طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 325
نمايش فراداده

الوجدان الأخلاقي الذي هو وديعة إلهيةعند الانسان، مستهتراً بالكرامة والشرفوالنبل!!.

«لا بد للانسان أن يختار من بين أمرينأحدهما: الأمر الأول أجنبي وأعمى وطاغيةحيث لا يراقب إلا التنفيذ دون النظر إلىالقصد والنية. أما الأمر الثاني فانه أليفومحبوب. صحيح أنه متعب ولا يرتضي بسرعةلكنه يعرف آمالكم الخفية ويطلع على كيفيةشخصيتكم. إنه يجب التوفيق بين الغرائزوالوجدان الأخلاقي. وإيجاد هذا التوافقأمر ممكن، ذلك أن الوجدان الأخلاقيالواقعي لا يريد كبت الغرائز مرة واحدة،بل يحاول أن يخضعها للنظام والسيطرة،ويوجهها نحو هدف أعلى وأليق. وهذا العملأحسن وأهم للغريزة من إطلاق عنانها أيضاً،كما يرى فرويد، لأن هذه الحرية تتضمنفساداً وانهياراً في النهاية» (1).

إن مخالفة أوامر الوجدان الأخلاقي قدنؤدي إلى بعض الأمراض النفسية والجنون.والاستجابة المعقولة للميول والغرائزأساس الحياة وركن السعادة الانسانية،وهذا الأمر ضروري ومحبوب شرعاً وعقلاً...لكن المذموم والقبيح من وجهة النظرالدينية والعلمية هو إطلاق العنان لجميعالميول والرغبات.

لقد عبر القرآن عن هذه الحقيقة أحسن تعبيرحيث يقول: «أرأيت من اتخذ إلهه هواه، أفأنتتكون عليه وكيلاً».

عبادة الهوى:

إن الذي يقع في أسر عبادة هوى النفس،ويكون عبداً مطيعاً لغرائزه وميوله... يصاببأخطر الأمراض النفسية، ويكون معرضاًللانهيار والشقاء في كل لحظة...

(1) جه ميدانيم ؟ بيماريهاي روحى وعصبى ص 70.