فإن كرات الدم الحمراء والبيضاء المعزولةتستطيع أن تنشىء قطاعاً صغيراً من جهازالدورة الدموية على الرغم من عدم وجود قلبأو دورة دموية أو أنسجة لترويها» (1).
إن ما كان يعرفه علماء البشر بالأمس عنالهداية الفطرية للموجودات الحية كانمقتصراً مثلاً على أن القطة التي هي منالأحياء قد جهزت بالوسائل والأدواتاللازمة لإدامة الحياة، وجهزت بجهاز خاصلتربية صغارها لغرض بقاء النسل... أولاً،وأنها تعرف كيف تستعمل تلك الأدواتوالوسائل في حياتها والاستفادة منها،وكيف تحمل وتضع وبأي صورة تربي صغارها...ثانياً.
أما علماء اليوم فقد توصلوا إلى أن القطةتعني آلاف الملايين من الخلايا الحية التيتمتاز بخصائص معينة، اجتمعت كل مجموعةمنها لصنع عضو خاص والمهم أن كل واحدة منهذه الخلايا الحية التي لا ترى بالعينالمجردة قد جهزت بلوازم إدامة الحياة وكلمنها تعرف ـ بفضل الهداية الفطرية ـالطريق إلى تكاملها والوصول إلى غايتها،وكما شرح لنا العالم الاختصاصي بمعرفةالخلايا، فان هذه الخلايا لا تنسى واجبهاحتى في خارج بدن الموجود الحي (أي فيالمختبرات العلمية) بل تستمر في أداءوظيفتها بأحسن وجه قرره لها الله تعالىبقلم قضائه.
قبل سنتين نشرت الجرائد والصحف المحليةخبراً حول توصل البروفسور الايطالي (دانيلبتروجي) إلى إيجاد طفل في المختبر من نطفةالرجل والمرأة...
«باريس |14 كانون الثاني | وكالة الأنباءالفرنسية، لقد أعلن
(1) الانسان ذلك المجهول ص 90.