طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 184
نمايش فراداده

تماماً للوصول إلى الحقيقة. وعليه فلاتملك حرية خداعة. إن الموجودات التي تتميزبالعقل هي التي تخدع وتقبل التكامل فيالنتيجة. اما الحشرات فهي على عكس ذلك`تتميز بنظام جماعي ثابت لم يطرأ عليهاالتغيير منذ عشرات الالاف من السنين وحتىاليوم».

«إن أنثى الكلب ـ على العكس من أنثىالانسان ـ لا تخطىء في مراقبة صغارهاأبدا، الطيور تعرف متى يجب أن تبنيأعشاشها. والنحلة تعرف المواد الضروريةللملكة أو العمال أو الحرس. إن الحيواناتلا تملك حرية وذلك لأتوماتيكية الغريزة،ولذلك فهي لا تستطيع أن تعيش كما يعيشالانسان متمتعاً في أسلوب حياته بإرادتهوحريته. إن الانسان لا يعرف بعد كيفيةإدارة نفسه، ولم يوفق أبداً لبناء تمدّنالكمال التي يستطيع بها أن ينظم حياتهالاجتماعية بنسبة الدقة الموجودة فيتنظيم الغريزة لتجمع النحل. وعليه فإنجهودنا يجب أن تبذل بصورة رئيسية في دعمرصيدنا الروحي»(1).

أثر التربية في الحيوان:

هناك بعض الحيوانات مثل الخيل والكلابوالقردة تملك شيئاً من الذكاء` ويمكنإخضاعها للتربية إلى درجة ما. والمربييستطيع أن يعلمها قسطاً من الصفات. ولكنالعقل الذي هو منشأ الترقي والتكاملالعلمي ورصيد التفكير يختص بالانسان.ولهذا السبب فان التربية مؤثرة إلى درجةما في الحيوانات الراقية. مما لا شك فيهأنه لا يمكن تربية الحصان بشكل يستطيع معهيوماً أن يشترك في المؤتمر الاعلى للبحوثالذرية في الجامعة ويتحدث عن كيفية تحطيمالنواة المركزية للذرة. والكلب مهما تربىبصورة فائقة فانه لا يستطيع أن يبحث عنسرطان الدم وأساليب علاجه. فالحيوان مهماكان راقياً

(1) راه ورسم زندكي ص 28.