لقد وجد على مر القرون المتصرمة نوابغعظماء لا يقاسون مع سائر الأفراد من حيثإدراك الحقائق العلمية، والذكاء الخارق.وإن الترقيات التي نالت البشر في الحياةالمادية مدينة إلى مواهب هؤلاء الرجالالبارزين فهم الذين أدركوا الحقائقالعلمية بفضل مواهبهم الخاصة، وقادوا ركبالانسانية إلى الأمام.
«إننا نختار من بين الملايين أفراداًمعدودين في تلك الدولة حيث خدموا التقدمالعام، واستطاعوا بفضل مواهبهم أوداهائهم أن يجعلوا أنفسهم فوق مستوىالآخرين، وأن يكونوا قائدي زمام التمدن».
«إننا نلاحظ الانسانية على أنها مجموعةحية في حالة دائمة من التغير والذكاء،ونعلم أن تطورات هذه المجموعة تبدأ بواسطةأناس نادرين ومتفردين في الغالب!»
«هذه الأدمغة البارزة هي مركز الأمواجالتي تشبه الأمواج الحادثة عند سقوط قطعةمن الحجر في الماء. هؤلاء يمكن أن يوجدوافي آسيا، أو أمريكا، أو أي طبقة أخرى منالبشر. هؤلاء ليسوا صينيين، أو أمريكان،أو انكليز، أو فرنسيين، أو هنود... إنهمبشر» (1).
إن تكامل الانسان في المدارج المعنوية،وخلاصة من عبادة الأصنام والنار، ونجاتهمن الأوهام والخرافات مدين لجهودالأنبياء والرسل. فلقد كانوا أناساً غيراعتياديين في بنائهم ومواهبهم الباطنية.وبالرغم من أن تعاليم الأنبياء والقوانينالتي يسنها الرسل إنما هي من السماء وهويقومون بإيصالها
(1) سرنوشت بشر ص 190.