طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 154
نمايش فراداده

العمل غير مناف لأساس التوحيد فحسب، بليبقى سنداً قوياً على النظام الدقيق الذييسود الكون، ودليلاً بارزاً على وجودالخالق الحكيم العالم الذي أوجد حتىالذرات غير المرئية في هذا العالم حسبنظام دقيق وتقدير مطابق. وهنا يتبين قولهتعالى: «إنا كل شيء خلقناه بقدر». إذ أنه لاشك في أن الطبيعة الجاهلة والصدفة العمياءلا يمكن أن يصدر منها هذا النظام العجيب.

نستنتج مما سبق أن الحيوانات والحشراتوحى الخلايا تملك قسطاً وافراً من الهدايةالفطرية الالهية، ولا تحتاج في الوصول إلىكمالها اللائق بها إلى التعليم والتربية.إن النحل والعناكب تعرف منهجها التكامليعلى نحو الغريزة الفطرية، وكذلك الحيامنوالكريات البيض تعرف وظائفها عن طريقالهداية الالهية.

إن بعض النشاطات التي تظهر من الحيواناتوالحشرات بإرشاد من هدايتها الغريزيةدقيقة ومهمة إلى درجة أنها تبعث الانسانعلى التعجب والحيرة!

حشرة الآموفيل:

«إن حشرة الآموفيل لا تأكل الديدان، بل هيتتغذى على الأعشاب، لكن صغارها تحتاج إلىالديدان في تغذيتها في أولى أدوار حياتها،ولهذا فإن هذه الحشرة تلسع الديدانوتخدرها بالسم المخصوص الذي تفرزه ولكن لاتقتلها... وذلك لكي تولد صغارها فتستطيعالتغذي على هذه الديدان. إن حشرة الآموفيلتعلم أن الديدان لو قتلت قبل ولادة صغارهافانها تتعفن ولا تصلح غذاء لها. إن هذهالحشرة قد اكتشفت أنه لو لم تخدر الديدانبالدرجة الكافية فانها تستعيد نشاطهاوتأخذ بالفرار... فتموت صغارها جوعاً، لذلكفانها تلسع الدودة بصورة غير قاتلة بلمخدرة فقط» (1).

(1) آخرين تحول ص 74.