طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 307
نمايش فراداده

«ويرى فرويد أنه لا يمكن اعتبار أي حلمعبثاً وباطلاً وبغير معنى، بل وعلى العكسمن ذلك لما كان نتيجة عمل روحي فلا بد أنيكون له معنى ومفهوم خاص. وفي النهاية فليسالحلم مظهراً من إرادة فوق طاقة البشر بلإنه نموذج عن الارادة المخفية للانسان» (1).

الاسلام والأحلام:

إن الروايات الاسلامية لا تنظر إلى جميعالأحلام نظرة واحدة، بل إنها تقسم الأحلامإلى ثلاثة أقسام: قسم منها عبارة عنالأفكار العادية أو الأسرار المخفيةللانسان، التي تظهر بنفسها أحياناً. أوتظهر بصورة أخرى أحياناً لعلل خاصة. هذاالنوع من الأحلام فقط هي التي لها قيمةعلمية عظيمة في نظر التحليل النفسي وعلماءالنفس، وبواسطتها يمكن الوصول إلى الضميرالباطن للأشخاص، وتعيين الجذور الأصليةللأمراض الروحية.

والقسم الثاني من الأحلام، عبارة عنالأفكار المشتتة والمضطربة التي تتطرقإلى ذهن الانسان في اليقظة أحياناً،وخصوصاً في حالات المرض ولا قيمة علميةونفسية لها، وقد عبر عنها بـ «أضغاثأحلام» أو الأفكار الشيطانية.

والقسم الثالث هو الأحلام التي لها جانبالهامي، والتي ينكشف بواسطتها بعضالحقائق المجهولة من كل جهة.

يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآلهوسلم): «الرؤيا ثلاثة: بشرى من الله،وتحزين من الشيطان، والذي يحدث به الانساننفسه فيراه في منامه» (2).

التحليل النفسي قبل فرويد:

ليس مقصودنا من هذا البحث، الحديث عنالرؤيا وتفسيرها، بل إن مرادنا هو بيان أنقسماً من الأحلام هي التي تكشف أسرارالانسان وتفضح

(1) فرويد ص 39.

(2) بحار الأنوار ج 14|441.