(و لعمري ما عليّ من قتال من خالف الحق وخابط البغي من إدهان و لا إيهان).. أبدا لاشيء عند علي عليه السلام إلا الحق و رضىاللّه، فهو دينه و دنياه، و نفسه و عقله، ولحمه و دمه، و ليكن بعد هذا ما كان من موتأو حياة، و هو كذلك يستحيل في حقه أن يصانعو يداهن في أمر من أمور الاسلام والمسلمين، أو يجبن و يضعف أمام أهل البغي وأعداء الحق. و من أقواله: «ما ضعفت و لاجبنت و لا خنت و لا وهنت، و أيم اللّه لابقرن الباطل- أي المبطلين- حتى أخرج الحقمن خاصرته». و قال: «لا يقيم أمر اللّه إلامن لا يصانع و لا يضارع و لا يتبع المطامع».
(و اتقوا اللّه عباد اللّه، و فرّوا الىاللّه من اللّه) من غضبه الى رحمته، و منالمعصية الى التوبة، و ما طرق بابه الكريمطارق إلا و شمله بعفوه و رحمته (و امضوا فيالذي نهجه لكم) و أوضحه في كتابه و سنّةنبيه من حدود الحلال و الحرام (و قوموا بماعصبه بكم). أدوا الى اللّه طاعته، و اتقوهفي أمره و نهيه (فعليّ ضامن لفلجكم آجلا انلم تمنحوه عاجلا). ان أجر المتقين فيالآخرة مؤكد و مضمون، أما أجرهم في الدنيافربما و لعل.. و ليس من شك ان القليل الدائم-و إن قلّ- خير من الزائل و إن كثر، فكيف اذاقلّ هذا و كثر ذاك