالحشرات والحيوانات في جهات متعددة، ومنجملة هذه الفروق: أن الحيوانات لا تحتاج فيبلوغها الكمال المحدد لها إلى تعليموتربية. إن الغرائز الفطرية التي أودعهاالله تعالى فيها هي التي ترشدها بانتظاموفي جميع مراحل حياتها إلى مطاليبها، وهيتسلك طريق تكاملها بصورة صحيحة... لكنالانسان يحتاج إلى التعليم والتربية،فإنه إن لم تكن تربيته مطابقة لأساليبعلمية وعملية لا يصل إلى الكمال اللائقبه، ويستحيل أن تظهر استعداداته الفطريةومواهبه إلى حيز الخارج.

إن القرآن يحكي لنا قصة موسى وهارون حينتوجها بأمر من الله إلى فرعون وقومهليدعواهم إلى توحيد الله وعبادته، ومنخلال تلك القصة يسأل فرعون عن الخالق الذييدعوان إليه قائلاً: «فمن ربكما يا موسى؟!» فيجيبه موسى (ع): «ربنا الذي: أعطى كلشيء خلقه ثم هدى!!!»

الأعضاء اللازمة للحياة:

يتبين لنا من الآية السابقة أن الله تباركوتعالى قد وهب لكل موجود ما يحتاجه، وقررله ما ينبغي له. ومن الواضح أن درجة احتياجكل موجود إلى شيء ما تختلف... فالحيواناتمثلاً يختلف بناؤها الطبيعي ونوع الغذاء،الذي تحتاجه، وقد طورها الله على الشكلالملائم لها، فأعطاها الأعضاء اللازمةلحياتها، أعطى الأسد مخالب قوية لتمزيقاللحوم، ومنح الشاة أسناناً حادة لقضمالأعشاب... وهب البعض قوة الركض والجريالسريع، وأعطى للبعض الآخر القدرة علىالطيران، خلق في البعوضة الضعيفة خرطوماًللمص، وجهز الطيور الداجنة بمنقار يختلفتماماً عن منقار الطيور القانصة.

إن أول دليل يقدمه موسى لفرعون على وجودالله تعالى هو أن: ربي هو الذي نظم بناءالخلق العظيم بعلم وحكمة، وأعطى لكل موجودما يستحقه ويحتاجه في بلوغ مقاصده، ولذلكفإن آثار قدرته تعالى ظاهرة في كل موجود.يقول الشاعر: